لودريان يطلق مرحلة جديدة “لشيئ ما سيحدث”
بعدما كثرت التكهنات حيال انتهاء المبادرة الفرنسية أو استكمالها مع عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان مطلع تشرين الأول المقبل، حسمها لودريان بالأمس حين دعا المسؤولين اللبنانيين الى إيجاد خيار ثالث لحل أزمة الرئاسة، معتبراً أن ليس بإمكان أي من المرشحَيْن الفوز، ولا يمكن لأي من الخيارين أن ينجح. ونبّه على أن المؤشرات الحيوية للدولة اللبنانية تشي بأنها في دائرة الخطر الشديد.
وبعد كلام السفير السعودي وليد بخاري في اليوم الوطني السعودي حين شدد على ضرورة الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، وتحرك الموفد القطري ولقاءاته المتعددة مع القوى السياسية، تأكد المؤكد بأن فرنسا لم تعد تؤيد أي من المرشحين رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور، لتشير الى فتح صفحة ومرحلة جديدة ربما ستنعكس إيجاباً على الداخل اللبناني.
في هذا السياق، رأى عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب غسان حاصباني في حديث عبر “لبنان الكبير” أن “كلام لودريان بمثابة إنهاء للمرحلة السابقة، ترشيح سليمان فرنجية على اعتبار أنه لا يمكن أن يكون مرشحاً وبالتالي يقولون لنا يجب أن يروا مرشحاً من غير الأسماء التي طرحت في السابق”. وقال: “لا يمكننا أن ننسى أن المرشح الأول لدينا كان النائب ميشال معوض، لينتقل الترشيح والتقاطع بين المعارضة والتيار على اسم جهاد أزعور من جهة، وقراءة لودريان بعد انهاء جولته جعلت الصورة واضحة بعد الجولتين السابقتين من جهة أخرى، أي في المرحلة الاولى كان هناك 77 نائباً صوّتوا ضد فرنجية وبالتالي هذه عملية إسقاط لهذا الترشيح اذا اعتبرنا أن الدورات السابقة كانت نوعاً من التأهيل للمرشحين”.
وأشار الى أن “لودريان يقول ان هذه ليست بنهاية المبادرة الفرنسية بل أعطى شوطاً كبيراً في التمسك بترشيح أشخاص معينين في الوقت الحاضر، بحيث أن الأسماء السابقة باتت خلفنا وسننتقل الى وضع أسماء جديدة. وبهذه الطريقة المعارضة أثبتت أنها تقدمت الى الأمام وتتوقع أن تلاقيها البقية الى الطريق عينه، لكن هذه الملاقاة يمكن أن توصلنا الى اسم مشترك أو مقبول من الجميع وليس مرشحاً من طرف أو آخر”.
واعتبر أن “موقف لودريان يعكس نوعاً من توجه اللجنة الخماسية في آخر بيان لها في الدوحة واجتماعاتها اللاحقة التي أكدت على البيان من دون أن تصدر أي بيان جديد، ولم تغير في موقفها، وبالتالي جولة لودريان وما صرح به اليوم (امس) هو نتيجة تقاطع الدول الخمس على هذا الموضوع وهو يمثل رأيها وليس من خارج هذا الرأي، وفي الوقت عينه كلامه أتى لانهاء المرحلة السابقة واطلاق مرحلة جديدة باتجاه تحسين الحظوظ لأن تحصل الانتخابات الرئاسية”.
أضاف حاصباني: “لا يمكننا التفاؤل أو التشاؤم من هذا الكلام خصوصاً وأن كل خطوة مهمة، والمبادرات التي تؤخذ تُكمل بعضها البعض، والنقاش لا يتوقف بين الكتل النيابية”. ولفت الى أن “من الجيد أن يعلن لودريان عن المواصفات المشتركة التي خرجت من لقاءاته الأخيرة، ولنبني على هذه النقاط المشتركة كي نصل الى مواصفات رئيس جمهورية مقبول”.
أما عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب مروان حمادة فقرأ في كلام لودريان الكثير من الايجابية، معتبراً أنه “استمرار للمسعى الفرنسي ووصوله الى استخلاص ما كنا ندعو اليه في السابق بأن لا يشكل الرئيس عنصراً إستفزازياً لأي طرف”.
ورأى أن “لودريان لديه الحق مئة بالمئة، وهذا ما ندعو اليه منذ اللحظة الأولى أي منذ أن تقدم وليد جنبلاط باقتراحاته لحزب الله في بداية الحملة الرئاسية ونحن وراء هذا الحل، واليوم كأنه يقول حضرّوا أنفسكم لشيئ ما سيحدث”، واصفاً كلام لودريان بأنه “محاولة لتتويج المبادرة الفرنسية ولا تختلف عما يسعى اليه القطري وكل اللجنة الخماسية”.
ولفت حمادة الى أن “الخيار الثالث غير محسوم دولياً وليسوا هم من يختاروا رئيساً مكاننا، والقرار لدى اللبنانيين ويقول لنا لودريان أنتم لا تتفاهمون على الخيارات، فاختاروا خياراً ثالثاً ممكن أن تكون مواصفاته انقاذية للبلد”.
وتساءل عضو تكتل “الاعتدال الوطني” النائب وليد البعريني “ماذا نريد نحن في الداخل؟ وهل سندخل في خيار ثالث؟”، مشيراً الى أن “كلام لودريان أتى تزامناً مع كلمة السفير السعودي والوجود القطري، واستكمالاً للفكر الخماسي، بحيث بات الخيار والاتفاق في اتجاه واحد”.
ورأى أن “وضعنا صعب وطويل ولا أحد ينوي انقاذ البلد أو الذهاب في الاتجاه السريع، وبالتالي ليست هناك أي رؤية واضحة ولا تزال الأمور مسدودة”.
وأكد النائب التغييري ياسين ياسين أنهم لم يبدأوا بعد بالبحث في الخيار الثالث “انما نعود الى مبادرتنا التي طرحناها في السابق، ونحن متمسكون بها وقمنا بتسلميها الى لودريان عند أول زيارة له وهي تعكس المواصفات التي تحدث عنها اللقاء الخماسي”.
وأوضح أن “فرنسا جزء من الخماسية وبالتالي بيان نيويورك واضح حول مواصفات الرئيس الجامع وتطبيق قرارات الأمم المتحدة 1701 وغيرها، وعندما زارنا لودريان ثلاث مرات، كان من المفترض أن تعكس مبادرته البيان الخماسي، وفي زيارته الأخيرة كان واضحاً وضوح الشمس أنه يعزز مبادرة بري”، مضيفاً: “لودريان لم يعكس الخماسية ولم يخرج بيان منها قبيل زيارته أو عقبها، ومبادرته لم تكن جدية، وكان يجب أن نرى مبادرة تعكس البيان في نيويورك ولا تعكس وجهة نظر الرئيس بري”.
آية المصري- لبنان الكبير