تراجُع خجول لـ”رويترز” وإسرائيل تعترف بقتل عصام عبدالله..وتتجه لـ”تحقيق”

غيّرت وكالة “رويترز” صيغة خبر مقتل مصورها اللبناني عصام عبد الله، بعد موجة واسعة من الانتقادات تعرضت لها في مواقع التواصل، بسبب تعمدها في بيانها الأول عدم الإشارة للجهة القاتلة، أي إسرائيل، ولا حتى الإشارة إلى قصف. لكن العنوان الجديد المعدّل، ما زال يبدو غائماً وفضفاضاً وبعيداً حتى عما تداولته وسائل الإعلام العالمية الأخرى، بما في ذلك وكالة “أسوشييتد برس” وشبكة “سي إن إن” الأميركيتين.

وكتبت “رويترز” في عنوانها الجديد: “مقتل مصور تلفزيون من رويترز بجنوب لبنان في إطلاق صواريخ من ناحية إسرائيل”. ورغم أن مؤسسات إعلامية أخرى منها “أسوشييتد برس” قالت أن الصواريخ إسرائيلية، فإن “رويترز” بهذه الصيغة تقول ضمناً أنها “لم تتمكن من تحديد ما إذا كانت إسرائيل قد أطلقت الصواريخ بالفعل أم لا”، مركزة فقط على جهة الجغرافية التي أتت منها الصواريخ القاتلة.

وكرر مدير مكتب “رويترز” في العراق، تيموز أزهري، الصيغة نفسها. وقال عبر منشور في منصة “إكس” أرفقه ببيان “رويترز”: “عصام عبد الله، مصور وكالة رويترز، وزميل، قتل عندما تعرض لقذيفة سقطت بالقرب منه مع مجموعة من الصحافيين في منطقة الحدود اللبنانية الجنوبية”. وهو ما استدعى تعليقات حاولت تصحيح البيان بالإشارة لمصدر القذائف الإسرائيلية، تماماً مثل تعليقات الكثير من المستخدمين على بيان “رويترز” الجديد.

واكتفت الوكالة بالقول، في بيانها الأول، بأنها “حزينة لمقتل مصوّرها”، مضيفةً أنّها “تبحث عن مزيد من المعلومات، وتعمل مع السلطات في المنطقة، وتدعم عائلة الشهيد وزملاءه”. وكان لافتاً أن الوكالة لم تطالب بتحقيقات لتحديد المسؤوليات عن الجريمة.

بعكس ذلك جاء في مقدمة تغطية “أسوشييتد برس” للموضوع نفسه: “سقطت قذيفة إسرائيلية على تجمع لصحافيين دوليين كانوا يغطون الاشتباكات على الحدود في جنوب لبنان”، قبل سرد التفاصيل التي أكدها مراسل الوكالة أيضاً.

وأصدرت منظمة “مراسلون بلا حدود” بياناً واضحاً وصريحاً جاء فيه: “عصام عبد الله من رويترز، قُتل جراء قصف إسرائيلي أثناء تغطيته الأوضاع على الحدود الجنوبية اللبنانية. وإصابة 5 صحافيين آخرين. تدين مراسلون بلا حدود هذه الجريمة البشعة في حق الصحافيين، وتواصل تحقيقاتها في ملابسات هذه المأساة”.

فيما غرّد حساب “لجنة حماية الصحافيين – الشرق الأوسط وشمال افريقيا” بـ”إدانة القصف الذي وقع يوم الجمعة في جنوب لبنان وأدى إلى مقتل مصور فيديو رويترز عصام عبد الله وإصابة ما لا يقل عن أربعة صحافيين آخرين”.

أما شبكة “سي إن إن” فأوضحت في عنوانها العريض مصدر القصف بكونه إسرائيلياً، مع الإشارة في العنوان لكون الاستهداف مباشراً للصحافة وأن الصحافيين كانوا يرتدون كل الشارات المعتمدة في تغطية الحروب والتي تدل على أنهم صحافيون.

وحتى إسرائيل نفسها لم تنكر الواقعة، بل تعهدت بـ”فتح تحقيق” حسبما أفاد مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، للصحافيين، الجمعة.

وأضاف إردان: “نحاول دائماً الحد من الخسائر في صفوف المدنيين وتجنبها. بالتأكيد لا نريد مطلقاً إيذاء أو قتل أو إطلاق النار على أي صحافي يؤدي عمله”، حسبما نقلت “رويترز”. وتابع: “لكن كما تعلمون، نحن في حالة حرب، وقد تحدث أشياء نأسف لها. نشعر بالأسف. وسوف نحقق في الأمر. من السابق لأوانه الآن معرفة ما حدث هناك”، حسب تعبيره.

واليوم السبت، قال الجيش الإسرائيلي اليوم السبت إنه على علم بالحادث الذي وقع في جنوب لبنان والذي قتل فيه مصور تلفزيون رويترز عصام عبد الله، مضيفا أن التحقيق جار في الواقعة.

وقال متحدث باسم الجيش للصحافيين: “نحن على علم بالحادث الذي وقع مع صحافي رويترز. إننا ننظر في الأمر. لدينا بالفعل لقطات. ونجري استجوابا. إنه أمر مأساوي”.

المدن

مقالات ذات صلة