«مجنون من يمس ببريزيدانت نبيه»!
عقدت «رابطة الخبثاء» في لبنان مساء أمس إجتماعاً إستثنائياً في أحد مقاهي العاصمة اللبنانية خصصته لمناقشة عزل رئيس مجلس النواب الأميركي دولة الرئيس كيفن ماكارثي (من الحزب الجمهوري) بعد انضمام ثمانية نواب جمهوريين إلى «إخوانهم» الديمقراطيين لترجيح كفة التصويت، فكانت النتيجة كما أصبح معلوماً على نطاق سكان المعمورة، 216 نائباً أيدوا العزل و210 وقفوا في صف ماكارثي. يا لحظّه التعِس، ولم يمضِ 10 أشهر على انتخابه في منصبه بعد 15 دورة إقتراع تخللها شدّ حبال وجاكيتات! الديمقراطية الأميركية أطاحت بكيفن مكارثي والديمقراطية اللبنانية ثبتت نبيه بري بكرسيه 31 سنة.
في «الطائف» إتفق النواب اللبنانيون على ان تكون ولاية رئيس البرلمان واعضاء مكتبه اربعة اعوام فيما كان النص المعروض عليهم ان يكون انتخابه لسنتين قابلة للتجديد! «إجتن الشطارة» يومها. لو اعتمدوا السنتين كولاية لكان، بقليل من الجهد، تم الشغور في الرئاستين الأولى والثانية في 2 حزيران 2024 وماذا يتمنى اللبنانيون أكثر من ذلك؟
وفي مسألة عزل الرئيس الثاني الأقوى من الرئيس الأول، نص «الطائف» على ان سحب الثقة من رئيس مجلس النواب إنما يتم بتصويت ثلثي اعضاء المجلس النيابي على عريضة مقدمة من 10 نواب، وعدم الإكتفاء بالنصف بتصويت النصف «الطابش». لو اعتُمد الخيار الثاني لكان سهلاً العمل على جذب الدكتور فريد البستاني أو بلال الحشيمي إلى صف مؤيدي العزل أو ربما إقناع الصامت الأكبر علي عسيران بأنه شخصية مستقلة ( 76 عاماً) وله حيثيته في الزهراني وهو خامة لم تُكتشف بعد وأن مصرانه ليس معلّقا بمصران أبي مصطفى… ربما اقتنع بعد ثلاثة عقود بالخروج من تحت عباءة « الإستيذ» وإحياء مجد أبيه في عهد الرئيس كميل شمعون. ويك علي أقدِمِ!
تداول السلطة عمل ديمقراطي بحت في لبنان وحتى في كوريا الشمالية، وفي هذا الإطار لفت عضو خبيث المجتمعين إلى رئيس مجلس النواب الكوري تشوي ريونغ هاي، هو بمثابة رئيس جمهورية يستقبل سفراء ويودع سفراء ويمثّل الدولة، تماما كدولة الرئيس بري. لكن الأول خلعه هيّن جداً.
لنعد إلى الحدث في واشنطن.
ليس من المعيب وطنياً استلهام ما حصل في مجلس النواب الأميركي ومحاولة إسقاطه على الصعيد المحلي، ففي خلال الإجتماع الإستثنائي لرابطة الخبثاء العابرة للطوائف والمناطق إتصلت «حمامة» علمانية خبيثة بـ»صقر» جمهوري. بعد التبريك سألته: What can we do here؟ صمت النائب الأميركي للحظات ثم أطلق ضحكة مجلجلة وصل صداها من تلة «كابيتول هيل» إلى الجميزة، أتبعها بـجملة واضحة «مجنون من يمس ببريزيدانت نبيه».
عماد موسى