إسرائيل بعد الفشل الإستخباراتي..هل تعيد احتلال غزة؟

كشفت عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية صباح السبت ضد الاحتلال الإسرائيلي، عن فشل استخباراتي هائل لدى “إسرائيل”.

حرب يوم الغفران
فقد اعتبرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” أن المقاومة الفلسطينية نجحت في اختراق الخط الدفاعي الإسرائيلي بالكامل في الساعات الأولى من عملية “طوفان الأقصى” وذكرت أن ثلاث عربات إسرائيلية على الأقل سيطر عليها مقاومون ونقلوها إلى قطاع غزة.

وأشار المراسل العسكري للقناة 13 الإسرائيلية ألون بوكير إلى أن عشرات المسلحين من حماس تسللوا بمعدات وآليات عسكرية وشرعوا بعملية لم تعهدها إسرائيل حتى منذ حرب 1948. وأوضح بوكير أن عنصر المفاجأة الذي وظفته حماس أحدث صورة انتصار من اللحظات الأولى لإطلاق الرشقات الصاروخية، إذ سيطر العشرات من مسلحي كتائب القسام على بلدات إسرائيلية.

وأشار إلى أن قوات الأمن الإسرائيلية بمختلف أذرعها لم يكن لها أي حضور ميداني في الساعات الأولى، إذ كانت السيطرة في تلك المرحلة لكتائب القسام في “غلاف غزة” وبلدات الجنوب، وهذا إخفاق لقيادة الجبهة الداخلية.

من جهته، قال المحلل العسكري ألون بن دافيد أن “هناك صعوبة في فهم ما حدث، فلم يتوقع أحد في إسرائيل حرب يوم غفران ثانية، وبالذات من غزة”.

فشل مخابراتي
لفت المعلق العسكري لصحيفة هآرتس عاموس هارئيل إلى أن حركة حماس خططت لهذه العملية منذ أشهر، مشيراً إلى أنها حققت “نجاحاً كاملاً”.

واعتبر هارئيل أن أداء المستوى السياسي وجيش الاحتلال ومخابراته “فشل بمستويات هائلة”، مشيراً إلى أنه يتوجب في نهاية الحرب إعادة تقييم شامل للوقوف على مظاهر الفشل الاستخباري والسياسي، الذي قاد إلى نجاح هذا الهجوم.

احتلال غزة

لم تستبعد صحيفة “هآرتس” أن تقدم إسرائيل على شن عملية عسكرية برية واسعة تنتهي بإعادة احتلال القطاع، لافتة إلى أن جيش الاحتلال يجنّد قوات احتياط بمستوى يلائم الاستعداد لشن حرب شاملة.

وتوقع معلق الصحيفة أن تجبي إسرائيل “ثمناً دموياً باهظاً من الفلسطينيين”، مستدركاً أن جبهة غزة ليست الوحيدة التي يتوجب التحوط لها، مشيراً إلى أن على جيش الاحتلال الاستعداد لإمكان انفجار مواجهة متعددة الساحات، تضم الضفة الغربية، والقدس المحتلة، و”حزب الله”، و”جهات متطرفة” من فلسطينيي الداخل.

ردع حزب الله

وقدر هارئيل أن “حزب الله” يدرس التطورات ويجري تقييماً لما يمكن أن يقدّم عليه في الأيام القادمة، متوقعاً أن إسرائيل تعكف حالياً على إرسال رسائل تحذير عبر وسطاء إلى “حزب الله” وإيران ودمشق من مغبة الانضمام إلى المواجهة المندلعة مع “حماس”.

من جانبه، قال يوآف ليمور، المعلق العسكري لصحيفة “يسرائيل هيوم”، إنه يتوجب ممارسة كل الضغوط الممكنة من أجل ردع “حزب الله” عن فتح جبهة جديدة.

وفي تحليل نشره موقع الصحيفة، قدر ليمور أن “تقارباً وتعاوناً عملياتياً خطيراً” نشأ بين “حماس” و”حزب الله”، مشيراً في الوقت ذاته إلى تشكل قيادة مشتركة لإيران وحزب الله تعنى بمواجهة إسرائيل.

وحذر ليمور من أن انضمام “حزب الله” إلى المواجهة الحالية مع “حماس” سيفضي إلى تفجر حرب “دامية جداً”، مما يوجب على تل أبيب ممارسة الضغوط على “حزب الله” لردعه عن المشاركة.

المدن

مقالات ذات صلة