الشك بعلاقة بين مرض دماغي مميت و”كوفيد-19″
في ورقة جديدة من “الصحيفة الأميركية لتقارير الحالة” American Journal of Case Reports، ارتبط “كوفيد” بحالة مرض الـ”بريون” وهو نوع من “الخرف السريع المتفاقم”. [يشير مصطلح بريون Prion إلى بريتون من نوع خاص ينتقل كأنه فيروس، ويؤدي إلى خرف متسارع وشديد. وتعرف العلماء إليه في ثمانينيات القرن العشرين مع اشتغالهم على مرض جنون البقر. وفي تسعينيات القرن الماضي، ثبت أنه ينتقل في لحوم الحيوانات المصابة بالبريون، وكذلك بعض أنواع أنسجتها كالأعصاب والدماغ والحبل الشوكي ونخاغ العظم وغيرها].
وفي تلك الورقة، تناولت دراسة الحالة تفاصيل ما حدث لرجل يبلغ من العمر 62 سنة أُدخِل إلى مستشفى في نيويورك، “مركز مستشفى ماونت سيناي كوينز”، بعد أن واجه صعوبة في المشي وظهرت عليه علامات الخرف السريع المتفاقم.
وبحسب الورقة، “من الناحية السريرية، عانى المريض تدهوراً في الوظائف العصبية مع ملاحظة أن نتيجة اختبار “كوفيد-19″ جاءت إيجابية عند وصوله إلى المستشفى”.
في نهاية المطاف، شُخّصت إصابته بمرض بريون، وأثارت حالته تساؤلات حول إمكانية تسبُّب كوفيد بذلك المرض. ويرى مؤلفا التقرير الجديد أن الظروف تقدم دليلاً على وجود “ارتباط محتمل” بين كوفيد وحالات تنكسية عصبية [بمعنى تراجع القدرات الإدراكية للدماغ].
واستطراداً، هنالك أنواع عدّة من مرض البريون، بحسب موقع “جونز هوبكنز ميديسن” Johns Hopkins Medicine لكنها نادرة للغاية، إذ يُبلَّغ عن حوالى 300 حالة منها في الولايات المتحدة كل سنة، ويسمى النوع الأكثر شيوعاً في البشر مرض “كروتزفيلد جاكوب”.
وتحدث أمراض البريون بعد أن يتغيّر بروتين البريون الطبيعي الموجود على سطح الخلايا، فيصبح غير طبيعي. وبالنتيجة، يشكل بريون كتلة في الدماغ ويسبب تلفاً فيه الدماغ، وبالتالي، فقد يؤدي إلى تغيرات في الشخصية مع ضعف الذاكرة وصعوبات في الحركة. وتُعتبر أمراض البريون مميته.
وقد يكون بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بمرض البريون، بما في ذلك من يملكون تاريخاً عائلياً لإصابات بذلك المرض، أو أصيبوا بالعدوى [ببروتين بريون] من طريق معدات طبية ملوثة، وبإمكان التنظيف الشامل للمعدات الطبية منع انتقال العدوى.
وبصرف النظر عن الخرف، تشمل الأعراض تغيرات أو صعوبة في المشي والهلوسة والارتباك وتصلب العضلات والتعب وصعوبة التحدث، ولا يوجد علاج لمرض البريون، لكن تناول بعض الأدوية قد يبطئ مسار المرض. ويركز العلاج على تسكين ألم المرضى مع تطور مرضهم.
وفي العادة، يحتاج المصابون بمرض البريون إلى مساعدة ممن يتولون رعايتهم بعد ظهور أعراض المرض، ولربما استطاعوا العيش بمفردهم لبعض الوقت، لكنهم سيحتاجون في النهاية للانتقال إلى منشأة للرعاية.
وفي الحالة المشار إليها آنفاً، وبعد حوالى ثلاثة أسابيع من دخول المريض المذكور في التقرير الجديد إلى المستشفى، أصابه “الأخرس بصورة تدريجية” ثم بدأ يعاني صعوبة في البلع، وسرعان ما احتاج إلى أنبوب تغذية، وكذلك بات “يعاني حالات تشنج متكررة تصاحبها آلام شديدة”. وتوفي المريض بعد ثلاثة أسابيع.
واستطراداً، أوضح مؤلفا التقرير أن هذه ليست الحالة الأولى المثبتة لظهور مرض بريون بعد الإصابة بـ”كوفيد-19″، إذ حدثت ثلاث حالات اخرى على الأقل منذ ظهور الفيروس.
وكذلك كتب المؤلفون، أنه “لا يُعرف الكثير عن كيفية ارتباط كوفيد-19 ومرض البريون”، وبحسب الدراسة، فإن “الأدلة في الأدبيات حول وجود ارتباط بين كوفيد-19 والتنكس العصبي، غير واضحة. ومع ذلك، فمن الواضح أن عدداً من الحالات التنكسية العصبية لربما نتجت من حالات اعتلالات مرضية، والأكثر شيوعاً بينها هي اضطرابات البريون”.
وبحسب خبراء، فإن المضاعفات الناجمة عن عدوى “كوفيد-19″، سواء تلك التي نعرفها بالفعل، على غرار كوفيد طويل الأمد، أو تلك التي لم تُحدّد بعد، تعتبر سبباً آخر كي تبقى على اطلاع دائم بلقاحات كوفيد الخاصة بك.
ووفق سلطات صحية كـ”المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها”، و”إدارة الغذاء والدواء” الأميركية، فإن لقاحات كوفيد المتطورة باتت متوافرة الآن على الصعيد الوطني، ويمكن أن تساعد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم ستة أشهر فما فوق على البقاء آمنين من إصابات الرشح والإنفلونزا. ويمكن أن تحمي اللقاحات كل شخص مؤهل لتلقيها، من دخول المستشفى والنتائج السيئة الأخرى لتلك الأمراض.
اندبندنت