حطّت الطائرة القطرية: هل يتأهّب الركاب للنزول أم “لو بدها تشتّي غيمت”؟
الأمور متصلبة مكانها في الملفات الداخلية لا سيما ملف رئاسة الجمهورية، ففي حين تغاضى البعض عن الحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، بقيت الأنظار متجهة نحو المبادرات الخارجية. اللافت اليوم هو مراحل التنقل من اللقاء الخماسي الى مبادرة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، والذي يرتقب أن يختم مفاعيلها نهاية الشهر الحالي أو بداية الشهر المقبل، وصولاً الى المبادرة القطرية التي تجول في الأنحاء عبر حراك الموفد أبو فهد جاسم آل ثاني الذي يقوم بجولات صامتة على القوى السياسية. بينما قال مصدر نيابي لـ “لبنان الكبير”: “إن ما يفعله الموفد القطري ما هو الّا نسخة لاستكمال زيارات لودريان التي لم تثمر قط، على الرغم من التداول في مخارج وحلول وأسماء”. وأشار الى أن “فرصة نجاح لودريان في استكمال مبادرته وإنجاز المحاولة الأخيرة ضئيلة إزاء الانقسام حول طروحه”.
وتبقى الأمور بين الفرقاء السياسيين على قاعدة “بيي أقوى من بيّك”، فمنهم من يرى أن المبادرة القطرية ما هي الا استكمال للمبادرة الفرنسية والتي لم تثمر ولو بذرة واحدة، والآخر متفائل بموجات الخليج التي تعد قاعدة بناء أساسية لتحقيق فجوة في جدار الأزمة اللبنانية. ما المتوقع إذاً انفراجات أو تعقيدات إضافية نسبة الى ما تشهده المنطقة والعالم؟
جشي: مع أي مبادرة تنقذ لبنان
اعتبر عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسين جشي أن المبادرة الفرنسية في مكان ما “لم تزهر”، موضحاً أنه لم يرَ ثمار حركة لودريان ولم يلمس مبادرات عملية. أما عن المبادرة القطرية فرأى أن “من الممكن أن تثمر”، قائلاً: “صحيح أننا متمسكون برئيس تيار المردة سليمان فرنجية ولكن ان تم طرحت الدوحة اسماً يناسب البلد فسنلجأ اليه”. وأكد أنهم مستعدون للحوار بغية الوصول الى قواسم مشتركة، وليسوا متشبّثين بفرنجية وايقاف البلد بداعي انتخابه، كما أنهم يملكون وجهة نظر في طرح أسماء مختلفة لغالبية الفرقاء في البلد، مشيراً الى أن “من يسعى الى ايجاد مخرج للبنان سنقف الى جانبه أيّاً يكن ولا نؤمن بالتنازل بل بالحوار للوصول”.
منيمنة: التدخلات الخارجية خارج ارادتنا
أما النائب ابراهيم منيمنة ففضّل أن يكون الحل داخلياً، “ولكن على وقع التدهور الحاصل أصبحت التدخلات الخارجية خارج إرادتنا”. ورحب بأي “مبادرة تساعد اللبنانيين في الخروج من هذا المأزق ضمن الأطر القانونية والدستورية، نسبة الى أننا نملك مجلساً نيابياً وظيفته انتخاب رئيس. واذا كانت قدرة الدوحة على القيام بوساطات أو اقناع السياسيين بالأطر المذكورة، فأهلاً وسهلاً بها”.
وعن أسباب فشل المبادرات السابقة، لفت الى أن “المنهج التحاصصي هو إشكالي بالفعل، لذلك الأفضل أن يكون هناك نقاش على أجندة الرئيس التي تعبّر عن مصالح اللبنانيين، ويتوجب البحث في الأجندة قبل الأسماء”. ورأى أن “الاتفاق على اسم يضمن تحسن أوضاع البلد لا معنى له، وإن أردنا وضع الأمور في نصابها نستنتج فشل تسوية سليمان فرنجية – نواف سلام”، متمنياً “أخذ هذه المعادلة على أنها درس لا ينسى والاكتفاء بالاتجاه نحو تفاصيل الملفات التي سيتم العمل عليها وابراز مواقفها”.
سليمان: للعودة الى الدستور وكفى حسابات شخصية
وأعرب عضو كتلة “الاعتدال الوطني” النائب محمد سليمان عن اعتقاده أن “المبادرة الفرنسية لم تفشل بل هناك توافق بينها وبين اللجنة الخماسية، والدليل اللقاء في السفارة السعودية الذي يعزز التنسيق والتمسك بين الطرفين. كما أن الموفد القطري ما هو الا استكمال للمبادرة الفرنسية، واللجنة الخماسية تترقب ما يحصل”، متمنياً التحرّك اللبناني الداخلي والخوف على البلد.
ورجّح أن تكون هناك “آلية متابعة ستعزز باعلان رسمي حول التنسيق بين الدولتين”، آملاً “التأنّي والتحلي بالصبر لنرى مسار الامور”. وأوضح ان اللجنة الخماسية متابعة الوضع ولودريان وقطر ينسّقان معاً وما على اللبنانيين الا الافادة لمصلحة لبنان”.
وقال سليمان: “هناك خطر وجودي على لبنان، ويجب على الجميع تحمّل المسؤولية والعودة الضرورية الى الدستور وبيكفي حسابات شخصية”. واعتبر أن “الاجماع سيد مراحل النجاح فلولا العرب واتفاق الطائف لما كان هناك أي تقدّم عربي يخرج لبنان مما هو فيه”.
حال المبادرات “لو بدها تشتّي غيمت”
رد رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل على الذين يتساءلون لماذا لم ينتخب رئيس في لبنان وفشلت كل المبادرات الآيلة الى ذلك حتى الآن، بالقول: “أولًا لأن حزب الله نسف مبدأ انتخاب الرئيس مع جميع الآليات والمهل الدستورية عبر تعطيل النصاب ورفض الرئيس بري الدعوة الى جلسات انتخاب مفتوحة إلا إذا كان ضامناً وصول مرشحه الى الرئاسة”.
ووافقه الرأي عضو كتلة “الاعتدال الوطني” النائب وليد البعريني قائلاً: “الدور القطري اليوم سيكون مكملاً للدورالفرنسي”.
ساريا الجراح- لبنان الكبير