“شطرنج” الرئاسة لا يحركها الا “كش ملك” خارجي: من يكون.. ومتى يكون؟
لعبة البوانتاج الداخلية في “شطرنج” الرئاسة، قد تسقطها حركة “كش ملك” خارجية، في لحظة توافقات سعودية – ايرانية أو ايرانية – قطرية بمباركة أميركية، تسهم في إنتاج حل للملف اللبناني على شكل تسوية.
الا أن الجمود الذي يهدد ملك الشطرنج، تحقق على أرض الاستحقاق اللبناني بمراوحة سياسية وشغور رئاسي يتمدد. فما نفع رحلة التنقيب عن صوت من هنا أو هناك في الداخل، طالما أن مصالح الأمم لن تتوقف عند طموح رئاسي من هنا، ولعب في الوقت الضائع من هناك؟ وكما شُطب النائب ميشال معوض من لائحة المرشحين وأنهت المعارضة طموحه الرئاسي نتيجة التقاطع على الوزير السابق جهاد أزعور، جاء الموفد القطري لينهي بمبادرته حظوظ وصوله الى قصر بعبدا لصالح مرشح ثالث، إذ بدأت المعارضة بدرس خياراتها والبحث في الاسم المتقدم قطرياً، أي اللواء الياس البيسري.
ووفق معلومات موقع “لبنان الكبير”، فإن كتلة “تجدد” أبلغت أبو فهد خلال لقائها معه رفضها للبيسري. وكذلك رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميل بعد أن رفض الطرح، عاد وطلب من القطريين أن يتواصل البيسري معه لدرس الاقتراح وإمكان تبنيه رئاسياً. وبذلك يكون أبو فهد قد التقى كل الكتل السياسية ومن ضمنها بعض التغييريين وكتلة “الاعتدال” ممثلة بالنائبين وليد البعريني ومحمد سليمان، مع الاشارة الى أنه كان يفترض أن يلتقي الكتلة بأعضائها كاملة في مركزها الاثنين الماضي، الا أن اللقاء لم يحصل.
يسعى القطري الى أن يتراجع الثنائي الشيعي عن دعم رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، والى أن ينجح في جمع الثنائي والنائب جبران باسيل على اسم رئاسي مشترك، معتبراً أن هذا التوافق يسهل عليه مهمة انتخاب الرئيس، وخصوصاً اذا كان حائزاً على دعم سعودي – أميركي، قد يجعل من “القوات” و”الاشتراكي” و”الاعتدال” ينضمون الى هذا التوافق. مع الاشارة إلى أن القطري لا يستبعد امكان أن تبقى “القوات” خارج التوافق، وأن تفضل البقاء في المعارضة طوال فترة العهد المقبل.
فعلى مستوى الداخل، بقيت الأرقام الرئاسية ثابتة ولم تتغير، بلوك من أربعين نائباً في جعبة رئيس “القوات” سمير جعجع، في مقابل واحد وخمسين نائباً ثابتين على خيار المرشح سليمان فرنجية، وما بينهما كتلة “التيار الوطني الحر” وكتلة من عشرين نائباً على الحياد. الا أن بوادر التحول الداخلي بدأ يجتاح كتلة المترددين بحيث علم موقع “لبنان الكبير” أن لقاءً دعا اليه النائب طوني فرنجية على طاولة غداء في إهدن، ضم أربعة نواب من تكتل “الاعتدال” وهم أحمد الخير، وليد البعريني، سجيع عطية وأحمد رستم، بالاضافة الى النائبين أديب عبد المسيح وجميل عبود، بحضور الوزير السابق يوسف سعادة. ووفق ما قالته مصادر اللقاء لموقع “لبنان الكبير” فإن أحد نواب السنة عكس موقف الكتلة المتجانسة مع مطلب الخماسية، معتبراً أن “طرح المرشح الثالث المنبثق عن الخماسية يتجسد فيه الغطاء العربي والدولي الذي يحتاج اليه لبنان للمرحلة المقبلة من جهة، وتوافق غالبية فرقاء الداخل من جهة أخرى”. وهذا طرح وفق المصادر نفسها منطقي وأساس إذا استطاع أن يؤمن التوافق الداخلي والغطاء الخارجي على أي إسم رئاسي. هذه المقاربة وافق عليها النائب أديب عبد المسيح، الا أن هذا التحول في الموقف (عكس ما كان يُشاع عن أن كتلة “الاعتدال” ستصوّت لفرنجية) فُسر من بعض أطراف فريق الثنائي الشيعي بأنه إشارة خارجية لتحقيق خرق في موقف النواب الذين كانوا على الحياد.
ومن هنا، يسأل مصدر قيادي في فريق الثامن من آذار: إذا دعا الرئيس نبيه بري الى جلسات متتالية وحاز خلالها أزعور على الأكثرية، فهل سيكون رئيساً ضد الارادة القطرية؟ وما نفع مبادرتها في هذه الحال؟ أو إذا نجح القطري في توحيد باسيل مع الثنائي الشيعي على إسمٍ غير فرنجية، فما دوره في ذلك، وخصوصاً أن باسيل كان يسعى الى مرشح ثالث مع “حزب الله” منذ بداية الفراغ الرئاسي؟ ينطلق المصدر من هذه التساؤلات ليقول: “إن القطري في هذين الحالين سيكون قد فشل في مبادرته، إذا لم تقترن هذه المبادرة بإتفاق ايراني – قطري أو ايراني – سعودي، وهذا ما يفسر الرأي القطري الداعم لجعل الخماسية سداسية وإشراك إيران في لجنة التفاوض ليبدأ مسار الحل الرئاسي اللبناني”.
رواند بو ضرغم- لبنان الكبير