رفض عربي لتهجير الغزاويين من الشمال نحو جنوب القطاع وإسرائيل تحثهم على “عدم الإبطاء” في المغادرة

أعلنت قطر السبت عن رفضها القاطع لمحاولات التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة.

وقال البيان الصادر عن وزارة الخارجية القطرية إن دولة قطر “تدعو إلى رفع الحصار عن القطاع وتوفير الحماية التامة للمدنيين الفلسطينيين بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.

ومن جانبها، قالت الأردن على لسان وزير خارجيتها أيمن الصفدي السبت إن أي تحرك من إسرائيل لفرض تهجير جديد على الفلسطينيين سيدفع المنطقة كلها نحو “الهاوية”.

وأضاف الوزير في بيان أن منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وإجبارها سكان القطاع على مغادرة بيوتهم في الوقت الذي تستعر فيه حربها على القطاع خرق “فاضح” للقانون الدولي.

هذا، وعلّقت المملكة العربية السعودية محادثات التطبيع مع إسرائيل على خلفية الحرب الدائرة بين الدولة العبرية وحركة حماس في قطاع غزة، على ما أفاد مصدر مقرب من الحكومة السعودية السبت قبل لقاء وزير الخارجية الأمريكي بالمسؤولين السعوديين.

ومن جهته، كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد شدد خلال احتفال عسكري الخميس في خطاب على أن يبقى أهالي غزة “صامدين ومتواجدين على أرضهم”.

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الخميس “هذه قضية القضايا وقضية العرب كلها”، وأضاف “من المهم أن يبقى الشعب (الفلسطيني) صامدا وحاضرا على أرضه”.

كما دعا السيسي الطرفين للعودة فورا إلى المسار التفاوضي وضبط النفس، مؤكدا أن الأمن القومي لبلاده هو “مسؤوليته الأساسية”.

على سكان غزة “عدم الإبطاء”…
وقال الجيش الإسرائيلي السبت إن على سكان غزة “عدم الإبطاء” في مغادرة منطقة شمال القطاع قبيل بدء الهجوم العسكري المحتمل.

وأوضح المتحدث باسم الجيش ريتشارد هيخت أن هناك “نافذة” للمرور الآمن إلى جنوب غزة بين الساعة 10,00 صباحا والساعة 4,00 بعد الظهر. من دون تحديد عدد الأيام التي سيبقى فيها هذا الممر متاحا.

وأضاف هيخت “نعلم أن هذا سيستغرق بعض الوقت لكننا نوصي الناس بعدم الإبطاء”.

أما في جنوب قطاع غزة، في خان يونس ورفح تحديدا، افترش فلسطينيون فارّون، الأرض أمام المباني وفي الشوارع، بعد أن امتلأت مدارس الأونروا بالنازحين، بعد الإنذار الإسرائيلي الأخير بإخلاء مدينة غزة.

ففي مستشفى ناصر في خان يونس، تجمّع آلاف النازحين في الحديقة وفي ممرات المستشفى بحثا عن مكان للمبيت أو الطعام أو الشراب، وفق ما أفاد صحافيون في وكالة الأنباء الفرنسية.

رفوف المحال التجارية خالية من كل الأساسيات

ويقول جمعة ناصر (40 عاما) الذي قدم من بيت لاهيا في شمال القطاع برفقة زوجته ووالدته وأولاده السبعة، “الوضع مصيبة. لا أكل ولا نوم. لا نعرف ماذا نفعل. سلّمت أمري لله. الموت والحياة بيد الله”.

وخارج المستشفى، جلست عائلات على الأرض مع أطفال يبكي بعضهم فيما الصدمة ظاهرة على وجوه آخرين.

كما غلب الإنهاك على الطاقم الطبي الذي يعمل دون توقف داخل المستشفى، كون المنطقة تعرضت خلال الساعات الماضية لقصف إسرائيلي عنيف.

هذا، ونزح عشرات آلاف الفلسطينيين الجمعة من مدينة غزة في اتجاه جنوب القطاع، بعد أن طلب الجيش الإسرائيلي من المدنيين المغادرة في اتجاه الجنوب “لحماية أنفسهم”، ما يرجح حصول عملية برية واسعة.

ولجأ الآلاف إلى مدرسة تابعة للأونروا قبالة المستشفى، ويشكو كثيرون من نقص الطعام والشراب.

ويقول أحمد أبو شعر وهو أب لـ13 طفلا، “وضعنا مأساوي. لا يوجد طعام كاف أو مياه. لا نعرف هل سنموت هنا أو سيجبروننا على الذهاب إلى مصر أو نعود إلى منازلنا التي قد تكون دمرت”.

وإلى ذلك، أفاد صحافيون في وكالة الأنباء الفرنسية في رفح أنهم شاهدوا نازحين آخرين يبحثون عن مكان يقيمون فيه.

وفي مخيم رفح للاجئين، كان مطعم يقدّم الفلافل الجمعة حتى ساعة متأخرة من الليل بعد انتهاء كل مخزونه.

واصطف نحو مئتي شخص السبت في طابور فوضوي أمام محطة لتعبئة الغاز على مدخل رفح. ويقول أحمد أبو روك (33 عاما) “أنا هنا منذ ساعة أنتظر في طابور لتعبئة الغاز حتى نطبخ ونوفر طعاما للأولاد”.

وأمام محطة لتعبئة المياه، اصطف العشرات للحصول على بعض منها وتعبئة غالونات حملوها معهم.

ويذكر أنه بالنسبة للفلسطينيين فإن فكرة الرحيل أو إجبارهم على الخروج من الأرض التي يريدون إقامة دولتهم عليها تحمل أصداء “النكبة” عندما فر الكثير من الفلسطينيين من منازلهم خلال حرب عام 1948 التي صاحبت قيام دولة إسرائيل.

فرانس24/ أ ف ب/ رويترز

مقالات ذات صلة