“طوفان الأقصى” يهز اسرائيل… تخوف من “جرف” لبنان إلى المعركة
في استعادة لذكرى حرب أكتوبر 1973، مشهد غير مسبوق في اسرائيل، هجوم مباغت لحركة “حماس” وفصائل المقاومة، بدأ بصليات من الصواريخ وبمواكبة من المسيرات التي استطاعت أن تنقض أسطورة الآلة الحربية الاسرائيلية، وفخر صناعتها “الميركافا”، لتكمل الفصائل بضرب أسطورة الجيش الذي لا يقهر، بعد أن اقتحمت العناصر الفلسطينية مستعمرات “غلاف غزة” واحتلت مواقع عسكرية اسرائيلية، موقعة أكثر من 200 قتيل ومئات من الجرحى، بالاضافة إلى أسر العشرات، في سابقة تاريخية منذ إعلان الكيان دولته.
ورداً على العملية التي أطلق عليها اسم “طوفان الأقصى” أعلنت اسرائيل الحرب وأطلقت على عملياتها الانتقامية لقب “السيوف الحديدية” وبدأت بقصف غزة بصورة عنيفة، ما أدى الى سقوط نحو 232 قتيلاً وأكثر من 1600 جريح، فيما اعترف الجيش الاسرائيلي مساء أمس بمقتل 200 اسرائيلي على الأقل مع استمرار المعارك في 22 موقعاً داخل اسرائيل.
مشاهد الهروب الجماعي والهلع لدى المستوطنين أفرحت قلوب اللبنانيين، وسط تخوف من إغراق لبنان في حرب جديدة لا يمكنه تحملها في الوضع الذي يعيشه، والتبرير لاحقاً بعبارة “لو كنت أعلم”، والهاجس الأكبر أن يحاول البعض استغلال الانجاز الفلسطيني ويعلن أنه انتصاره ويحاول صرفه في السياسة الداخلية اللبنانية.
هي عملية تاريخية بالتأكيد، وستشهد انعكاساً على الوضع الاسرائيلي الداخلي، بالاضافة إلى الانعكاس على الوضع الفلسلطيني – الفلسطيني، مع استمرار الخلاف حول السلطة الفلسطينية بين حركتي “حماس” و”فتح”.
الرئيس الأميركي جو بايدن بادر الى الاتصال برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكداً استعداد بلاده لتوفير كل الدعم المناسب. وجدد الالتزام بأمن اسرائيل، محذراً أي طرف من محاولة استغلال هذا الظرف.
وندد الاتحاد الأوروبي وعدد من العواصم الأوروبية وأوكرانيا فضلاً عن الهند بهجوم “حماس”، مؤكدة دعمها لاسرائيل، فيما دعت موسكو إلى “ضبط النفس”، وأنقرة إلى “التصرف بعقلانية”.
في المقابل، أعلنت إيران “دعمها” للعملية، بينما هنأ “حزب الله” وحركة الحوثيين اليمنية “حماس” عليها.
إلى ذلك، دعت وزارة الخارجية السعودية في بيان الى الوقف الفوري للتصعيد بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، وحماية المدنيين، وضبط النفس.
وأشارت الى أن “المملكة العربية السعودية تتابع عن كثب تطورات الأوضاع غير المسبوقة بين عددٍ من الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الاسرائيلي، ما نتج عنها ارتفاع مستوى العنف الدائر في عدد من الجبهات هناك”، مذكرة بـ “تحذيرات السعودية المتكررة من مخاطر انفجار الأوضاع نتيجة استمرار الاحتلال وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة وتكرار الاستفزازات الممنهجة ضد مقدساته”.
وحذّرت مصر من “مخاطر وخيمة” للتصعيد الجاري بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، فيما ذكر التلفزيون المصري أن القاهرة تجري اتصالات “مكثفة” مع الجانبين “لبحث التهدئة ومنع التصعيد”. ودعت وزارة الخارجية المصرية في بيان إلى “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب تعريض المدنيين للمزيد من المخاطر”، محذرة من “تداعيات خطيرة نتيجة تصاعد حدة العنف، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر سلباً على مستقبل جهود التهدئة”.
وطالب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بوقف العمليات العسكرية في أسرع وقت، مشيراً إلى تحذيراته المتكررة سابقاً للاحتلال الاسرائيلي من أن اتباع سياسيات متطرفة بمثابة قنبلة موقتة تحرم الشرق الأوسط من الاستقرار، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
وأوضح أن المجتمع الدولي مسؤول مسؤولية كاملة عن الأوضاع التي تعيشها فلسطين وإسرائيل اليوم، بسبب غياب ردود الفعل الحقيقية على ممارسات اليمين الاسرائيلي المتطرف، بحق المقدسات الاسلامية.
لبنانياً، بارك “حزب الله” لـ “الشعب الفلسطيني المقاوم ومجاهدي الفصائل الفلسطينية البطلة وبالأخص الأخوة الأعزاء في كتائب القسام وحركة المقاومة الاسلامية حماس بالعملية البطولية الواسعة النطاق والمكللة بالظفر والتأييد الالهي والوعد بالنصر النهائي الشامل”.
ورأى أن “هذه العملية المظفرة هي رد حاسم على جرائم الإحتلال المتمادية والتعدي المتواصل على المقدسات والأعراض والكرامات وتأكيد جديد على أن إرادة الشعب الفلسطيني وبندقية المقاومة هي الخيار الوحيد في مواجهة العدوان والإحتلال، ورسالة إلى العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي بأسره وخصوصاً أولئك الساعين إلى التطبيع مع هذا العدو أن قضية فلسطين قضية حية لا تموت حتى النصر والتحرير”.
ودعا “شعوب أمتنا العربية والاسلامية والأحرار في العالم إلى إعلان التأييد والدعم للشعب الفلسطيني وحركات المقاومة التي تؤكد وحدتها الميدانية بالدم والقول والفعل”، مشيراً الى أن “قيادة المقاومة الاسلامية في لبنان تواكب التطورات المهمة على الساحة الفلسطينية عن كثب وتتابع الأوضاع الميدانية بإهتمام بالغ وهي على اتصال مباشر مع قيادة المقاومة الفلسطينية في الداخل والخارج وتجري معها تقويماً متواصلاً للأحداث وسير العمليات”. ودعا “حكومة العدو الصهيوني إلى قراءة العبر والدروس المهمة التي كرستها المقاومة الفلسطينية في الميدان وساحات المواجهة والقتال”.
وكتب المرشح الرئاسي رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية عبر منصة “اكس”: “لا بدّ لقوّة الحق أن تنتصر على الظلم مهما طال الزمن”.
أما الرئيس السابق للحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط فكتب على حسابه عبر منصة “إكس”: “التحية لحركة حماس، التحية للمقاتل الفلسطيني، التحية للمقاتل العربي الذي حطّم أسطورة التفوّق الاسرائيلي بالأمس واليوم وفي كل ساعة وفي كل ساحة وفي كل زمن”.
لبنان الكبير