اجتماع في الرياض مع لودريان… وحسم بري على الحوار من “٧” الى “٢”
في ظل غياب المعلومات الرسمية، “تتشاطر” المواقع الالكترونية في تحليل الأخبار المتعلقة بالمملكة العربية السعودية ودور سفيرها في لبنان الدكتور وليد بخاري، اذ “استنتجت” نتيجة سفر البخاري إلى الرياض أن إدارته “استدعته” على عجل وهو خبر عار عن الصحة، في حين أن الخبر اليقين هو ما كشفته مصادر سياسية مطلعة لموقع “لبنان الكبير” أن السفير بخاري اتجه الى الرياض “في زيارة عائلية طبيعية وعادية ومعدّة سلفاً”، لكنها كشفت أيضاً عن “لقاء بين معالي المستشار نزار العلولا والموفد الفرنسي جان ايف لودريان (اليوم) الأربعاء سينضم اليه أيضاً السفير بخاري، وسيناقش تطورات الملف اللبناني”.
إلى ذلك، سجل أمس انجاز أمني جديد لشعبة المعلومات، التي أوقفت مطلق النار على السفارة الأميركية في عوكر بعد أقل من أسبوع على الحادثة، وفيما انتشرت الروايات التي تحاول قطف الملف في السياسة، تبين أنها عملية انتقام شاب يعمل في “الدلفيري” من رجال أمن السفارة الذين تعاملوا معه بفظاظة. وفيما يمكن استبعاد الرسائل النارية في العملية، إلا أن قرابة الجاني من المعاون السياسي للأمين العام لـ “حزب الله” حسين الخليل، تدل على عقلية تنتشر لدى بيئة الحزب. فبالتأكيد ليس رجال أمن السفارة وحدهم من عاملوه معاملة سيئة خلال عمله كعامل توصيل، ولكن الشحن في بيئة الحزب، يجعل من زبون أميركي فظ، هدفاً لرصاصات السلاح المتفلت، في بلد تهيمن فيه الدويلة على الدولة.
هذه الدويلة نفسها، تعرقل استحقاق رئاسة الجمهورية، الذي شهد تطورين لافتين أمس، بحيث نعى المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان مبادرته فعلياً، داعياً اللبنانيين إلى البحث عن خيار ثالث. أما التطور الثاني فهو نزول رئيس مجلس النواب نبيه بري عن شجرة الـ 7 أيام حوار إلى يومين، عله يستطيع أن يحقق خرقاً في المشهد الرئاسي الجامد، فيما كان “حزب الله” يبدي استعداده للقبول باسم تطرحه الدوحة، إذا وجده مناسباً، وسط معلومات عن تراجع التفاؤل بالحوار بينه وبين حليفه “التيار الوطني الحر”.
أمنياً، كشفت قوى الأمن الداخلي تفاصيل جريمة الاغتصاب المروعة التي حصلت بحق بنت الـ 14 عاماً في صبرا، حيث تبين أن المدعوة م.ز نفذت انتقامها من الفتاة التي تعاني تأخراً عقلياً، وقد استدرجتها إلى الشقة المهجورة وعذبتها، فيما اغتصبها صديقاها وصوراها لمدة 3 أسابيع، ونشرا المقاطع على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تتمكن الفتاة من الهرب، والسبب وفق ما أفاد بيان قوى الأمن أن الفتاة كانت تطلق الشائعات على م.ز وتشهر بها في محيطها.
سياسياً، دعا لودريان المسؤولين اللبنانيين إلى إيجاد “خيار ثالث” لحلّ أزمة الرئاسة، وقال في مقابلة مع وكالة “فرانس برس”: “من المهم أن تضع الأطراف السياسية حداً للأزمة التي لا تطاق بالنسبة إلى اللبنانيين وأن تحاول إيجاد حل وسط عبر خيار ثالث”. ونبّه على أن “المؤشرات الحيوية للدولة اللبنانية تشي بأنها في دائرة الخطر الشديد”، معتبراً أن “ليس بإمكان أي من المرشحين الفوز، ولا يمكن لأي من الخيارين أن ينجح”.
وفيما كان لودريان ينعى مبادرته، كان الرئيس بري ينزل عن شجرة حوار الـ 7 أيام، اذ أشار في حديث إعلامي الى أنه إذا لم يكن هناك توافق في الحوار خلال يومين، فإنه سيتجه مباشرة إلى جلسة بدورات مفتوحة.
إلى ذلك، رد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على حديث بري، الذي أشار فيه إلى أن مبادرته انتهت، وأنه أدى قسطه للعلى. وقال جعجع: “دولة الرئيس نبيه بري، لا لم تؤدِّ بعد قسطك للعُلى”. وأعاد الكلام الذي ترفعه المعارضة عن تعطيل جلسات الانتخاب من الثنائي الشيعي عبر الانسحاب من الجلسة، قائلاً: “الحلّ، يا دولة الرئيس، موجود وهو بيدكم، وجلّ ما هو مطلوب منكم الدعوة إلى جلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية، وأغلب الظنّ أنّه سيكون لنا رئيس للجمهورية في الدورة الثانية”.
في المقابل، وفي أجواء عيد المولد النبوي الشريف أطل رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل من دار الفتوى حيث التقى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، وقال: “من أجل المحافظة على اتفاق الطائف يجب تطبيقه، ومن واجبنا أن نقوم بإصلاحات في بلدنا لجذب الدول المستثمرة”. ولفت الى أنه طلب من المفتي “إلغاء النظرة غير الجيدة تجاه اللامركزية لأنها تساهم في الإنماء المناطقي.”
أضاف: “صوّرونا في العام 2012 أننا عنصريون عندما تحدثنا عن مخاطر النزوح السوري في لبنان ولكن اليوم كلنا نعرف الوضع، ونحن حريصون على حياة المواطن اللبناني والحل لا يحتاج سوى الى جهد بسيط من الأجهزة الأمنية.”
وأوضح باسيل أنه لا يقول في الموضوع الرئاسي ان المبادرة الفرنسية انتهت أو لم تنته، مشدداً على أن “الرئيس الذي لا يحظى بدعم حقيقي لن ينجح.”
وأكد المفتي دريان في رسالته بمناسبة عيد المولد أن “الحراك الداخلي هو الأساس في إنجار الاستحقاق الرئاسي، والحراك الخارجي مساعد وداعم له، وعلى القوى السياسية كافة تحمل مسؤولياتها تجاه الوطن والناس”، مشدداً على أن “الاستحقاق الرئاسي سيحصل مهما اشتدت العواصف كي نضع حداً لآلام اللبنانيين”.
واعتبر أن “اتفاق الطائف سيبقى الضامن للشراكة الاسلامية – المسيحية، ولا مكان أبداً للطروح التي تمزق الوطن وتفرق اللبنانيين”، مشيراً إلى أن “الأوضاع السائدة في وطننا منذ سنوات لا تدلّ أبداً على أي التزام أخلاقيّ من أي نوع من جانب كثير من المسؤولين السياسيين والإداريين”.
أضاف: “اللبنانيون تعبوا وأفقرتهم السياسة وهجّرت أبناءهم وشرّدتهم وآن الأوان للاستجابة لآلام الناس ومطالب الشعب الحياتية والاجتماعية والمعيشية وليستعيد الشعب ثقته بالدولة ومؤسساتها الدستورية والإدارية ولاحترام مبادئ الديموقراطية”. ورأى أن “السياسيين لا يقومون بمسؤولياتهم تجاه فراغ المؤسسات، ولا يتوقفون عن تعطيل المسار القضائي ويتهربون من مسؤولياتهم الكبرى عما وصلت اليه أوضاع اللبنانيين الاقتصادية والاجتماعية”.
حياتياً، اقتحمت مجموعة من المتظاهرين مؤسسة “كهرباء لبنان” في كورنيش النهر، “اعتراضاً على الفواتير المرتفعة، في ظل غياب الخدمة على نحو شبه دائم”. وانتشرت عناصر القوى الأمنية وقوات مكافحة الشغب داخل المؤسسة. وقابل وفد من المتظاهرين بينهم المحامي واصف الحركة، المدير العام للمؤسسة كمال الحايك، وجرى عرض “مسألة الفواتير المرتفعة جداً في هذه الظروف، وكيفية تخفيفها”.
لبنان الكبير