الصورة الراهنة سوداوية جدا: واشنطن لباريس “طفح الكيل…خلصنا بقا”!
واضح ان الايجابية التي راكم عليها كثيرون، بعيد تصريح الموفد الفرنسي بانه عائد الى بيروت، قد تبخرت بعد اجتماع “خماسية باريس” في نيويورك، والتي عجزت نتيجة خلافاتها عن اصدار بيان، ما خلق اجواء تشاؤمية في بيروت، خصوصا انه تزامن مع بث معلومات عن التشنج الذي ساد محادثات النصف ساعة.
فكثيرة هي الاسئلة التي تحتاج الى اجوبة، والكفيلة بتحديد البوصلة الرئاسية اللبنانية في المرحلة المقبلة، سواء لناحية تمديد الدوران في الحلقة المفرغة ام التمهيد لخرق، في وقت تبدو الآفاق الحوارية الداخلية مسدودة بالكامل، الا على خط التواصل المفتوح بين التيار الوطني الحر وحزب الله، الذي يتعقد يوما بعد يوم، رغم تأكيد البرتقالي انه عرض على الحزب السير بخط مواز لحوار المركزية ، هدفه وضع لائحة باسماء المرشحين المقبولين.
مصادر واكبت اجتماع “الخماسية” في نيويورك، اشارت الى ان التباين الاميركي – الفرنسي عاد من جديد، في ظل اتهام واشنطن لباريس بممارسة “التقية” السياسية، واصرارها على السير في سياستها تجاه محور المقاومة والممانعة ومسايرتها، والتي قادت من فشل الى آخر في استراتيجية واضحة، لكسب وقت لن يغير من الواقع الموجود او يكسر من توازناته، معتبرة ان رفع مستوى التمثيل الى مستوى وزراء الخارجية، جاء بناء لطلب اميركي، للدلالة على اهمية وجدية اللقاء.
ورأت المصادر ان التشدد الاميركي، المدعوم سعوديا بات اكثر وضوحا، في ظل اصرار واشنطن على الحسم وان كلف الامر مواجهة، معتبرة ان الوقت يلعب ضد مصلحة امنها القومي، وهو ما تبلغته دوائر الفاتيكان، التي طلبت مهلة لبذل مسعى مع الادارة الفرنسية، المنقسمة اساسا على نفسها فيما خص الملف الرئاسي اللبناني.
وكشفت المصادر ان الرهان على معارضة التحرك القطري على الساحة اللبنانية لرغبة المملكة العربية السعودية، وانه يأتي لموازنة دورها وخلافا لسياستها، هو تكهن في غير مكانه، فالتنسيق بين الرياض والدوحة وواشنطن في اعلى مستوياته فيما خص الملف اللبناني، وان المبادرة القطرية وخلافا للمتداول لا تراعي المصالح الايرانية كما يجري الترويج له.
وتابعت المصادر بان الصورة الراهنة تبدو سوداوية جدا، وان الفترة القادمة قد تحمل معها مؤشرات سلبية للغاية، في حال لم تستدرك القيادات اللبنانية الامر وتستلحق الوضع، فالانفجار القادم قد تختلط فيه العوامل الاقتصادية والامنية.
واعتبرت المصادر ان ثمة مطبخا وغرفا سوداء عملت على وضع ترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون في مواجهة ترشيح رئيس “تيار المردة “سليمان فرنجية، في خطة محكمة لالغاء حظوظ اليرزة، واخراج بنشعي من اللعبة لصالح اسم ثالث بدأ همس يدور حوله. وختمت المصادر بانه بات من الواضح ان الساحة الداخلية ستشهد تصعيدا كبيرا بعد الزيارة الرابعة للوفد الفرنسي الى بيروت.
اوساط الثامن من آذار توقفت عند ما سرب عن كلام اميركي خلال الاجتماع الخماسي، عن ان الادارة وفي حال عدم الحلحلة السياسية، فهي ستكون عاجزة عن السير في خطة دعم الجيش اللبناني، معتبرة ان في ذلك مؤشرا سلبيا ونوايا خبيثة مخفية، تصب كلها في خانة تفجير الوضع وضرب الاستقرار وما تبقى من مؤسسات، عبر فوضى خلاقة لا احد يمكن التكهن بنتائجها، في ظل وجود مئات آلاف النازحين السوريين في لبنان.
ميشال نصر- الديار