أدوية التنحيف… وخطر شلل الجهاز الهضمي!!
حذر باحثون من أن أدوية إنقاص الوزن التي أصبحت شائعة جداً على غرار “أوزمبيك” تزيد من خطر الاصابة بمشكلات في الجهاز الهضمي. هذه الآثار الجانبية النادرة يجب مقارنتها بالمشكلات الصحية الناجمة عن البدانة والتي يمكن تجنبها بإنقاص الوزن.
وشدّد الباحثون في دراسة نشرت الخميس على أن هذه النتائج تُظهر ضرورة وصف هذه الأدوية لمرضى يمكن أن يفيدوا منها فعلياً، على أن يكونوا مطّلعين على مخاطرها، ويأخذوها بإشراف متخصصين في مجال الصحة. وينتمي “أوزمبيك” إلى فئة من الأدوية تسمى “ناهضات الببتيد -1” الشبيهة بالغلوكاغون والتي تعمل عن طريق الارتباط بمستقبلات “جي إل بي”، كما يساعد على تقليل كمية السكر التي يفرزها الكبد، ويبطئ خروج الطعام من المعدة، ويساعد الجمع بين هذه التأثيرات على خفض مستويات السكر التراكمي “آيه 1 سي” (A1C) والسكر في الدم، وقد يساعد أيضاً في تقليل الشهية (GLP-1) التي تحفز إفراز الأنسولين من البنكرياس عندما تحتاج إلى الأنسولين.
وتوقّع البيان الصادر عن جامعة “بريتيش كولومبيا” الكندية التي أجرى باحثوها هذه الدراسة أن “مئات الآلاف يعانون من هذه المشكلات” في الجهاز الهضمي بفعل “استخدام ملايين الأشخاص هذه الأدوية في كل أنحاء العالم”. ودرس الباحثون جزيئاً من سيماغلوتايد المستخدم في دواءي “أوزمبيك” و”ويغوفي” الرائجين، بالاضافة إلى ليراغلوتايد الذي يقوم عليه عقار “سكسندا”، وكلها من إنتاج شركة “نوفو نورديسك”. وهذه الأدوية الجديدة التي تؤخذ بالحقن، وأصبحت شائعة كونها أكثر فاعلية لإنقاص الوزن من العقاقير الأقدم جيلاً، تقوم على مكوّن شبيه بهرمون الجهاز الهضمي الغلوكاكون أو “جي إل بي-1” (GLP-1) الذي يسهم في تنظيم الشهية.
وأجرى الباحثون دراستهم على نحو 5400 مريض يعانون السمنة المفرطة من دون السكري، وقارنوا وضع أولئك الذين يتناولون سيماغلوتايد أو ليراغلوتايد، بأولئك الذين يتناولون علاجاً آخر للسمنة غير قائم على “جي إل بي-1″، وأظهرت النتائج أن المرضى الذين عولجوا باستخدام سيماغلوتايد أو ليراغلوتايد أكثر عرضة بنحو تسعة أضعاف لخطر الاصابة بالتهاب البنكرياس، وبما يفوق أربعة أضعاف لخطر الاصابة بانسداد الأمعاء.
يعطى “أوزمبيك” في حقنة تحت الجلد مرة واحدة في الأسبوع، وذلك في أي وقت من اليوم، مع طعام أو من دونه. ويحتوي قلم حقن “أوزمبيك” على أكثر من جرعة واحدة بعد الاستخدام الأول، ويجب القيام بتخزينه مع إزالة الإبرة في الثلاجة أو في درجة حرارة الغرفة، ويحفظ بعيداً عن الحرارة والضوء ومن ثم يتم التخلص من القلم بعد 56 يوماً من الاستخدام الأول، أو إذا ظهر أقل من 0.25 ملغ في عداد الجرعة.
أما في ما يتعلق بغسل المعدة فتبيّن أن الخطر أعلى بأكثر من ثلاث مرات، وعلّقت أستاذة الطب الصيدلاني بيني وارد التي لم تشارك في الدراسة بقولها إن هذه الأدوية “ينبغي أن تُستخدّم بحذر، وفقط من المرضى المعرّضين لأعلى درجات المخاطر الصحية أو المضاعفات المرتبطة بالسمنة”.
وشدد الدكتور سايمون كورك من جامعة “أنغليا راسكين” تعليقاً على بيانات الدراسة التي “يمكن الركون إليها”، على ضرورة “تشديد التشريعات لضمان عدم وصف هذه الأدوية إلا في الظروف المناسبة”.
ولم تأذن السلطات الأميركية باستخدام “أوزمبيك” إلا لعلاج مرض السكري، لكنّ الضجة التي أحدثها عبر الشبكات الاجتماعية دفعت كثراً إلى استخدامه أيضاً خارج التوصيات، لخصائصه في التنحيف، ولكن التجارب السريرية التي أجريت للحصول على الترخيص كانت محدودة جداً وقصيرة جداً بما لا يتيح لها رصد هذه المخاطر في الجهاز الهضمي، وفقاً للباحثين في جامعة “بريتيش كولومبيا” الذين أشاروا إلى أنها أول دراسة واسعة النطاق عن هذا الموضوع.
وأوضحت أخصائية التغذية سجى المصري في حديث لـ”لبنان الكبير” أن هناك دراسة جديدة هذه السنة تبيّن أن الأشخاص الذين يستخدمون إبرة التنحيف “أوزمبيك” يتعرضون إلى شلل في المعدة لأن من الأمور التي تحدثها أنها تبطئ الهضم في المعدة ليبقى الأكل صامداً أكثر في الجهاز الهضمي ويتأخر الانسان في الجوع فيبطئ التهضيم وتبطئ العملية التي تحدث في الجهاز الهضمي.
ولفتت الى أن الشخص يبقى شبعاناً لفترة طويلة ما يسبب عدم الإحساس بالجوع، وبيّنت الدراسات أن هذه النتيجة تسببت للأشخاص الذين يستخدمون هذه الإبرة لفترة طويلة بشلل في المعدة.
وأشارت المصري إلى أن الأشخاص الذين يستخدمون إبرة “أوزمبيك” هدفهم الأساس فقدان الوزن بصورة سريعة، كاشفة أن هذه الإبرة للسكري وتبيّن ذلك حديثاً إلا أن هناك الكثيرين أوقفوا إستخدامها خوفاً من عواقبها، إضافة إلى أن جميع إبر التنحيف إن كانت “أوزمبيك” أو غيرها تسبب عوارض جانبية منها الغثيان والقيء، كما أن منسوب الأكل يخف بشكل يصبح لدى الشخص نقص في جميع الفيتامينات والمعادن ويؤدي إلى الكثير من المشكلات الصحية.
وأكدت أن هناك أطباء كثيرين في لبنان ينصحون مرضاهم باستخدام هذه الإبرة لإنقاص الوزن وخصوصاً الفتيات وهو ما سبّب لهم هذه الانعكاسات التي أدت إلى الكثير من المشكلات الصحية.
أصبحت أدوية التنحيف رائجة بصورة كبيرة، لا سيما مع كم الاعلانات التي تسوّق لها على أنها العصا السحرية التي ستحول الأمنيات في الحصول على قوام مثالي إلى واقع ملموس، لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن تلك الأدوية قد تتسبب بمخاطر عديدة وتصل أحياناً الى الموت.
لبنان الكبير