المستقلون يخسرون الانتخابات الطلابيّة في الجامعة اللّبنانيّة الأميركيّة
بعد حوالى الأربع سنوات على انتفاضة 17 تشرين وما لحقها من فورة نقابيّة وطلابيّة، تجلّت تباعًا في مشهدية الانتخابات الداخليّة في الجامعات، كالأميركيتين واليسوعيّة وغيرها، لصالح النوادي العلمانيّة والمستقلين السّياسيين، خفتت هذه الفورة وبدأ المشهد يتحول تباعاً لصالح الأحزاب التّي ضَمُر وجودها برهة زمنيّة قصيرة. فانتخابات الجامعة اللّبنانيّة الأميركيّة LAU (بفرعيها ببيروت وجبيل) اليوم، تُرجمت على خلاف ما تمناه الطلاب المستقلون عن الأحزاب السّياسيّة، كما جرّت العادة، ما قبل الانتفاضة وفي السّنتين الأخيرتين.
الانتخابات الطلابيّة
إذ نجحت الأحزاب بالظفر بكافة المقاعد الانتخابيّة (وذلك باقتراع ما يُقارب 8500 طالب لممثليهم في كلا الفرعين)، وأتت النتائج كالتّالي، فرع بيروت (15 مقعداً، 11 مرشحة و14 مرشحًا): 6 مقاعد لحركة أمل (أكبر كتلة في بيروت)، 3 مقاعد لحزب الله، مقعدان لتيار المستقبل، مقعدان للحزب التّقدمي الاشتراكيّ، مقعدان لحزب القوات. أما في فرع جبيل (15 مقعدًا، 7 مرشحات و16 مرشحًا): 10 مقاعد للقوات اللّبنانيّة (الكتلة الأكبر)، 3 مقاعد للاشتراكيّ، ومقعدان للتيار الوطني الحرّ. فيما لم يُسجل للعلماني أي مقعد، حسب النتائج التّي صدرت عصر اليوم الجمعة، 6 تشرين الأول. فيما أشار المراقبون لكون اليوم الانتخابي الطويل كان مشحونًا سياسيًّا، على عكس ما ترمي الإدارة، حسب قولها، والتّي تُصر على التّنظيم السّنويّ للانتخابات، باعتماد قانون طالبي انتخابيّ يُزيح شبح التّشنجات السّياسيّة في الأحرام الجامعيّة.
وتُشير مصادر مُراقبة للانتخابات التّي باتت تتخذ طابعًا رمزيًا في الآونة الأخيرة، والتّي تعتمد على التّصويت الالكتروني، One Man One Vote (أي لكل ناخب الحقّ في انتخاب مُرشح واحد فقط)، إلى عودة ممثلي تيار المستقبل والحزب التّقدمي الاشتراكي والحزب السّوريّ القومي الاجتماعيّ إلى المشهد الانتخابي، من خلال دعم ممثليهم في هذه العملية الانتخابيّة. فيما لوحظ تراجع مُقلق في نسبة التّأييد للنادي العلمانيّ الذي لم يخض الانتخابات بوصفه ناديًّا أو حزبًا سياسيًّا، فيما اقتصر الدعم والمناصرة للمرشحين المستقلين. وكذلك لوحظ تراجع لممثلي حركة أمل في فرع جبيل. لكن هذه العودة الموجزة للأحزاب السّياسيّة، لم تحظ بأي تأثير حقيقيّ على نتائج الانتخابات، التّي انتهت بصعود القوات اللّبنانيّة وتولي دفة التّمثيل الطلابيّ في الجامعة اللّبنانيّة الأميركيّة.
هذا فيما راجت معلومات عن وجود خرق لقواعد الانتخابات وقواعد السّلوكيّات الطلابيّة في حرم الجامعة اللّبنانيّة الأميركيّة في جبيل، حيث تمّ تصوير فيديو يُظهر إحدى المرشحات عن القوات اللّبنانيّة، الطالبة كريستي رعد، تصوت لنفسها من هواتف باقي الطلاب، ما شكل حالة من النفور والاستياء في صفوف الطلاب، وزاد من موجة الاحتقان السّياسيّ فيما بينهم.
تراجع التّمثيل الطلابيّ المُستقل
وفيما يعزو المراقبون أسباب تراجع التّمثيل المُستقل سياسيًّا، وخصوصًا حظوظ النادي العلمانيّ في معترك الانتخابات الطلابيّة، لكون إدارة الجامعة اعتمدت قانون انتخابات لا يُتيح للجماعات الطلابيّة مثل النوادي العلمانيّة، بتحشيد الطلاب حولها، والنزول تحت لوائح تضمّ مرشحين عن هذا النوادي. وقد توقع المستقلون هذا النوع من التّراجع، المقرون باحتدام المعركة الانتخابيّة في الجامعة. فيما يستبشر المراقبون خيرًا بالانتخابات في سائر الجامعات كالجامعة الأميركية في بيروت AUB واليسوعية USJ وسيدة اللويزة، لصالح صعود ولو نسبيّ للمستقلين فيها. فيما أشار آخرون أن السبب الأساسي في تراجع شعبية العلمانيّ طرحه لمطالب “غير واقعية” لجهة تثبيت الأقساط على سعر صرف 1500 أو الصدام الدائم والمباشر مع الإدارة.
المدن