تشييع عصام العبد الله بالعلَم اللبناني.. و”بيان اليونيفل غامض”

ملفوفاً بالعلَم اللبناني، جال جثمان الشهيد عصام العبد الله في شوارع بلدة الخيام، وصولاً الى مثواه الأخير. سار أهالي البلدة وزملاؤه في الجسم الصحافي وراءه، ومعهم ممثلون عن أحزاب وقوى سياسية لبنانية، وذلك انطلاقاً من منزله حيث ألقى أفراد عائلته النظرة الأخيرة على فقيدهم.

وبموازاة تشييعه، تبدد اللُبس الغربي حول ظروف استشهاده. وبعدما أفادت “رويترز” بمقتل مصورها “في إطلاق صواريخ من ناحية إسرائيل”، اقتربت اسرائيل من الإقرار باستهداف عصام عبد الله وزملائه.

وأعرب متحدث باسم الجيش الإسرائيلي السبت عن “أسفه الشديد” لمقتل العبد الله. وردّ ريتشارد هيخت، عندما سئل عن مقتل الصحافي في رويترز الجمعة خلال تبادل إطلاق نار على الحدود بين حزب الله وإسرائيل: “نأسف بشدة لموت الصحافي”. لكن الجيش الإسرائيلي لم يقر بمسوؤليته عن الحادثة. وقال هيخت “ننظر في المسألة”.

الجيش اللبناني

وأعلن الجيش اللبناني في بيان، أن “العدو الإسرائيلي أطلق قذيفة صاروخية أصابت سيارة مدنية تابعة لفريق عمل إعلامي، ما أدّى إلى استشهاد المصور عصام عبد الله وإصابة 5 آخرين”، كما “استهدف العدو بواسطة صواريخ أطلقتها مروحية، وقذائف مدفعية من بينها قذائف فوسفورية ومضيئة، خراج بلدات مروحين وعيتا الشعب وكفرشوبا والعديسة وسهل مرجعيون”.

شكوى الخارجية
وأوعزت وزارة الخارجية اللبنانية إلى بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك “تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي عن قتل إسرائيل المتعمّد للصحافي اللبناني الشهيد عصام عبدالله، العامل في وكالة رويترز، وإصابة صحافيين آخرين بجروح من وكالة الصحافة الفرنسية وقناة الجزيرة، مما يشكّل اعتداء صارخاً وجريمة موصوفة على حرية الرأي والصحافة وحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، من خلال استسهال قتل الصحافيين العزل ضحايا رغبتهم بنقل الحقيقة، والدفاع عنها بعدسات كاميراتهم وأقلامهم، ونقلهم لشريط الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة في جنوب لبنان”، وفق ما جاء في بيان الوزارة.

وتضمّنت الشكوى “شرحاً للاستفزازات والاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة في الأسبوع الأخير، وما سبّبته من إصابات في الأرواح والممتلكات، وخرقاً مستمراً لسيادة لبنان ولقرار مجلس الامن الدولي 1701 الذي أكد لبنان حرصه على تطبيقه والالتزام به بكامل مندرجاته، محمّلاً إسرائيل مسؤولية التصعيد الحاصل، ومحذّراً من أن عدم وضع حد لما تقوم به الأخيرة سيشعل المنطقة بأسرها ويهدّد السلم والأمن الدوليين ومصالح العالم أجمع”.

“اليونيفل”

من جهة ثانية، أصدرت قوات حفظ السلام المؤقتة في الجنوب (اليونيفل) بياناً تلا بيانها أمس، قالت فيه: “شهد يوم أمس إطلاق نار كثيف عبر الخط الأزرق على مدى فترة طويلة من الوقت وعلى عدة نقاط على الخط، وشكّل ذلك برمته تبادلاً لإطلاق النار عبر الخط الأزرق”.

وفي ما يتعلق بعلما الشعب، قالت اليونيفل: “نعلم أن إسرائيل ضربت موقعاً يبعد حوالي 2,5 كيلومتراً عن البلدة عند الساعة 5:20 مساءً تقريباً، وسمع جنود حفظ السلام على بعد بضعة كيلومترات إطلاق نار وانفجارات بعد ذلك”.

وبناء على ما تمكّنت اليونيفل من ملاحظته، “لا يمكننا في هذه المرحلة أن نقول على وجه اليقين كيف أصيبت مجموعة من الصحافيين الذين كانوا يغطون الأحداث، وقُتل أحدهم. وإذا استمر الوضع في التصعيد، فمن المرجح أن نرى المزيد من هذه المآسي. إن أي خسارة في أرواح المدنيين هي مأساة ويجب منعها في جميع الأوقات”.

وأضافت: “لهذا السبب نحثّ الجميع على وقف إطلاق النار والسماح لنا، كحفظة سلام، بالمساعدة في إيجاد الحلول، فلا أحد يريد أن يرى المزيد من الناس يجرحون أو يقتلون”. وقالت: “نجدد تقديم تعازينا القلبية لعائلة عصام العبدالله، كما نعرب عن تمنياتنا وآمالنا الصادقة بالشفاء الكامل والعاجل للصحافيين الآخرين الذين أصيبوا”.

“الصحافة البديلة”

وردّ “تجمع نقابة الصحافة البديلة” على “اليونيفل” في بيان، فاعتبر أن بيان بعثة حفظ السلام “غامض”، داعياً إلى “تحقيق فوري باستشهاد الصحافي عصام عبدلله وإصابة عدد من الصحافيين”. كما توجه “التجمع” برسالة الى قائد قوات حفظ السلام في لبنان، اللواء أرولدو لازارو ساينز، لطلب فتح تحقيق فوري وعاجل يوضح مقتل المصور الصحافي عصام عبدلله وإصابة ستة صحافيين آخرين، لا سيما أنهم كانوا يرتدون السترات الواقية مع عبارة “صحافة” بأحرف بيضاء كبيرة.

كما أكد التجمع في رسالته أن البيان الصادر من اليونيفيل بشأن الجريمة كان غامضاً ويتناقض مع ولايتها وفق القرار 1701/2006 الذي يتعلق برصد وقف العداء بين الجانبين.

المدن

مقالات ذات صلة