المساعي الدولية لحل أزمة لبنان تصطدم بــ«التعنت الداخلي» و«التصلب بالمواقف»!

تصطدم المساعي الدولية لحل أزمة الشغور الرئاسي في لبنان بتعنت الأطراف اللبنانية وتصلب مواقفها، ما حال دون تحقيق خرق حتى الآن، بانتظار ما سيحمله الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت هذا الشهر، في محاولة لتحقيق اختراق في الجمود القائم.

ومع دخول الشغور الرئاسي شهره الـ11، لا يزال الملف عالقاً عند الاصطفافات السياسية وثبات القوى السياسية على مواقفها، إذ يصر ثنائي «حزب الله» و«حركة أمل» على دعم ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، بينما تطالب المعارضة رئيس البرلمان نبيه بري بالدعوة إلى جلسة انتخابية بدورات متتالية تنتهي بانتخاب الرئيس، وترفض الحوار الذي اقترحه بري لمدة 7 أيام بحدوده القصوى، وينتهي بجلسات متتالية تنهي الفراغ.

ولم تتوقف المبادرات لإنهاء الجمود، وهو ما أشار إليه عضو تكتّل «الجمهورية القوية» (القوات اللبنانية) النائب فادي كرم الذي رأى أن «الملف الرئاسي ليس في مراوحة، إذ هناك مبادرات دائمة ومتنوعة وكثيفة في هذا الإطار وآخرها المبادرة القطرية»، مضيفاً: «كان من الأجدى على فرقاء الداخل الاحتكام إلى الدستور، والسير بخطواته بطريقة طبيعية بدلًا من انتظار المبادرات الخارجية».

ولفت كرم في حديث إذاعي إلى أنّ «هدف المبادرة القطرية ليس إيصال قائد الجيش (العماد جوزف عون) إلى الرئاسة، والقطريون منفتحون على كل الاحتمالات»، لافتاً إلى أنّ «هذه المبادرة تأتي استكمالاً للمبادرة الفرنسية التي سقطت عندما اعتبر الموفد الفرنسي جان إيف لو دريان أنّ المرشحَين السابقين سقطا».

 

ورغم تعدد المبادرات، لا يزال الملف عالقاً عند «التعنت الداخلي» و«التصلب بالمواقف»، حسبما تقول مصادر نيابية مواكبة للحراك السياسية. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن القوى السياسية الداخلية «لم تبدِ المرونة الكافية في التعامل مع المبادرات، وهو ما دفع لاستمرار الشغور الرئاسي».

وينسجم هذا التقدير مع ما أكده النائب غسان سكاف الذي قال في تصريح عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إن «المساعي القطرية والفرنسية لن تنجح إذا لم تواكَب بتحرك داخلي موازٍ».

ورأى أن مفتاح الانطلاق في مهمة تسويق المرشح الثالث «هو في حارة حريك (مقر قيادة (حزب الله)) وعين التينة (مقر رئاسة مجلس النواب) على قاعدة أن لا رئيس لـ(حزب الله) ولا رئيس من دونه، ومفتاح وصول المرشح الثالث إلى بعبدا هو في جيب القوى المسيحية على قاعدة لا غالب ولا مغلوب».

«الثنائي الشيعي»

ويواصل ثنائي «حزب الله» و«حركة أمل» التشديد على الحوار بوصفه مخرجاً للأزمة الرئاسية. وقال المكتب السياسي لحركة «أمل» التي يرأسها بري، عقب اجتماعه الأسبوعي، إن «حال المراوحة وتصعيد الخطاب السياسي من بعض القوى التي راهنت على تفكك وتحلل الدولة وإداراتها عبر استمرار الدفع باتجاه تعطيل المؤسسات الدستورية وصولاً إلى التشكيك في المؤسسات العسكرية والأمنية بما ينذر بتصعيد المخاطر على الاستقرار العام والمترافق مع الارتباك في إطلاق العام الدراسي في المدارس الرسمية والجامعة اللبنانية، تفرض على الجميع إعادة النظر بقراءتهم للمخاطر، وتسهيل أي مسعى يؤدي إلى التفاهم على حل المسائل العالقة، والتركيز على توحيد الإرادات الداخلية في ظل هذا الوضع».

وقال المكتب السياسي في بيان: «على الجميع أن يعوا أن المكابرة ورفع الأسقف في الخطاب السياسي والتشكيك لن يوصل إلا إلى مزيد من قلق ويأس اللبنانيين من هذه القيادات ومستقبلها».

الشرق الاوسط

مقالات ذات صلة