هكذا تغلغلت إيران في مراكز السياسة الأميركيّة
صلت “إيران إنترناشونال” و”سيمافور” على مجموعة كبيرة من الوثائق والرسائل الإلكترونيّة التي تشير إلى قيام إيران بتأسيس شبكة خاصّة من الأكاديميّين والمحلّلين السياسيّين لممارسة التأثير الإعلاميّ والسياسيّ في واشنطن. هدَفَ ذلك بشكل أساسيّ إلى الترويج لحقّها في برنامج نوويّ بعد وصول الرئيس الإيرانيّ السابق حسن روحاني إلى منصبه. تمكّن بعض هؤلاء الأكاديميّين في ما بعد من الوصول إلى مناصب حسّاسة في الإدارة الأميركيّة. وبيّنت الرسائل، وفق التقريرين، كيف كان بعضهم يلجأ إلى وزارة الخارجيّة الإيرانيّة للحصول على المشورة قبل المشاركة في ندوات سياسيّة مرتبطة بالملفّ النوويّ الإيرانيّ.
في ربيع 2014، بدأ كبار المسؤولين في وزارة الخارجيّة الإيرانيّة جهداً هادئاً لتعزيز صورة طهران ومواقفها بشأن قضايا الأمن العالمي، وخصوصاً برنامجها النووي، من خلال بناء علاقات مع شبكة من الأكاديميين والباحثين المؤثّرين في الخارج. أطلقوا عليها اسم “مبادرة خبراء إيران”.
ظهر نطاق وحجم “المبادرة” في كمّيّة كبيرة من مراسلات الحكومة الإيرانية ورسائل البريد الإلكتروني التي تم الإبلاغ عنها لأول مرة بواسطة “سيمافور” و”إيران إنترناشونال”. المسؤولون الذين يعملون تحت قيادة الرئيس السابق حسن روحاني هنأوا أنفسهم على تأثير المبادرة: ثلاثة على الأقل من الأشخاص المدرجين في قائمة وزارة الخارجية كانوا، أو أصبحوا، من كبار المساعدين لروبرت مالي، المبعوث الخاص لإدارة بايدن بشأن إيران، والذي أحيل إلى إجازة في حزيران (يونيو) الماضي بعد تعليق تصريحه الأمني.
تمّ الحصول على رسائل البريد الإلكترونيّ وترجمتها بواسطة “إيران إنترناشونال”، وهي قناة إخباريّة تلفزيونية ناطقة باللغة الفارسية ومقرها لندن، والتي نقلته لفترة وجيزة الى واشنطن بسبب تهديدات من الحكومة الإيرانية، وقد تمّت مشاركتها مع “سيمافور”. قدّمت “سيمافور” و”إيران إنترناشيونال” تقريراً مشتركاً عن بعض جوانب “المبادرة”. أنتجت كلتا المنظمتين سرديهما بشكل مستقل.
تكشف الاتّصالات عن مدى وصول ديبلوماسيّي روحاني إلى دوائر السياسة في واشنطن وأوروبا، خصوصاً خلال السنوات الأخيرة لإدارة أوباما، من خلال هذه الشبكة. عرض أحد الأكاديميين الألمان في “المبادرة”، وفق رسائل البريد الإلكتروني، كتابة مقالات رأي باسم مسؤولين في طهران. وطلب آخرون، في بعض الأحيان، المشورة من موظفي وزارة الخارجية الإيرانية بشأن حضور مؤتمرات وجلسات استماع في الولايات المتحدة وإسرائيل. كان المشاركون في “مبادرة خبراء إيران” كتّاباً غزيري الإنتاج لمقالات رأي وتحليلات، وقدّموا تحليلات على شاشات التلفزة و”تويتر”، وروّجوا بانتظام للحاجة إلى تسوية مع طهران بشأن القضية النووية، وهو موقف يتماشى مع إدارتي أوباما وروحاني في ذلك الوقت.
بداية التواصل
تصف رسائل البريد الإلكتروني كيف تمّ إطلاق مبادرة الخبراء بعد انتخاب روحاني سنة 2013، حين كان يتطلّع إلى إيجاد تسوية مع الغرب بشأن القضية النووية. وبحسب رسائل البريد الإلكتروني، تواصلت وزارة الخارجية الإيرانية، من خلال مركزها البحثي الداخلي – “معهد الدراسات السياسية والدولية” – مع عشرة أعضاء “أساسيين” للمشروع.
“تتكوّن هذه المبادرة التي نطلق عليها اسم ‘مبادرة خبراء إيران (IEI)‘ من مجموعة أساسيّة مكوّنة من 6 إلى 10 إيرانيّين متميّزين من الجيل الثاني الذين أنشأوا ارتباطات بمراكز الرأي والمؤسّسات الأكاديميّة الدوليّة الرائدة، خصوصاً في أوروبا والولايات المتحدة”. كان هذا ما كتبه سعيد خطيب زاده، وهو ديبلوماسي إيراني مقيم في برلين والمتحدث باسم وزارة الخارجية في ما بعد، إلى مصطفى زهراني، رئيس مركز أبحاث “معهد الدراسات السياسية والدولية” في طهران، في 5 آذار (مارس) 2014، مع اكتساب المشروع زخماً. تنوّعت اتصالاتهما بين اللغتين الإنجليزيّة والفارسيّة والتي ترجمتها “إيران إنترناشونال” وتحقّقت منها بشكل مستقل “سيمافور”.
كتب خطيب زاده مرة أخرى بعد أسبوع، في 11 آذار (مارس)، وقال إنّه حصل على الدعم لـ”مبادرة خبراء إيران” من اثنين من الأكاديميين الشباب، أريان طباطبائي ودينا إسفندياري، بعد اجتماع معهما في براغ. “لقد اتّفقنا نحن الثلاثة على أن نكون المجموعة الأساسيّة لمبادرة خبراء إيران”.
طباطبائي وإسفندياري… من هما؟
تعمل طباطبائي حالياً في البنتاغون كرئيسة موظفي مساعد وزير الدفاع للعمليّات الخاصة، وهو منصب يتطلب الحصول على تصريح أمني من الحكومة الأميركيّة. عملت سابقاً كدبلوماسية في فريق مالي للتفاوض النووي مع إيران بعد تولّي إدارة بايدن منصبه في 2021. وإسفندياري هي مستشارة بارزة لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في “مجموعة الأزمات الدوية” وهي مؤسّسة فكريّة ترأسها مالي من 2018 إلى 2021.
لم تستجب طباطبائي واسفندياري لطلبات التعليق على “المبادرة”. وأكّدت المؤسّسة التي تعمل فيها إسفندياري حالياً، “مجموعة الأزمات الدولية”، مشاركتها في “المبادرة”. لكن “مجموعة الأزمات” التي تشجّع حلّ النزاعات على مستوى العالم، قالت إنّ “المبادرة” كانت عبارة عن شبكة غير رسمية من الأكاديميّين والباحثين لا تشرف عليها وزارة الخارجيّة الإيرانيّة، وإنّها تلقّت تمويلاً من حكومة أوروبّيّة وبعض المؤسسات الأوروبيّة، لكنّها رفضت تحديدها. كانت رسائل البريد الإلكتروني التي تناقش موضوع “المبادرة” جزءاً من مجموعة من آلاف مراسلات زهراني التي حصلت عليها “إيران إنترناشونال”. ليس واضحاً مدى اكتمال أو شمولية الوثائق المتعلقة بـ”المبادرة”.
بحسب اتّصالات وزارة الخارجية الإيرانية، تسارع مشروع “المبادرة” بعد هذا التواصل الأولي. في 14 أيار (مايو) 2014، عُقد مؤتمر الإطلاق في فندق Palais Coburg بفيينا وهو مكان استضافة المحادثات النوويّة الدوليّة. تمّ إدراج وزير الخارجيّة الإيرانيّ محمد جواد ظريف ضمن قائمة الحاضرين، بحسب رسالة بالبريد الإلكتروني، بالإضافة إلى أعضاء فريقه المفاوض وثمانية ممثّلين من مؤسّسات رأي غربيّة.
“كنت على حقّ… إنّه عار”
كان ظريف يركّز خلال المناقشات في فيينا على ترقية أو تكوين شخصيّة عامّة يمكنها الترويج لوجهات نظر إيران على الساحة الدوليّة في ما يتعلق بالقضية النووية، بحسب الرسائل الإلكترونية. وذكر ظريف على وجه التحديد نسخة إيرانيّة من روبرت إينهورن، وهو ديبلوماسيّ في إدارة أوباما وخبير في مجال الانتشار النووي كان ينشر بانتظام مقالات علميّة حول البرنامج النوويّ الإيرانيّ وظهر في فاعليّات مراكز أبحاث أميركية وأوروبّيّة.
“لقد كنتَ على حقّ للغاية عندما قلتَ إنّه من العار ألا يكون لدى إيران بوب إينهورن الخاص بها – وهو شخص يمكنه جذب الاهتمام إلى قضيّة إيران بالطريقة التي يفعلها إينهورن مع الولايات المتحدة أو مجموعة 5+1 في هذا الشأن”، على ما كتبه إلى ظريف عدنان طباطبائي، أكاديميّ ألمانيّ حضر اجتماع “المبادرة” في فيينا، بعد خمسة أيام من انتهائه.
ليس لعدنان طباطبائي علاقة قربى بأريان طباطبائي.
كما عرض عدنان طباطبائي على وزارة الخارجيّة الإيرانيّة كتابة مقالات بالنيابة عنها. قبِل ظريف الاقتراح وأوصى بنشر “هذه المقالات أو مقالات الرأي” بأسماء مختلف الإيرانيين وغير الإيرانيين في الخارج، بالإضافة إلى مسؤولين سابقين. ليس من الواضح ما إذا كان قد تم نشر المقالات بالفعل من خلال هذه العمليّة أو عدد المقالات التي تمّ نشرها.
“أتطلّع إلى تعليقاتكم”
رفض عدنان طباطبائي التعليق على “المبادرة”، قائلاً إن تقريري “إيران إنترناشونال” و”سيمافور” هما “مبنيّان على أكاذيب وافتراضات خاطئة في الواقع”. كما شكّك في صحة المراسلات مع ظريف. كلفت “إيران إنترناشونال” بإجراء تدقيق جنائيّ لرسائل البريد الإلكترونيّ ولم تجد أيّ تناقضات في البيانات الوصفيّة قد تشير إلى أنّها غير حقيقيّة.
بعد أقل من شهر على اجتماع فيينا، أرسل علي واعظ من “مجموعة الأزمات الدوليّة”، وهو أحد تلاميذ روبرت مالي المدرج ضمن “المبادرة”، مقالاً حول نزع فتيل الأزمة النوويّة إلى زهراني من “معهد الدراسات السياسية والدولية” قبل النشر. وكتب باللغة الفارسية في 4 حزيران (يونيو) 2014: “إنني أتطلّع إلى تعليقاتكم وملاحظاتكم”، وأرفق مقالاً بعنوان “المخاطر المفاهيميّة للديبلوماسيّة النوويّة مع إيران”.
تظهر رسائل البريد الإلكتروني أنّ زهراني شارك المقال مع وزير الخارجية ظريف يوم وصوله. ثم نُشر بعد ذلك باثني عشر يوماً في مجلة “ناشونال إنترست”، تحت عنوان “معضلات زائفة في محادثات إيران”، مع بعض التغييرات الطفيفة في الصياغة. ليس من الواضح ما إذا كان ظريف قد أجرى أيّ إصلاحات لأن لا وجود لردّ بالبريد الإلكتروني منه في السلسلة.
في حين أنّ العديد من مؤسّسات الفكر والرأي ووسائل الإعلام تملك سياسات ضد مشاركة المقالات قبل النشر، قالت “مجموعة الأزمات الدولية” في بيان لـ”سيمافور” إنّها تلتمس بشكل روتينيّ ونشط آراء الجهات الفاعلة الأساسيّة المشاركة في صراع وتشارك النصوص ذات الصلة مع صانعي السياسات.
“سوف أزعجك في الأيام المقبلة”
وبحسب رسائل البريد الإلكتروني، قامت أريان طباطبائي، المسؤولة الحاليّة في البنتاغون، بالتواصل مع وزارة الخارجيّة الإيرانية مرّتين على الأقل قبل حضور مناسبات سياسية. وطلبت نصيحة زهراني بشأن توجّهها إلى السعوديّة وللمشاركة في ورشة عمل بشأن البرنامج النووي الإيراني في إسرائيل. وافق زهراني في اليوم نفسه على المقترح الأوّل فقط. لا يوجد أيّ دليل على أنّ طباطبائي ذهبت إلى المؤتمر في إسرائيل، بالرغم من أنّ كتبها وتقاريرها البحثيّة تشير إلى أنّها أجرت مقابلات مع عدد من كبار المسؤولين الإسرائيليّين.
وقالت أريان طباطبائي لزهراني إنّه من المقرر أن تدلي بشهادتها أمام الكونغرس الأميركي بشأن الاتفاق النووي. في 10 تموز (يوليو) 2014، كتبت أنه طُلب منها المثول أمام لجان متعددة في الكونغرس إلى جانب اثنين من الأكاديميين في جامعة هارفارد – غاري سامور ووليام توبي – اللذين اعتبرتهما متشددين بشأن إيران. وكتبت: “سوف أزعجكَ في الأيام المقبلة. سيكون الأمر صعباً بعض الشيء بالنظر إلى أنّ ويل وغاري ليس لديهما وجهات نظر إيجابيّة بشأن إيران”.
شاركت طباطبائي مع زهراني رابطاً لمقال نشرته في صحيفة “بوسطن غلوب” وقد حدّد “الخرافات الخمس حول برنامج إيران النووي”. وأوضح المقال سبب حاجة إيران إلى الطاقة النووية، وسلّط الضوء على فتوى يُزعم أنّ المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي أصدرها لحظر تطوير الأسلحة النوويّة باعتبارها مخالفة للإسلام. وشكّك بعض المسؤولين الغربيّين في شرعيّة الفتوى.
“نجاح”
تفاخر المسؤولان الإيرانيّان اللذان يقفان وراء “المبادرة” – زهراني وخطيب زاده – أمام رؤسائهما في رسائل البريد الإلكتروني الداخلية بنجاحات “المبادرة”. وقاما بتتبّع عدد المرات التي كتب فيها الأكاديميّون أو تمّ الاستشهاد بهم في وسائل الإعلام خلال الأسبوع الذي تلا التوصل إلى اتفاق نووي أولي بين طهران والقوى العالمية في 2 نيسان (أبريل) 2015 في لوزان السويسريّة. وتمّت مشاركة البيانات الإعلاميّة مع آخرين في وزارة الخارجيّة الإيرانيّة.
وكتب خطيب زاده باللغة الفارسيّة: “بعد محادثتنا الهاتفيّة، أرفقتُ هنا لمراجعتك عدداً قليلاً فقط من أهمّ الأعمال التي نشرها بعض أصدقائنا خلال الأسبوع الذي تلا التوصل إلى اتفاق لوزان الإطاري”. في 14 نيسان (أبريل) 2015، أرسل خطيب زاده بريداً إلكترونيّاً إلى زهراني الذي حوّل بعد ذلك الرسالة إلى ظريف وأحد نواب وزير الخارجية في فريق التفاوض النووي، مجيد تخت روانجي.
تفاخر خطيب زاده، المتحدث المستقبلي باسم الوزارة، في رسالة إلكترونيّة كاتباً: “هذه بالإضافة إلى مئات التغريدات والمشاركات و… على الإنترنت التي كانت بالتأكيد فريدة من نوعها ومشكّلة للاتّجاهات في حدّ ذاتها. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الأعمال لم تُنشر باللغة الإنجليزيّة فحسب، بل أيضاً بعدة لغات عالمية أخرى”.
إيران “قويّة للغاية”
أظهرت القائمة التي شاركها خطيب زاده أنّه في أسبوع واحد، نشرت أريان طباطبائي أربعة مقالات منها واحد في مجلة “فورين بوليسي”، وأجرت مقابلات مع “هافينغتون بوست” ووكالة أنباء “فارس” الإيرانية المرتبطة بالحرس الثوري الإسلامي بشأن المحادثات النوويّة. وفي مقال نشرته مجلّة “ناشونال إنترست” بالاشتراك مع دينا إسفندياري، قالتا إنّ إيران “قويّة للغاية” بحيث لا يمكن احتواؤها، وإنّ “طهران لا تحتاج إلى أيّ اتفاق لتمكينها وتعزيز موطئ قدمها في المنطقة”.
كان علي وعظ أيضاً غزير الإنتاج في تواصله الإعلاميّ. وقد تم الاستشهاد به في جميع الصحف الرئيسيّة في الولايات المتحدة تقريباً، ومنها “نيويورك تايمز” و”وول ستريت جورنال” و”واشنطن بوست” و”لوس أنجلوس تايمز” منذ انطلاق “المبادرة” في آذار 2014 وحتى الانتهاء من الاتّفاق النوويّ الإيرانيّ في تمّوز (يوليو) 2015. ولم تستجب وزارة الخارجية الإيرانية، و”معهد الدراسات السياسيّة والدوليّة” وظريف وزهراني وخطيب زاده لطلبات التعليق.
وأكّد مركز بحثيّ أوروبيّ آخر، وهو “المجلس الأوروبّيّ للعلاقات الخارجيّة”، أنّ الباحثة البارزة فيه إيلّي جيرانمايه شاركت أيضاً في “مبادرة خبراء إيران”. قال متحدّث باسم “المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية” إنّ حكومة أوروبية تدعم “المبادرة”، لكنّه لم يحدّد هويتها، وشدّد على أنّ مركز الأبحاث يغطّي دائماً “التكاليف الأساسيّة” للرحلات البحثيّة لموظفيه. وقال المتحدّث: “كجزء من جهوده لإطلاع السياسة الأوروبّيّة، يتعاون ‘المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية‘ بانتظام مع الخبراء ومراكز الفكر في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك من خلال الزيارات البحثية وورش العمل”.
البنتاغون يعلّق
لم يستجب مالي لطلبات التعليق. ورفضت كل من وزارة الخارجيّة والبنتاغون التعليق على فحوى المراسلات المتعلقة بـ”المبادرة”، لكنّهما قالا إنّهما يدعمان أريان طباطبائي وعمليّة التدقيق المتعلقة بالموافقة على تصريحها الأمني. وقال البنتاغون في بيان: “خضعت دكتور طباطبائي لفحص شامل ومناسب كشرط لتوظيفها في وزارة الدفاع. يشرّفنا أن تكون في الخدمة”.
rt