المرحلة المقبلة يجتاحها قلق كبير… و”اللي شبكنا يخلصنا”
!البيسري الأكثر تقاطعاً… ماذا عن فرنجية؟
لم يستسلم الثنائي ويسلم لغير مرشحه الدائم سليمان فرنجية، فالرجل المتمسك بترشيح نفسه لا يزال الخيار الأول والأخير عند حلفائه، والحوار والانفتاح لا يعنيان التخلي عنه. وهذا بيت القصيد فكل ما دار ويدور في هذه الحلقة المفرغة يرتكز على هذه المعادلة، والحراك القطري لم يتمكن من الدخول اليها وخرقها، اذاً ماذا ننتظر؟
يقول مصدر بارز في الثنائي لموقع “لبنان الكبير”: “ان الموفد القطري يجول مع طروح جدية تنطلق من لائحة أسماء كخيار ثالث، وهذا الأمر أصبح معروفاً وفي النقاش طرحت عدة أمور: قائد الجيش يحتاج الى تعديل في نصاب الـ٨٦ وهذا صعب جداً، أما المدير العام للأمن العام بالانابة اللواء الياس البيسري فهو الأكثر تقاطعاً، بحيث اتضح في اللقاءات بين الموفد القطري وكل القوى السياسية أنه ليس مرفوضاً الا من حزب القوات اللبنانية”.
ويتابع المصدر: “لا نزال مكانك راوح ودائرة الترشيحات بدأت تضيق الى حدود الشخصيات الأقل استفزازاً والأكثر قبولاً، من هنا كانت الأسماء الثلاثة التي طرحها القطري في ورقته الصغيرة، لكن المسعى القطري اصطدم بتمسك الثنائي بفرنجية ورفض الأخير العروض التي قدمت له مقابل انسحابه من المعركة الرئاسية، حتى المغريات المالية لم تفعل فعلها على عكس توقعات القطري الذي دخل الى الملف بتنافس واضح مع الفرنسي وبتنسيق مع السعودي والأميركي، فقطر لا تتردد في أي خطوة تثبت حضورها في المنطقة وتعتبر لبنان ورقة مهمة جداً، كما أن حنينها الى الانجاز الذي حققته في دوحة ١ يدفعها الى التفكير بدوحة ٢ وهذا احتمال وارد على الرغم من أن الظروف ليست نفسها التي سادت في العام ٢٠٠٨، وقد استند القطري الى الأجواء الايجابية التي رشحت من لقاء أبو فهد مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي لم يمانع في السير بترشيح البيسري كخيار ثالث”.
بالنسبة الى الثنائي المعادلة واضحة لا رجوع عن التمسك بسليمان فرنجية الا اذا تنحى الأخير، ولن يتنحى طالما الثنائي ملتزم معه وهذا السيناريو deja vue مع الرئيس السابق ميشال عون، من هنا يدرك القطري صعوبة الأمر. ولدى سؤال موقع “لبنان الكبير” المصدر حول المخرج، يقول: “فرنجية الى ما شاء الله الا اذا وقع حدث كبير في المنطقة فرض معطى جديداً. نحن مرتاحون على وضعنا في السياسة وننتظر وصول فرنجية الى بعبدا، وهذا أصبح مرتبطاً بصورة وثيقة بتغيرات المنطقة”. لكن ما الذي خلط الأوراق على هذا النحو؟
فتشوا عن الأميركي، يقول المصدر، فالمرحلة المقبلة يجتاحها قلق كبير.
السعودي لم يعد قادراً على متابعة سياسته تجاه سوريا، وسوريا عاجزة عن تحمل هذا الضغط والحصار الخانق عليها وهذا هو تفسير تفلت حدودها وتركها ملعباً للتسلل والتهريب، اذ يرى المصدر أن الوضع في سوريا أصبح صعباً جداً ولبنان أول ضحايا هذا الضغط الذي سيولد حتماً الانفجار، ومن الأساس كان الاتفاق أن لبنان يأتي بعد سوريا التي جمّدت الآن. لذلك احتاج الأميركي مجدداً الى الورقة اللبنانية بعد أن فشل في لعب ورقة التنف في البادية لاقفال الحدود على سوريا، اذ اتضح له أنه سيفتح عليه باب حرب لا مصلحة له بخوضها حالياً، فتقطيع أوصال ايران والعراق وسوريا ولبنان، سيؤجج جبهة واسعة وموحدة في وجههم، ووجودهم في تلك المنطقة هي من أجل النفط الذي يعود مردوده الى الجيش الأميركي من دون المرور بالخزينة، وهذا مكسب كبير لهم لا مصلحة لهم بزعزعته وأي اقفال للطريق هو اعلان حرب، من هنا ترفع واشنطن مستوى الضغط اقتصادياً على سوريا ولبنان.
المنطقة ذاهبة الى مكان لم يعد يصلح فيه الترقيع أو اعتماد سياسات غير ثابتة والأصعب أنها بعيدة عن شن حروب لأن ما يحصل أصعب، لا حرب ولا استقرار وقلق دائم ومتعاظم ومستمرون هكذا الى أن تسلك المنطقة درب التسوية، والتسوية كيف تأتي؟ التاريخ والأحداث ومنطق الأمور تؤكد أنها تصل دائماً على وقع الحروب وعلى أنقاض أراضٍ محروقة… تعريجة مرّ عليها المصدر ليؤكد أن لبنان بعيد حالياً عن التسوية كثيراً و”فلتة الشوط” التي كانت تستخدم أحياناً لتقطيع المراحل باتت غير متوافرة، فالبلد يشبك الآن مع المنطقة بمستوى غير مسبوق… و”اللي شبكنا يخلصنا”!
ليندا مشلب- لبنان الكبير