صيحة خطرة على “التيك توك” لكسر العظام…والنتيجة تشوّه الوجه!!
يسعى الناس منذ أقدم العصور وحتى اليوم الى الحفاظ على الجمال والشباب والحد من اعراض الشيخوخة، وذلك عبر العناية بالبشرة واجراء بعض التعديلات لإخفاء عوامل التقدم بالعمر. وتحسين المظهر يكون اما عن طريق الشد بالخيوط “Threads lift” او بحقن الفيلر والبوتكس. وتجدر الإشارة، الى ان بعض الدراسات تؤكد الفوائد الطبية لهذه المواد ولكن إذا زاد الشيء عن حده انقلب الى ضده.
فالتغني بالجمال والحسن بشتى الطرق أصبح امرا مخيفا كونه تجاوز الحدود الطبيعية لإجراء بعض التصحيحات الموضعية الضرورية وغير المؤذية. لان بعض الأفعال قد تغير ملامح الوجه عوضا عن تحسينه وتبعثر وتضيّع معالم الهيئة الطبيعية الاساسية. ومع اختلاف معايير الجمال من مجتمع الى آخر، نرى ان الجميع ومن مختلف الاعمار يحاولون ابراز جمالهم الخارجي كل حسب مقاييسه وثقافته؛ وذلك سعيا نحو المزيد من الاعجاب، وقد يكون رغبة في زيادة الثقة بالنفس او لتقليد المشاهير واخذ صور السيلفي او بسبب التنمر وطلبات الزواج والمنافسة بين أطباء شركات التجميل وهذه التفاصيل من أبرز أسباب اختلال هوية هذا القطاع والغاية منه
الملفت في هذا المجال هو مزاحمة الرجل للمرأة في عالم التجميل، فهوس التحسين لم يعد مقتصرا على السيدات فقط، بل شمل الفتيات المراهقات وحتى الشباب
على خطٍ موازٍ، أصبح الجمال هاجس الكثيرين في السنوات الأخيرة، فانتشرت عمليات الجراحة التجميلية بكثرة حتى ان معظمها أطلق عليها عمليات التشويه بدلا من التجميل. والسؤال كيف يمكن ان تتحول الرغبة في المزيد من الجمال والثقة بالنفس الى تدمير الذات وتشويه الوجه؟
صيحة تجميلية محفوفة بالمخاطر!
وفي إطار تجميلي متّصل، انتشرت منذ فترة وجيزة على “التيك توك” صيحة خطرة تقنع الناس ومعظمهم من الشباب بكسر عظامهم للحصول على خط فك محفور؛ “وتحطيم العظام” هو ممارسة الضرب المتكرر على عظام الشخص، وتحديدا عظام الخد او الفك، بجسم صلب مثل المطرقة، لإحداث كسور دقيقة على امل ن تلتئم بُنْيَة العظام بشكل أكثر جاذبية وذلك وفق ما نقله موقع نيويورك بوست. والجدير ذكره، ان هاشتاك bonesmashing## حصل على 261.9 مليون مشاهدة على منصة التيك توك، حيث يدعي بعض المستخدمين انهم يشاركون في الاتجاه لإنشاء خط فك منحوت. ولكن يبدو ان غالبية مقاطع الفيديو هي من مستخدمين يدافعون عن هذا الفعل. بالإشارة الى ان هذه التجربة انتشرت في السابق على نطاق واسع في العام 2018 وتم ربطها بـ “incels” وفقا لقاعدة بيانات الانترنت “know Your Meme”.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور بريم ثريباتي، جراح التجميل في سان فرانسيسكو، في مقطع فيديو على “تيك توك”، “بصراحة لم اعتقد قط انني سأضطر الى الحضور الى هنا وأقول هذا، لكن من فضلك لا تكسر عظام وجهك عمدا؛ محذرا من ان العظام المكسورة او المرضوضة سوف تلتئم من تلقاء نفسها ولكنها قد لا تلتئم بشكل صحيح وتسبب التشوّه” وختم ثريباتي، “إذا لم يتم اعطاؤك الجينات اللازمة للحصول على خط فك قوي، فلسوء الحظ عليك رؤية متخصص”.
التحديد والتضخيم
وفي هذا الخصوص، قالت الدكتورة المتخصصة في الطب التجميلي غادة قصير لـ “الديار”: “ان تجميل منطقة الفكين والذقن راج في الفترة الماضية والجميع سمع بـ “Texas jawline”؛ هذا الاجراء انتشر بكثرة سواء بين الفتيات العاديات او حتى الفنانين والمشاهير وغيرهم. وهذه التقنية تمنح زاوية الفك شكلا أكثر تحديدا ولكن أيضا ممتلئاً، بحيث يتم تضخيم هذه المنطقة. لكن يوجد اختلاف في وجهات النظر حول الالية التجميلية لهذه النقطة؛ وأعني هنا ان منطقة الـ “Jawline” إذا كانت محشوة بدرجة أكثر من المطلوب فمن الممكن ان تعطي لهؤلاء شكلا ذكوريا أي أقرب الى الرجل من الشكل النسائي”.
وتابعت موضحة، “ان هذه التقنية تراجعت لتحل مكانها تقنيات أخرى لتحديد هذه المنطقة سواء للرجال او النساء ولكن العبرة تكمن في التنفيذ الصحيح. وقبل سنوات كان الشخص يخضع لجراحة الفك والذقن عبر آلية الزرع؛ وهذه العمليات كانت صعبة وطويلة وفي بعض الأحيان كان يتم تكسير العظم في هذه المنطقة وطبعا هذا الامر لا يخلو من الخطر لان هذا الجزء يحوي الكثير من الشرايين والاعصاب ومن الممكن ان يؤدي هذا الامر الى مضاعفات إذا لم يكن الطبيب ماهراً ويتمتع بفطنة ونظرة للقيام بذلك”.
واردفت قصير، “اليوم ومع تقدم العلم، بدأنا نتجه نحو العمليات غير الجراحية لتحديد هذه المنطقة واكتساب الشكل الأفضل وذلك من خلال العديد من الماكينات التي تعمل على العضلة مثل “Ultra sound”، والليزر الى جانب حقن الفيلر والبوتكس لتحسين هذه المنطقة ويحصل الفرد على نتائج يمكننا القول انها قريبة من نتيجة العملية الجراحية”.
ولكن لماذا التركيز على جمال هذه المنطقة؟
تجيب قصير، “لان مفهوم الجمال اليوم يتمثل بأن نكون أكثر جاذبية بدلا من ان نكون أكثر جمالا، فالجمال صار اليوم عبارة عن تناسق الملامح وكيف نستطيع ان نمنح وجهنا شكلا متناغما عوضا عن المظهر الفائض بالجمال الباهت. وطبعا هناك مقاييس لتجانس الخلْقَة على سبيل المثال: يجب ان تكون مقاسات المنطقة الواقعة ما بين الانف والفم محددة وينبغي الا تكون المسافة طويلة بحيث اننا نسعى الى تصغيرها وهذا الامر ينطبق أيضا على المدى ما بين الفم والذقن بحيث يتم العمل على جعل هذه المنطقة أقرب الى النموذج الأفضل وأيضا بالنسبة للفكين كونها تعطينا اتّساقا أكثر جمالا”.
ندى عبد الرزاق- الديار