هل من قرار دولي – عربي- إقليمي … للتوصّل إلى حلول للأزمة اللبنانية؟
شهدت الأيام الأخيرة تطوّرات مهمّة وإيجابية على صعيد الملفّ اليمني، وخصوصاً بعد الزيارة التي قام بها وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان لسلطنة عمان، ثمّ الزيارة التي قام بها وفد من صنعاء للرياض، واللقاءات التي أجراها مع المسؤولين السعوديين، والحديث عن تقدُّم كبير في معالجة الملفّات المتعلّقة بالأوضاع اليمنية.
تزامنت التطوّرات الإيجابية على صعيد الملفّ اليمني مع إنجاز الاتفاق بين أميركا وإيران بوساطة من قطر وسلطنة عمان من أجل تبادل المعتقلين والإفراج عن الأموال الإيرانية المجمّدة في عدد من الدول وتحويلها إلى البنوك القطرية، إضافة الى استمرار الحوار الإيراني – الأميركي غير المباشر حول الملفّ النووي وإمكانية التوصّل إلى اتفاق أوّلي برعاية عمانية.
زيارة هوكستين ايجابية
تؤكّد كلّ هذه المؤشّرات أنّ هناك تقدّماً على صعيد ملفّات إقليمية ودولية مهمّة، وقد تكون لها انعكاسات إيجابية على صعيد الملفّ اللبناني على الرغم من الانتكاسة التي حصلت في اجتماع اللجنة الخماسية المعنيّة بالشأن اللبناني في نيويورك، فوصول الموفد القطري إلى بيروت وبدء تحرّكه لبحث الملفّ اللبناني غير المتعارض مع التحرّك السعودي والفرنسي يؤكّدان أنّ المؤشّرات الإيجابية الإقليمية قد يكون لها انعكاس إيجابي على الصعيد اللبناني من خلال إقناع الأطراف اللبنانية بالوصول إلى تسوية شاملة تنال موافقة الجميع والدعمَين العربي والدولي.
تكشف مصادر سياسية مطّلعة في بيروت أنّ الزيارة الأخيرة للمبعوث الأميركي آموس هوكستين لبيروت كانت إيجابية، وخصوصاً على صعيد تحريك الاتصالات بشأن متابعة ملفّ الحدود البرّية ومعالجة الخيم التي أقامها الحزب في منطقة تلال كفرشوبا مقابل إزالة الأسلاك التي وضعها الجيش الإسرائيلي حول القسم اللبناني من قرية الغجر، وأنّ هذا الحلّ كانت قد اقترحته شخصية لبنانية فاعلة تتابع بعض الملفّات الحسّاسة ولها تواصل مع عدد من الجهات اللبنانية والدولية، وأنّ الإسرائيليين لم يكونوا موافقين على هذا الاقتراح، لكنّ التحرّك الأميركي أثمر نتائج إيجابية، وكان يمكن للاتفاق أن ينفَّذ لولا تسريب مضمون الاتفاق إلى بعض وسائل الإعلام اللبناني، فأُحرج الجانب الإسرائيلي وتأخّر التنفيذ. بيد أنّ الجانب الأميركي يؤكّد اهتمامه باستمرار الاستقرار على الحدود ويدعو إلى المسارعة في ترتيب الوضع اللبناني الداخلي، وخصوصاً قبل انتهاء ولاية قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون.
بموازاة ذلك تشير بعض المعطيات لأوساط مقرّبة من الحزب إلى أجواء إيجابية في العلاقة بين الحزب والسعودية، ودعم المسؤولين الإيرانيين لهذه الأجواء وإلى أنّ تحسّن العلاقات السعودية – الإيرانية ستكون له انعكاسات إيجابية في ملفَّي اليمن ولبنان. وقد تمّ أخيراً إطلاق سراح موقوف لبناني من آل مازح من السجون السعودية، وهو شخصية تربطها علاقات جيّدة مع العديد من الشخصيات اللبنانية الدينية والسياسية. ومع أنّ الإفراج عنه تمّ بعد انتهاء فترة محكوميّته، لكنّ الاهتمام به والحرص على توفير كلّ الأجواء المناسبة خلال إطلاق سراحه وعودته إلى لبنان اعتُبرا رسالة إيجابية سعودية تجاه الحزب وإيران.
وتضيف هذه الأوساط “هناك مساعٍ تبذلها بعض الشخصيات اللبنانية لتطوير العلاقات مع السعودية ومعالجة كلّ الملفّات العالقة، وتؤكّد هذه الشخصيات أنّ كلّ تقدّم إيجابي في الملفّ اليمني وفي العلاقات السعودية – الإيرانية ستكون له انعكاسات إيجابية في الملفّ اللبناني، وأنّه على الرغم من التباينات التي حصلت في اجتماع اللجنة الخماسية وعدم التوافق على رؤية موحّدة حول الملفّ اللبناني، فإنّ القرار بتكثيف الاتصالات واللقاءات والتحرّكات بشأن لبنان يؤكّد وجود قرار دولي – عربي- إقليمي بالتوصّل إلى حلول للأزمة اللبنانية قبل نهاية العام الحالي”.
قاسم قصير- اساس