الصراع بين الدوحة والحارة…عنوانه ميرنا الشالوحي!

بين من رأى إنتكاسة ومن رصد خلط أوراق ومن اكتفى بالحديث عن التباس تراوحت التقييمات للحصيلة التي خرج بها لقاء الخماسية الأخير، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، رغم كل محاولات الايحاء، بان عدم صدور بيان ختامي جاء نتيجة عدم اتفاق الاعضاء، وان اي خلافات في وجهات او تراجع للدور الفرنسي او أقله انكفاء مرحلي،لتتجه الانظار الى الدوحة ووسيطيها.

مصادر دبلوماسية في بيروت اشارت الى ان ما سرب من معلومات عن لقاء نيويورك،مبالغ فيه، بدليل حركة المسؤولين الفرنسيين المعنيين بالملف اللبناني والذين يتابعون تواصلهم مع الاطراف الفاعلة في الداخل والخارج، من جهة، ولقاء القائم بالاعمال الفرنسي والسفير السعودي، من جهة اخرى، كاشفة ان المبادرة الفرنسية ليست مفتوحة الافق زمنيا منذ البداية، وبالتالي فان المسعى القطري لا يتعارض مع مبادرة الايليزيه.

وفيما تردد في الصالونات السياسية همس عن لقاء مرتقب بين رئيس مجلس النواب ورئيس التيار الوطني الحر، بمبادرة من حزب الله، لتسهيل الحوار الذي دعت اليه عين التينة، وتامين الغطاء المسيحي له، بعد الضربة التي وججهها اليه البطريرك الماروني من استراليا،اكدت اوساط نيابية ان ميرنا الشالوحي تبلغت من حارة حريك استعداد عين التينة للسير في ما يتفق عليه بين الاصفر والبرتقالي فيما خص اللامركزية الموسعة والصندوق الائتماني.

وتابعت المصادر ان الموفد القطري الذي وصل الى بيروت اجتمع الى فريق عمل يتمركز في السفارة ويدير اتصالاته من هناك، تحت قيادة السفير الجديد، حيث جرى تقييم نتائج جولة الاتصالات التي قام بها سفير الدوحة وما خلص اليه من نتائج، حيث رشح ان اتجاه قطر سيكون في التركيز على مجموعة النواب المستقلين، في انتظار حسم رئيس التيار الوطني الحر لخياراته مع حزب الله.

واشارت المصادر الى انه رغم محاولات الدوحة اظهار وجود تناغم بينها وبين الرياض، الا ان من يلتقي المبعوثين القطريين يلمس بوضوح عدم وجود تطابق في الرؤية بين الطرفين، وان الدوحة اقرب الى موقف واشنطن، رغم الضمانات التي حصلت عليها الدوحة بعدم عرقلة سعودية لمسعاها، ولمقاربتها الرئاسية والامنية، ولرهاناتها على بعض الاطراف وفي مقدمتهم التيار الوطني الحر.

واعتبرت المصادر ان المرحلة القادمة ستشهد تصعيدا في المواقف وشدا للحبال، خصوصا ان حزب الله سيتشدد اكثر في مواقفه وفي مقاربته، في ظل احساسه بان المبادرة القطرية تعاكس توجهاته الرئاسية، لذلك فان الصراع بين الدوحة والحارة عنوانه ميرنا الشالوحي.

وتخوفت المصادر من ان يكون بقاء الدوحة وحيدة في الساحة ،تكرارا لسيناريو 2008، وان باسلوب واطراف جديدة، اي عودة للعنوان الامني، وهو ما يمكن استنتاجه من جملة احداث، تبدا من عين الحلوة ولا تنتهي بما حصل امام السفارة الاميركية، وبينهما ملف النزوح السوري بخطره الوجودي على الكيان اللبناني.

وختمت المصادر بان مصير الورقة الكويتية لن يكون افضل من سابقتها الفرنسية، ذلك ان وقت الحسم لن يحن بعد ولا شروطه وهو في انتظار لحظة القرار الاميركي، الذي يتخطى الحدود اللبنانية الى حدود المنطقة ككل ووجهها في المرحلة المقبلة والتوازنات الجديدة التي سترعى العلاقات بين افرقائها.

فهل الهدف من الرصاصات الخمس عشرة توجيه رسالة الى الادارة الاميركية فحواها ان ثمة من هو غير راض عن الرسالة الشديدة اللهجة التي ارسلتها الديبلوماسية الاميركية الى فرنسا ؟ والا يعني اعتداء عوكر ان طبخة الرئاسة لم تنضج بعد، حتى لا نقول انها لا تزال مجرد طبخة بحص؟

ميشال نصر- الديار

مقالات ذات صلة