عبد اللهيان: اليدّ على الزناد…الساعات القادمة سيكون الوقت متأخراً!

“المقاومة هي من تقرر فتح جبهات جديدة او الرد على اي اعمال اجرامية اسرائيلية، والمقاومة وضعت نصب اعينها كل السيناريوهات المحتملة في هذه الحرب، وبإمكانها القيام لوحدها بأي إجراء تراه مناسباً، وبإمكانها تلبية جميع احتياجاتها الدفاعية؛ والإعلان عن ساعة الصفر في حال استمرار العدوان على غزة، هو بيد المقاومة ايضاً”. بهذه الكلمات يمكن اختصار المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في السفارة الإيرانية في بيروت، بعد جولة في المنطقة بدأها من العراق إلى لبنان فسوريا.

اليد على الزناد
واعتبر عبد اللهيان أن أمن لبنان مهم بالنسبة إلى الجميع، وللجمهورية الإسلامية الإيرانية، أما بالنسبة لفتح جبهات جديدة فمن الممكن تصوّر أي إحتمالية ستكون متناسبة مع الوضع الراهن. ولدى سؤاله عن تحديد ساعة الصفر والخط الأحمر لفتح كل جبهات المقاومة قال عبد اللهيان:” إن قادة المقاومة ينسقون فيما بينهم بشكل كامل، وهم حددوا كل السيناريوهات ويدهم حالياً على الزناد، وفي حال تلكؤ المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة والفاعلين في العالم والمنطقة والذين هم يدعمون اثارة الحروب التي يقوم بها الكيان الصهيوني فهم سيتلقون الردّ في المكان المناسب والرد الذي تريده المقاومة.”

“لن يستعيد الكيان الصهيوني المستوطنات”
وقال عبد اللهيان “خلال الحديث الذي جرى بيني وبين قادة المقاومة أدركت انه في حال اتخذت المقاومة القرار بالرد على العدوان الصهيوني فذلك سيجعلهم يندمون وسيغير خارطة الأراضي المحتلة. وفيما يخص التهجير القسري لسكان غزة فما نراه هو أن الكيان الصهيوني العنصري وبدلاً من أن يواجه المقاومة في ساحات القتال يقوم بالهجوم على المدنيين. أما خلال اللقاءات بيني وبين قادة المقاومة أكدوا أن المستوطنات الصهيونية لا تزال تحت سيطرة قوات المقاومة، طبعاً إن الكيان الصهيوني يعيش في حالة تخبط غير مسبوقة، وهو لن يستطيع أن يستعيد المستوطنات ومراكزه العسكرية. وطبعاً على الرغم من أن هذا الكيان يحظى بدعم أحادي من جانب الولايات المتحدة الأميركية فمع ذلك يقوم بالهجوم على المراكز المدنية والمدنيين”.

حزب الله والساعات القادمة
وعن لقائه مع نصر الله قال عبد اللهيان:” اطلعت على آخر التطورات الميدانية للمقاومة في غزة، وفي فلسطين وفي جنوب لبنان، وكل العالم يعرف أن السيد نصرالله هو رجل الميدان ورجل براغماتي، وطالما كان له الدور الأبرز في تحقيق أمن لبنان والمنطقة، وإن ما يفكر به نصر الله هو تحقيق أمن لبنان وأمن المنطقة، ومستقبل تحقيق الأمن المستدام فيها، لذلك فإن حزب الله في لبنان يأخذ جميع الأبعاد بعين الإعتبار، وهو سيقوم بدعمه وخطواته المناسبة، ولكن أسلوب وطريقة عمل نصر الله هي كالتالي، فهو يقوم باتخاذ الخطوة والإجراء، وبعدها يوضح هذه الخطوة ويبينها للرأي العام، وما زالت المقاومة الفلسطينية، تحظى بإمكانية وطاقات واسعة من أجل الصمود والمقاومة وإظهار رد قوي ومستدام في المنطقة. وأنا أدركت بأنه نظراً للسيناريوهات التي وضعها حزب الله فإن أي خطوة سيقدم عليها سينتج عنها زلزال كبير ضد الكيان الصهيوني. ووفقاً لإدراكي لواقع المقاومة فأود أن أحذّر مجرمي الحرب وداعمي هذا الكيان في المنطقة بأنه قبل أن يتأخر الأوان فليقوموا بوقف عاجل لجرائم الكيان المزيف ولقاتل الأطفال ضد المدنيين في غزة، لأنها ربما في الساعات القادمة سيكون الوقت متأخراً لذلك. وما زالت هناك فرصة سياسية للحيلولة دون اندلاع ازمة في المنطقة. وبعد المؤتمر الصحافي سيكون لدي لقاء مع ممثل الأمم المتحدة في المنطقة، وسأبلغه بأنه لا يزال هناك فرصة لإطلاق عملية سياسية وربما سيكون يوم غد متأخراً.”

نثق بحلفائنا
ولفت عبد اللهيان إلى أن إجراء المشاورات مع الحلفاء في المنطقة، هو من ضمن جدول الأعمال الثابت، “ونحن لم ولن نحدد بتاتاً ما يجب أن يقوم به حلفاؤنا، فهم مستقلون وقادرون على اتخاذ القرارات ويعملون وفق المصالح الجماعية للمنطقة ومصالح شعوبهم، وأنتم رأتيم أنه في المشهد الجماهيري الشعبي السوري وخلال لقائي مع الدكتور بشار الأسد فقد أدركت أنهم سيتخذون الخطوات المسؤولة تجاه قطاع غزة، وإننا على ثقة تامة بأن حلفاءنا في المنطقة سيتخذون أفضل وأقوى وأجدر القرارات في أزمة المنطقة.”

واعتبر عبد اللهيان ان أحد المسؤولين رفيعي المستوى في الدول الأوروبية أبلغه بأن عملية طوقان الأقصى تبقي القضية الفلسطينية حية ولا يمكن لأحد محو فلسطين من الشرق الأوسط.
واعتبر أنه لا فرنسا ولا أي دولة غربية بإمكانها أن تفرض مشروعاً ضد الشعب الفلسطيني، فلا يوجد هناك أي عاقل يستطيع أن يتحمل هذه المجازر التي ترتكب ضد المدنيين في غزة، إن الغرب والعالم لديه مسؤولية بشأن جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني المزيف، وإن هذا الكيان لا يستطيع أن يخرج من هذا الميدان منتصراً، وبالأساس فإن ساحة قتل المدنيين والأطفال هي ساحة محكوم عليها بالفشل.

أميركا منخرطة في الحرب
ولدى سؤاله عن ما سّرب من اتفاق بين أميركا وقطر حول تجميد مبلغ ستة مليارات دولار عائدة لإيران أجاب عبد اللهيان:” بشأن الأموال الإيرانية، ففي إطار الإتفاق بيننا وبين قطر فكل شيء يسير بالمسار الصحيح.” ولفت عبد اللهيان إلى أن الحرب في غزة هي أبعد من كونها حرب ضد المدنيين، لأن أميركا أعلنت رسمياً عن إرسال السلاح وتقديم الدعم الشامل للكيان الصهيوني وبالتالي فهي انخرطت في هذه الحرب. أما فشل اسرائيل في تحقيق أي انجاز عسكري فذلك يعود إلى اسقاط الحكومة صباح يوم السبت الماضي بنتيجة عملية طوفان الأقصى، وكيف يغطي نتنياهو على هذه الفضيحة الكبرى فهو يعتمد اثارة الضجة بقتل الأطفال والمدنيين. وقال:” أي توسع لدائرة الصراع والحرب في المنطقة فإن اسرائيل هي التي تتحمل مسؤولية ذلك.”

علاقات طهران-الرياض
كما أشار عبد اللهيان إلى الإتصال الهاتفي الذي أجري بين الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وهذه المباحثات جرت في ظل الأجواء الجديدة المتمثلة بالعلاقات الطيبة بين طهران والرياض، وهما يتفقان على دعم فلسطين وإدانة جرائم الحرب التي يرتبكها العدو الصهيوني ضد النساء والأطفال والمدنيين، وغالبية قادة دول المنطقة والدول العربية متفقون على أن عملية طوفان الأقصى جاءت كرد عفوي على جزء من الجرائم والتطرف الذي يمارسه نتنياهو.

المدن

مقالات ذات صلة