ثقب الأوزون في القارة الجنوبية أصبح ثلاثة أضعاف حجم البرازيل

كشفت بيانات الأقمار الصناعية، أن ثقب الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية أصبح الآن واحدًا من أكبر الثقوب المسجلة بعد أن امتدّ إلى ثلاثة أضعاف حجم البرازيل.

والأسوأ من ذلك أنه قد يصبح أكبر من 10.3 مليون ميل مربع (26 مليون كيلومتر مربع) التي تم قياسها في 16 سبتمبر/أيلول، لأن الاستنزاف لا يصل عادة إلى ذروته حتى منتصف أكتوبر/تشرين الأول.

العلماء ليسوا متأكدين من سبب ضخامة ثقب الأوزون هذا العام، لكن بعض الباحثين توقعوا أن يكون الثوران البركاني تحت الماء في تونغا في يناير/كانون الثاني 2022، السبب في ذلك.

وكان انفجار البركان يعادل أقوى تجربة نووية أمريكية على الإطلاق، وأكبر انفجار طبيعي منذ أكثر من قرن.

ووفق صحيفة “ديلي ميل”، قالت أنتجي إينيس، عالمة بارزة في خدمة “كوبرنيكوس” لمراقبة الغلاف الجوي: “تُظهر خدمة مراقبة الأوزون أن ثقب الأوزون لعام 2023 نشط مبكرًا ونما بسرعة منذ منتصف أغسطس”.

وأضافت: “وصل حجمه إلى أكثر من 26 مليون كيلومتر مربع في 16 سبتمبر، مما يجعله أحد أكبر ثقوب الأوزون المسجلة.”

وأوضحت أن ثوران بركان تونغا تحت الماء ربما كان السبب.

وعلى الرغم من هذه النظرية، يحذر العلماء من أن التأثير الدقيق للثوران على الثقب لا يزال موضوع بحث مستمر.

ومع ذلك، هناك سابقة، ففي العام 1991، أطلق ثوران بركان جبل بيناتوبو كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكبريت، وتبين لاحقًا أن ذلك أدى إلى تفاقم استنزاف طبقة الأوزون.

يتقلب حجم ثقب الأوزون بشكل منتظم.

الخبراء واثقون من أنّ “بروتوكول مونتريال”، الذي تم تقديمه في العام 1987 قد ساعد الثقب على التعافي، لكن القياسات التي تم إجراؤها هذا العام من القمر الصناعي الأوروبي “كوبرنيكوس” تمثل ضربة.

يعتمد استنفاد الأوزون على درجات حرارة شديدة البرودة، حيث إنه فقط عند -78 درجة مئوية (-108 درجة فهرنهايت) يمكن أن يتشكل نوع معين من السحاب، يسمى السحب الستراتوسفيرية القطبية.

تحتوي هذه السحب المتجمدة على بلورات ثلجية تحوّل المواد الكيميائية الخاملة إلى مركبات تفاعلية، مما يؤدي إلى تدمير طبقة الأوزون.

المواد الكيميائية المعنية هي مواد تحتوي على الكلور والبروم والتي تصبح نشطة كيميائيًّا في الدوامة المتجمدة التي تحوم فوق القطب الجنوبي.

تم إنتاجها بأعداد كبيرة في نهاية القرن العشرين عندما تم استخدام الهالوكربونات مثل مركبات الكربون الكلورية فلورية والهيدروكلوروفلوروكربون (HCFCs) بانتظام كمبرّدات في الثلاجات وعلب الأيروسول.

واستجابة لذلك، تم إنشاء “بروتوكول مونتريال” لحماية طبقة الأوزون عن طريق التخلص التدريجي من إنتاج واستهلاك هذه المواد الضارة.

وقال مدير مهمة وكالة الفضاء الأوروبية، كلاوس زينر، إن هذا أدّى إلى تعافي طبقة الأوزون، مضيفًا: “يتوقع العلماء حاليًا أن طبقة الأوزون العالمية ستصل إلى حالتها الطبيعية مرة أخرى بحلول عام 2050 تقريبًا”.

EREM NEWS

مقالات ذات صلة