ماذا تخفي القوات الأميركية في جعبتها بشرق المتوسط؟

على رغم تحذير الرئيس الأميركي جو بايدن، إسرائيل من إعادة احتلال غزة وضرورة أن يكون هناك طريق لدولة فلسطينية، وأهمية حماية المدنيين في القطاع، إلا أنه أكد حق تل أبيب في الدفاع عن نفسها وضرورة التخلص من حركة “حماس” في غزة، وهو ما يفسر مضاعفة الولايات المتحدة حجم القوة النارية للقوات الأميركية المنتشرة في الشرق الأوسط، فما هو حجم هذه القوة وهدفها وما قدرات الأطراف الأخرى في النزاع العسكري المتوقع قريباً؟

مع وقع الصدمة التي فوجئت بها الولايات المتحدة يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، عقب هجوم “حماس” المباغت على البلدات الإسرائيلية في غلاف غزة، قررت الإدارة الأميركية تلبية جميع حاجات حكومة بنيامين نتنياهو من الأسلحة والذخيرة والتي من شأنها أن تساعد كثيراً في تأمين إسرائيل من ضربات “حماس” الصاروخية وتسهيل الاجتياح البري الذي تعهدت به تل أبيب ودعمتها فيه واشنطن.

وأرسلت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إلى إسرائيل صواريخ اعتراضية لنظام الدفاع الصاروخي “القبة الحديدية”، إضافة إلى قنابل صغيرة القطر تزن 250 رطلاً مصممة لتقليل احتمال سقوط ضحايا من المدنيين في معارك المدن الكثيفة مثل غزة، وقذائف مدفعية وذخائر أخرى خارقة لتفجير وهدم الأنفاق العميقة التي يعتقد أن “حماس” شيدتها في السنوات الأخيرة تحسباً لأي هجوم بري إسرائيلي.

ومن المرجح أن تكون ذخائر القبة الحديدية التي تقدمها الولايات المتحدة أعلى بكثير مما طلبته إسرائيل، لكنها ستكون جزءاً من حزم المساعدات العسكرية المستمرة، والتي ستشمل أيضاً قنابل ذات قطر صغير تحول القنبلة الغبية إلى قنبلة ذكية تمكن القوات من توجيه الذخيرة إلى الهدف، بدلاً من مجرد إسقاطها.

هدف الردع

ومع ذلك، لم تكن هذه المساعدات العاجلة كافية لتحقيق هدف آخر وهو الحيلولة دون توسيع نطاق الحرب المتوقعة بين إسرائيل وحركة “حماس”، ولهذا ضاعفت وزارة الدفاع الأميركية بسرعة من حجم القوة النارية لقواتها المنتشرة في شرق المتوسط والمنطقة كأداة لردع إيران وأذرعها في المنطقة من الدخول في حرب إقليمية أوسع، ما قد يدفع واشنطن إلى تنفيذ ضربات جوية للدفاع عن إسرائيل والمصالح الأميركية، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”.

غير أن وصول أحدث وأضخم حاملة طائرات أميركية وهي “جيرالد فورد” قرب السواحل الإسرائيلية لم يكن كافياً على ما يبدو لتحقيق الردع الكافي، لذا قرر وزير الدفاع لويد أوستن إرسال حاملة طائرات ثانية من الساحل الشرقي للولايات المتحدة هي “دوايت دي أيزنهاور”، إلى شرق البحر المتوسط والتي يتوقع أن تصل في الأيام القليلة المقبلة.

كما أرسلت القوات الجوية الأميركية طائرات هجومية أخرى إلى منطقة الخليج لمضاعفة عدد أسراب الطائرات، فضلاً عن إرسال فريق من قوات العمليات الخاصة إلى إسرائيل للمساعدة في الاستخبارات والتخطيط لأية عمليات للمساعدة في تحديد مكان وإنقاذ نحو 150 رهينة تحتجزهم “حماس”، ومن بينهم بعض الأميركيين.

ويرى محللون عسكريون أميركيون أن عمليات الانتشار الإضافية للقوات من شأنها أن تعمل على إعادة تنشيط القوة الأميركية في المنطقة، بشكل موقت في الأقل بعدما تقلص الوجود العسكري الأميركي في المنطقة مع انتهاء الحروب المستمرة منذ سنوات في العراق وأفغانستان استجابة لهدف إدارة بايدن المعلن وهو التركيز على التهديدات طويلة المدى من الصين وكذلك الحرب في أوكرانيا. وفيما يلي حجم ونوعية وقدرات القوات الأميركية وما يمكن أن تقوم به من مهام حال توسيع نطاق الحرب.

أهمية حاملات الطائرات

تتمثل أهمية حاملات الطائرات في أنها توفر مجموعة من الخيارات، فهي تعد بمثابة مراكز عمليات القيادة والسيطرة الأساسية ويمكنها شن حرب المعلومات ويوجد على متنها طائرات الرصد والمراقبة (هاوكي)، التي يمكن التعرف إليها من خلال الرادارات ذات الشكل القرصي التي يبلغ قطرها 24 قدماً (7 أمتار) بما يمكنها من إطلاق إنذارات مبكرة عند إطلاق الصواريخ، وتتولى المراقبة وإدارة المجال الجوي، وهي لا تكتشف طائرات العدو فحسب، بل تقوم أيضاً بتوجيه تحركات الطائرات والقوات الأميركية، ووفقاً لتصريحات المسؤولين عن القبة الحديدية الإسرائيلية، فإن القيادة العسكرية تعتزم تبادل البيانات مع القوات الأميركية ودمج القبة في الدفاع الجوي الأميركي.

وتوصف حاملات الطائرات بأنها قواعد جوية عائمة للطائرات المقاتلة من طراز “أف 18” أي “هورنيت” التي يمكنها اعتراض الطائرات المعادية أو قصف الأهداف، بينما يمكن للمدمرات والطرادات المرافقة لحاملات الطائرات إطلاق صواريخ كروز وبعضها لديه القدرة على اعتراض الصواريخ البعيدة المدى.

ويمكن لحاملات الطائرات كذلك توفير قدرات كبيرة للعمل الإنساني، بما في ذلك المستشفيات على متن الطائرة مع وحدات العناية المركزة وغرف الطوارئ والمسعفين والجراحين والأطباء، كما يمكن استخدام طائرات الهليكوبتر لنقل الإمدادات الحيوية جواً أو للضحايا.

“جيرالد فورد”

بحسب موقع البحرية الأميركية، تعد حاملة الطائرات “جيرالد آر فورد” التي تعمل بمحركي طاقة نووية، وتبلغ قيمتها 18 مليار دولار، أحدث حاملة طائرات تابعة للبحرية الأميركية وأكثرها تقدماً حتى الآن، إذ تتمتع بقدرات تفوق أي قوة عسكرية أخرى في العالم، وتشمل مجموعة القوة الضاربة لـ”جيرالد فورد” الطراد نورماندي، و4 مدمرات قادرة على إطلاق صواريخ توماهوك وهي توماس هودنر، وراماغ، وكارني، وروزفلت، كما أن لديها القدرة للتصدي لأية هجمات صاروخية بعيدة المدى على إسرائيل والتي قد تطلقها إيران في نزاع محتمل.

وتتميز “جيرالد فورد” التي دخلت الخدمة عام 2017 بأنها أكبر سفينة حربية تم بناؤها على الإطلاق، إذ يبلغ طولها 337 متراً وعرضها 78 متراً وارتفاعها 76 متراً، وتحمل ما يصل إلى 90 طائرة، تشمل طائرات الجيل الخامس من طائرات “أف 35” وطائرات “أف 18 سوبر هورنيت”، و”أي 2 دي هاوكي” المتقدمة، وطائرات الهجوم الإلكتروني “أي آي 18 غراولر، ومروحيات “أم أتش 60″، إضافة إلى عدد من طائرات الدرون، ولإجراء جميع العمليات على متن الحاملة، هناك حاجة إلى طاقم يضم أكثر من 4500 فرد بما في ذلك الذين يديرون السفينة، وأولئك الذين يعملون في الجناح الجوي وغيرهم من موظفي الدعم.

وعلى رغم حجمها، إلا أن حاملة الطائرات التي سميت على اسم الرئيس الأميركي السابق جيرالد فورد (1974 – 1977) تتميز بالمرونة بشكل ملحوظ، إذ تصل سرعتها القصوى إلى ما يزيد على 30 عقدة (56 كلم/ساعة)، بما يمكنها من مواكبة السفن الأصغر حجماً في سرعتها، وهو ما يرجع إلى الطاقة المولدة من مفاعليها النوويين، اللذين يوفران قدرة كهربائية أكبر 250 في المئة من حاملات الطائرات فئة نيميتز وهو الجيل السابق من حاملات الطائرات بالولايات المتحدة.

رمز للقوة العسكرية

ولأن حاملات الطائرات هي أسلحة هجومية باهظة الثمن وتعد رمزاً مهماً للقوة العسكرية للولايات المتحدة فهي تتحرك مثل جميع حاملات الطائرات، وتسافر دائماً بغطاء دفاعي مع مجموعتها الضاربة والتي تتكون من طراد و4 مدمرات وسفينة إمداد، وفي بعض الأحيان، ترافق المجموعة أيضاً غواصة واحدة أو أكثر.

ولدى “جيرالد فورد” ترسانة من الصواريخ، مثل عصفور البحر، وهي صواريخ أرض جو متوسطة المدى تستخدم لمواجهة الطائرات المقاتلة والطائرات الدرون، ويوجد على متنها صواريخ لاعتراض واستهداف الصواريخ المضادة للسفن جنباً إلى جنب مع نظام الأسلحة “فالانكس” الذي يستخدم لإطلاق الرصاص الخارق للدروع، كما تتضمن فورد أيضاً رادارات متطورة يمكنها المساعدة في التحكم في الحركة الجوية والملاحة.

وإضافة للقوة النارية الضخمة التي تحملها حاملة الطائرات “جيرالد فورد” ومجموعتها الضاربة، فإنها تقوم بمجموعة من المهام الأخرى مثل التنصت والمراقبة والتجسس، كما أن لديها مخزوناً ضخماً من السلاح، ولهذا فإن اختيارها لهذه المهمة سيساعد الإسرائيليين على الحصول على المعلومات اللازمة قبل القيام بأي عملية اجتياح لقطاع غزة، كما أنها تستهدف بالأساس ردع إيران و”حزب الله” من المغامرة بالدخول في حرب لدعم حركة “حماس”.

حاملة الطائرات “أيزنهاور”

يصف موقع البحرية الأميركية، حاملة الطائرات “أيزنهاور” بأنها أفضل حاملة طائرات من فئة 5 نجوم في البحرية لأنها توفر مجموعة واسعة من قدرات المهام المرنة والتي تشمل العمليات الأمنية البحرية، وإسقاط قوات استكشافية، والوجود البحري الأمامي، والاستجابة للأزمات، والسيطرة البحرية، والردع، ومكافحة الإرهاب، والعمليات المعلوماتية، والتعاون الأمني.

وعادة ما تحتوي فئة “نيميتز” التي تنتمي إليها “أيزنهاور” على أنظمة دفاع على متنها، وتحمل العديد من الطائرات المقاتلة والمروحيات وتلك القادرة على تنفيذ عمليات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، وتتكون مجموعة القوة الضاربة لها من طراد ومدمرتين في الأقل وسفينة إمداد وهي طراد الصواريخ الموجهة “بحر الفيليبين” ومدمرات الصواريخ الموجهة “غرافلي ومايسون”، مع تسعة أسراب من الطائرات (يشمل السرب 10 طائرات أو 12)، وتركز المجموعة على حماية نفسها في أثناء قيامها بعمليات هجومية، إلا أنها ليست مناسبة للعمل كنظام دفاع صاروخي لإسرائيل، التي لديها بالفعل أنظمة متطورة.

وتعمل “أيزنهاور” بالطاقة النووية ويعمل عليها 5000 بحار ومن المنتظر أن تصل إلى شرق البحر المتوسط بعد نحو أسبوع، وبدأت العمل عام 1977، وشاركت في عمليات حربية للمرة الأولى في حرب الخليج الأولى عام 1991 لتحرير الكويت بعد غزو الرئيس العراقي صدام حسين للكويت في أغسطس (آب) عام 1990.

قوة جوية معززة

أرسلت القوات الجوية الأميركية طائرات هجوم بري إضافية إلى منطقة الخليج العربي، مما يضاعف عدد أسراب الطائرات من طراز “أف 15 إيغل”، و”أف 16 فالكون”، و”أي 10”. وقال مسؤولون إنه بالاشتراك مع الأسراب الأربعة من طائرات “أف 18” على متن كل حاملة طائرات، سيكون لدى الولايات المتحدة أسطول جوي يضم أكثر من 100 طائرة هجومية.

وأعلن البنتاغون أنه مستعد إلى إضافة المزيد من الطائرات المقاتلة إذا لزم الأمر، وتمتلك القوات الجوية الأميركية بالفعل قوة جوية كبيرة في المنطقة للقيام بعمليات مأهولة وغير مأهولة، وعلى الأخص في سوريا، إذ صدرت أوامر لطائرة من طراز “أف 16” تابعة للقوات الجوية الأسبوع الماضي بإسقاط طائرة درون تركية كانت تشكل تهديداً للقوات البرية الأميركية العاملة هناك.

وفي الوقت الحالي، أوضح مسؤولون أميركيون أن نشر قوات إضافية يهدف إلى ردع إيران أو سوريا أو أي مجموعات وكيلة مدعومة من إيران مثل “حزب الله”، من الانضمام إلى الصراع، إذ يراقب البنتاغون ومسؤولو الاستخبارات الأميركية من كثب قوات “حزب الله” في لبنان، وكذلك الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا والتي تنفذ بشكل دوري ضربات ضد أفراد عسكريين أميركيين متمركزين في كلا البلدين.

ومع ذلك، ستظل المساعدات الأميركية لإسرائيل في إطار الدعم المعلوماتي وتوفير الذخيرة والأسلحة حال الاحتياج إليها، بينما يظل دور الولايات المتحدة الرئيس هو ردع إيران ووكلائها من الدخول في الحرب بين تل أبيب و”حماس”، ولكن ما قوة وتشكيل كل من طرفي الحرب الرئيسين؟

قوة الجيش الإسرائيلي

تعتبر الولايات المتحدة أن إسرائيل تمتلك واحداً من أفضل الجيوش العسكرية في العالم، لكن وفقاً لتصنيف “غلوبال باور”، تحتل إسرائيل المرتبة 18 عالمياً وتعد رابع أكبر جيش في المنطقة، ولا تتقدم عليها سوى تركيا ومصر وإيران.

ويحظى الجيش الإسرائيلي منذ فترة طويلة بدعم الولايات المتحدة، إذ تبلغ قيمة المساعدات العسكرية التي يقرها الكونغرس سنوياً 3.3 مليار دولار، إضافة إلى 500 مليون دولار أخرى لتكنولوجيا الدفاع الصاروخي، بينما يصل حجم ميزانيتها العسكرية إلى نحو 23.4 مليار دولار.

ولدى إسرائيل نحو 170 ألف جندي في الخدمة الفعلية، واستدعت نحو 360 ألف جندي احتياطي للحرب المرتقبة في غزة أي ثلاثة أرباع قدرتها المقدرة، وفقاً للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في واشنطن.

ولديها 1760 دبابة قتال رئيسة منها 1000 من طراز ميركافا، و1200 ناقلة أفراد مدرعة و530 مدفعاً، و240 قاذفة صواريخ متعددة ومجموعة من الأسلحة وأنظمة المراقبة الأخرى، أما قواتها البحرية فتمتلك 5 غواصات، و3 زوارق إنزال، ووحدة كوماندوز بحرية واحدة، وما يقرب من 45 قارب دورية وزوارق قتالية أخرى.

غير أن أقوى ما تمتلكه إسرائيل هي قواتها الجوية، حيث تمتلك 350 طائرة مقاتلة من بينها “أف 35” وهي الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك هذا النوع الذي يعد الأفضل بعد “أف 22” التي تمتلكها فقط الولايات المتحدة، كما لدى إسرائيل طائرات “أف 15″ وأف 16” ونحو 126 طائرة هيلوكوبتر و48 طائرة هيلوكوبتر هجومية مثل الأباتشي.

وفي أدوار داعمة مختلفة، تمتلك إسرائيل مجموعة كاملة من طائرات الدرون المسلحة وغير المسلحة، بما في ذلك طائرات “هيرون” المسلحة، إضافة إلى مجموعة من الصواريخ والأنظمة المضادة للصواريخ، بما في ذلك باتريوت بعيدة المدى والتي يصل مداها إلى 160 كلم والقصيرة، علاوة على الأنظمة المضادة للصواريخ المعروفة باسم القبة الحديدية الذي يتصدى للصواريخ التي تطلقها “حماس” من غزة.

كما تحتفظ إسرائيل منذ فترة طويلة ببرنامج أسلحة نووية غير معلن، لكن وفقاً لمركز الحد من التسلح والانتشار النووي، تمتلك إسرائيل 90 قنبلة نووية ويمكن تحميلها في الغواصات التي تمتلكها.

قوة “حماس” العسكرية

تعد “حماس” جماعة مسلحة ذات هيكل فضفاض ولها أيديولوجية عسكرية، وتأسست كحركة عام 1987 على يد الشيخ أحمد ياسين، وهو رجل دين فلسطيني بعد الانتفاضة الأولى ضد التواجد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، لكن جناحها العسكري تشكل في وقت لاحق من عام 1990، ولا تمتلك “حماس” أي قوات أو أسلحة تقليدية أو دبابات قتال رئيسة، أو مدافع، أو سفن قتالية، ويقدر عدد مقاتليها بنحو 15 إلى 20 ألف مقاتل، بحسب تقديرات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، لكن تل أبيب تقدر عددهم بنحو 30 ألف مقاتل يجيدون حرب العصابات والتكتيكات.

وبصرف النظر عن الأسلحة الأساسية المحمولة باليد، فمن المعروف أن “حماس” تمتلك في ترسانتها مجموعة من الصواريخ قصيرة المدى، ولديها منصة “كورنيت” روسية الصنع وعائلة “فجر” الإيرانية للأسلحة المضادة للدبابات، ولديها صواريخ باليستية إيرانية الأصل من طراز “فاتح 110″، والتي يصل مداها إلى 185 ميلاً.

وتشمل ترسانة “حماس” بنادق هجومية ورشاشات ثقيلة وقذائف صاروخية وأسلحة مضادة للدبابات، إضافة إلى بنادق قنص بعيدة المدى، كما استخدمت في الماضي، الفخاخ والانتحاريين.

وعلى رغم أن إسرائيل تمتلك شبكة دفاع صاروخية واسعة، إلا أن “حماس” أنشأت مخزوناً كبيراً من الصواريخ المصنعة محلياً، تقدر الاستخبارات الإسرائيلية عددها بنحو 30 ألف صاروخ عام 2021. ويقول المحللون إنه لا توجد دلائل حتى الآن على أن “حماس” طورت صواريخ موجهة، يمكنها ضرب الأهداف بشكل أكثر دقة.

وفي ما يتعلق بالتنقل، فمن المعروف عن مقاتلي “حماس” استخدام المركبات الخفيفة سريعة الحركة مثل سيارات الجيب والشاحنات الصغيرة والدراجات النارية، واتسم أسلوب عملها باستخدام الأنفاق في عمق سياج غزة، ووضع العبوات الناسفة، وتنفيذ هجمات نوعية في إسرائيل، والتي كان آخرها هجوم 7 أكتوبر المباغت والذي أدى إلى مقتل 1400 إسرائيلي بحسب البيانات الرسمية في تل أبيب.

بالتالي فإن المواجهة تدور بين قوة عسكرية قوية وتقليدية وحديثة ومتفوقة تكنولوجياً، وقوة صغيرة تقليدية ذات تشكيل فضفاض وسيئة التجهيز، ولكنها ذات دوافع عالية.

قوة صواريخ “حزب الله”

منذ هجوم “حماس”، كان هناك تبادل محدود لإطلاق النار بين “حزب الله” وإسرائيل، ولكن لم يكن هناك هجوم واسع النطاق، ومع ذلك فإن التوترات والحروب التي يمكن أن يجلبها “حزب الله” تظل مصدر قلق لإسرائيل، إذ يتفاخر زعيمه حسن نصرالله، بأن الجماعة لديها 100 ألف مقاتل، على رغم أن تقديرات أخرى تشير إلى أن قوة قواتها أقل من نصف هذا العدد.

ويمتلك “حزب الله” ترسانة ضخمة معظمها من صواريخ أرض-أرض صغيرة محمولة وغير موجهة، وفقاً لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، كما تقدر الولايات المتحدة أنه وجماعات مسلحة أخرى في لبنان لديها نحو 150 ألف صاروخ وقذيفة، بينما يعمل “حزب الله” على تطوير صواريخ دقيقة التوجيه.

وسبق أن أطلق “حزب الله” طائرات درون على إسرائيل، ولديه أيضاً بنادق هجومية ورشاشات ثقيلة وقذائف صاروخية وقنابل على الطرق وأسلحة أخرى.

اندبندنت

مقالات ذات صلة