هل يملك فعلا هانيبال القذافي معلومات خطيرة؟!
في خطوة لافتة طرحت تساؤلات عديدة داخل القضاء اللبناني، تراجعت الدولة الليبية عن رغبتها في التعاون مع السلطات اللبنانية، للوصول إلى تسوية معينة تتعلق بقضية هانيبال القذافي، نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، المحتجز لدى الدولة اللبنانية منذ عام 2015.
تراجع الدولة الليبية؟
بين الفينة والأخرى، تعود قضية هانيبال القذافي، المتهم بكتم معلومات خطيرة عن القضاء اللبناني، ترتبط بقضية إختفاء الإمام موسى الصدر خلال زيارته إلى ليبيا عام 1978، إلى واجهة النقاشات مجدّدًا.
باتت شروط الدولة اللبنانية واضحة جدًا، الإفراج عن هانيبال القذافي مقابل تقديم معلومات واضحة ودقيقة حول مصير موسى الصدر ورفيقيه. وهنا المفارقة، فالدولة الليبية التي طالبت مؤخرًا بالإفراج عن القذافي، وطلبت من الدولة اللبنانية الكشف عن أسباب احتجازه، وأعلنت عن رغبة النيابة العامة الليبية بالاستماع إلى أقواله، عادت وتراجعت عن متابعة هذه القضية لأسباب غير معروفة.
وأكدت مصادر قضائية بارزة لـ”المدن” أن السلطات اللبنانية أبلغت الدولة الليبية بموافقتها على التعاون معها لمناقشة قضية القذافي، وعرضت عليها -هاتفيًا- من خلال شخصية لبنانية بارزة، تحديد لقاء رسمي بين البلدين في بلد معين يتفق عليه لاحقًا، أو على الأراضي اللبنانية. ولكن الجانب اللبناني لم يحصل على أي إجابة من الدولة الليبية، وتوقف التواصل بين الجانبين منذ حينها.
ورجحت مصادر مطلعة على هذه القضية، أن تكون أسباب تراجع الدولة الليبية عن متابعة قضية هانيبال القذافي، بالرغم من إصرارها على التفاوض، ناتجة عن المأساة التي حلّت على الدولة الليبية بسبب الطوفان الكارثي على مدينة درنة ومنطقتها.
“معطيات خطيرة”
ونفت المصادر القضائية المعلومات التي تُنشر على وسائل الإعلام حول رغبة الدولة اللبنانية بتحويل قضية هانيبال القذافي إلى ورقة ضغط من أجل الوصول إلى تسوية معينة، لإرضاء بعض الأطراف السياسية في الداخل والخارج. مؤكدةً أن القضاء اللبناني بات متأكدًا بأن هانيبال يملك معلومات دقيقة حول قضية الصدر. إذ عرض العديد من المعطيات الخطيرة خلال التحقيق معه. لذلك، مناقشة قرار إخلاء سبيله لن يعلن عنه قبل تقديمه جميع المعلومات المطلوبة منه، والكشف عن مصير الصدر ورفيقيه.
خلال الأشهر الماضية، أضرب القذافي عن الطعام والشراب لأكثر من 3 أسابيع متواصلة، في محاولة لممارسة الضغوط على الدولتين اللبنانية والليبية للتحرك والتفاوض على إخلاء سبيله. فنُقل بعدها إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، خصوصًا بعد فقدانه للعناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم بشكل يومي، وتعرض لهبوط حاد في ضغط الدم. كما عانى من انتكاسة نفسية جراء اعتقاله، وخسر الكثير من وزنه، ومن ثم أعيد إلى شعبة المعلومات.
ووفقًا لمصادر قضائية بارزة في حديث لـ”المدن”: “حالة هانيبال الصحية مستقرة، ومجموعة من الأطباء تراقب حالته الصحية بشكل مستمر، ويتلقى العلاج اللازم في الوقت المطلوب”.
عودة الأسرة
وبالرغم من فتور العلاقة بين الدولتين اللبنانية والليبية، وانقطاع العلاقات الدبلوماسية وتجميدها بين البلدين منذ سنوات طويلة، خصوصًا بعد حادثة تمزيق الأعلام الليبية في بيروت عام 2019، حين اعتبر المجلس الأعلى للدولة الليبية بأن هذه المشاهد شكلت إهانة مباشرة لليبيا.. إلا أن مصادر “المدن” كشفت بأن عائلة هانيبال القذافي، المؤلفة من زوجته ألين سكاف اللبنانية و3 أولاد، يقيمون على الأراضي اللبنانية منذ فترة لم تحددها المصادر. ولكن الأخيرة تابعت لتؤكد أن أطفاله قد سُجّلوا في إحدى المدارس اللبنانية، فيما تبقى علامات استفهام حول طريقة دخول أطفاله إلى لبنان، فهم ممنوعون من الدخول إلى الأراضي اللبنانية!