قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو ليل الاثنين، إن الضربات الجوية على حماس في غزة “مجرد بداية”، مضيفاً أن كل مكان تنشط فيه الحركة سيتم تدميره لأن عدداً من المسلحين الفلسطينيين ما زالوا داخل إسرائيل.

التضحية بالأسرى

وأضاف نتنياهو أن “فظائع حماس هي على قدم المساواة مع أفعال تنظيم داعش”، قائلاً ن المسلحين الفلسطينيين “قتلوا أطفالا مكبلي الأيدي” في هجوم حماس السبت. وزعم أن حكومته ستفعل كل ما بوسعها من أجل الأسرى الإسرائيليين في غزة.
وكانت كتائب القسام قد أعلنت في وقت سابق الاثنين، أن القصف الإسرائيلي على قطاع غزة أدى إلى مقتل 4 من الأسرى الإسرائيليين في القطاع. فيما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر أن جيش الاحتلال ماضٍ في قصف غزة بغض النظر عن مصير الأسرى.
وتحدث نتنياهو عن قرار إرسال الولايات المتحدة لحاملة الطائرات “جيرالد فورد”، قائلاً إن “أعداءنا في المنطقة يدركون أهمية قدوم حاملة طائرات أميركية في الطريق”.

الدعم الأميركي والأوروبي

وأعلن البيت الأبيض أن لا نية أميركية لإرسال جنود أميركيين لدعم إسرائيل في حربها ضد حركة حماس. وقال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي: “ليست هناك أيّ نيّة لنشر جنود أميركيين على الأرض”، مضيفاً أنّ الرئيس جو بايدن “سيحرص دائماً على أننا نحمي مصالح أمننا القومي وندافع عنها”.

وقالت وزيرة الجيش في الولايات المتحدة كريستين ورموث، إنه يتعين على الكونغرس تمرير المزيد من التمويل بسرعة حتى تتمكن الولايات المتحدة من تزويد كل من إسرائيل وأوكرانيا بالأسلحة والذخائر التي تحتاجها الآن.

ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن ورموث قولها إن “القصد هو اتخاذ خطوات إلى الأمام لدعم إسرائيل. لكن على وجه الخصوص في ما يتعلق بالذخائر والقدرة على دعم إسرائيل وأوكرانيا في وقت واحد، هناك حاجة إلى تمويل إضافي لزيادة قدرتنا على توسيع الإنتاج ومن ثم دفع ثمن الذخائر نفسها”.

وفي السياق، قالت واشنطن وباريس ولندن وبرلين وروما في بيان مشترك، إنها ستساعد إسرائيل في “الدفاع عن نفسها”. وأضافت الدول الأربع أنها “تعترف بالتطلّعات المشروعة للشعب الفلسطيني”. كما دعت الدول الأربع إيران إلى “عدم توسيع النزاع”.

من جهة ثانية، قال مسؤول كبير في حماس الاثنين، إن الحركة منفتحة على إجراء مناقشات حول هدنة محتملة مع إسرائيل، بعد أن “حققنا أهدافنا”، وفقا لوكالة “رويترز”.

ولدى سؤاله عما إذا كانت الحركة مستعدة لمناقشة وقف محتمل لإطلاق النار، قال عضو المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق لقناة “الجزيرة”: “بالتأكيد منفتحون على أي أمور من هذا القبيل. منفتحون على كل الحوارات السياسية”.

خيارات إسرائيل

وفي السياق، قالت صحيفة “هآرتس” إن هناك 4 خيارات تواجه إسرائيل في قطاع غزة، كلها سيئة. وأضافت أنه “بعيداً عن الصدمة التي أحدثها طوفان الأقصى، والإخفاقات التي لازمت الاستخبارات العسكرية والجيش، فإن إسرائيل تجد نفسها إزاء مشكلة عويصة يصعب معالجتها”.
وأضافت أن الهجوم يتطلب رداً عسكرياً “شرساً”، في حين لا تزال إسرائيل تأمل بطريقة أو بأخرى- القيام بذلك من دون التورط في حرب متعددة الجبهات، يشارك فيها أيضاً حزب الله اللبناني. أكدت أنها المرة الأولى التي تتعامل فيها إسرائيل مع وضع يحتجز فيه عدوها عشرات الرهائن من عسكريين ومدنيين، فضلاً عن جثامين العديد من الجنود والمدنيين. وتابعت: “لم يسبق لنا أن رأينا مثل هذه المشاهد في حياتنا، ومن الطبيعي أن تثير غضباً هائلاً وإحباطاً شديداً”.
وتتلخص خيارات إسرائيل بحسب الصحيفة، في إجراء مفاوضات عاجلة بشأن اتفاق لتبادل الأسرى. أو شنّ حملة جوية “قاصمة” ضد أهداف حماس في القطاع، أو تشديد الحصار على القطاع وتدمير بنيته التحتية مما قد يتسبب في كارثة إنسانية وكارثة دولية، في حين يتمثل السيناريو الرابع في عملية برية واسعة النطاق من شأنها أن تلحق خسائر متعددة بالجانبين “وربما تفشل في نهاية المطاف”.

غير أن الصحيفة تستدرك بأن أيا من تلك الخيارات لا يبدو جيداً، “لكن هذه هي طبيعة المعضلات الصعبة”، ومع ذلك ترى أنها الطريقة التي يتم بها تمحيص القيادة الحقيقية. وقالت إن من يخضعون لهذا الاختبار أو التمحيص هم: نتنياهو “الذي أوقعنا في هذا الفخ في المقام الأول”، بالإضافة إلى مديري الأجهزة الأمنية “الذين لا يثقون برئيس الوزراء”، وأعضاء الحكومة “الذين يفتقر معظمهم إلى الخبرة السياسية والحد الأدنى من الشعور بالمسؤولية، وتعوزهم التجربة العسكرية الكافية”.

المدن

مقالات ذات صلة