عين الحلوة أمام معركة جديدة؟
على الرغم من بعض الطلقات النارية والاشكالات الفردية التي كانت تحصل في الأيام الماضية، وآخرها الاشكال الذي شهده مخيم عين الحلوة صباح يوم الجمعة، الا أن ذلك لم يؤثر على مسار استكمال خطوات اتفاق تثبيت وقف النار، بل على العكس، سارعت حركة “فتح” الى تسليم مطلق النار لمخابرات الجيش اللبناني.
وبحذر وهدوء شديدين، تمكنت القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة التي يقودها اللواء محمود العجوري من استرداد مدارس “الأونروا” ومكتب مدير المخيم في حيي التعمير والبركسات ونشر عناصرها فيها، وذلك بعد انسحاب المسلحين التابعين لحركة “فتح” والمجموعات الاسلامية منها.
ويشهد للقوة الأمنية الفلسطينية المشتركة النجاح في هذه الخطوة من دون أن تتطور الأمور الى اشتباكات جديدة، خصوصاً وأنها خطوة حساسة للغاية، في ظل أجواء الترقب التي سيطرت على المخيم طوال الوقت.
وتعليقاً على ذلك، تشير مصادر فلسطينية متابعة لأحداث مخيم عين الحلوة في حديث لموقع “لبنان الكبير” الى أن تجمع القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية في المخيم في قوة فلسطينية مشتركة أسهم في تجنيب المخيم معركة جديدة في الوقت الحاضر، عن طريق النجاح في تنفيذ بند جديد من اتفاق وقف النار وهو اخلاء مجمع المدارس من المسلحين المتحصنين فيه.
وتضيف المصادر: “على الرغم من أجواء الارتياح التي سيطرت على المخيم في ظل الهدوء الحذر بعد تسليم المدارس، الا أن الخطوة الأصعب أو التحدي الكبير هو في تسليم المتهمين بجريمة قتل اللواء أبو أشرف العرموشي ورفاقه، وهذه النقطة لا تزال تواجه مصاعب في ظل رفض الشباب المسلم تسليمهم”.
وتحذر من أن “هذه النقطة قد تكون كما في المرات السابقة، السبب في تفجير المعارك بين الطرفين، على الرغم من وجود عمل جبار في تثبيت وقف النار”، مطالبة بضرورة استمرار الهدوء في المخيم للحفاظ على أمنه واستقراره، وسلامة أبنائه وعودة جميع النازحين الى بيوتهم والعمل على التعويض للمتضررين.
في المقابل، تشدد مصادر فتحاوية على وجوب تسليم جميع المجرمين المتهمين باغتيال اللواء العرموشي بعد الانسحاب من المدارس بكل هدوء كي يكتمل تطبيق اتفاق وقف النار، عندها سيعود الاستقرار والأمان بصورة طبيعية الى المخيم، مؤكدة عدم التنازل عن هذا المطلب الذي أجمعت عليه جميع القوى الفلسطينية الاسلامية والوطنية، والتي تجمعت تحت القوة الأمنية المشتركة.
وتلفت المصادر الى ضرورة تسليم المطلوبين بقضية اغتيال اللواء العرموشي، وتعزيز الأمن والاستقرار داخل مخيم عين الحلوة وباقي المخيمات، حفاظاً على أرواح أبنائها، موضحة أن كل ما قامت به الحركة دفاعاً عن نفسها وحقوقها، وأنها في كل جولات العنف التي حصلت لم تكن هيم من أطلقت الرصاصة الأولى.
تجدر الاشارة الى أن مخيم عين الحلوة شهد منذ أسابيع قليلة جولات عنف واشتباكات ضارية بين مجموعات إسلامية وعناصر من حركة “فتح” إثر اغتيال اللواء العرموشي نتج عنها مقتل حوالي 30 شخصاً وجرح عدد كبير ونزوح الآلاف من أبناء المخيم.
حسين زياد منصور- لبنان الكبير