قطر تصطدم بعوائق “الحزب” وتمسّكه بمرشحه فرنجية… وتدق ناقوس الخطر!
نام القطريون على ايجابيات تعاون القوى السياسية مع طرحهم الذي يتمحور حول الانتقال إلى خيار ثالث، إلا أنهم استفاقوا على رفض الثنائي الحزبي الشيعي البحث في الخيار الثالث والتمسّك بمرشّحه سليمان فرنجية، خلافاً لكل الأجواء الايجابية التي سادت خلال الجولة الثالثة للموفد الفرنسي جان ايف لودريان!
وتكشف مصادر معارضة مطلعة أن التنسيق بين قطر ولودريان في إطار اللجنة الخماسية كان جارياً، والهدف من جولة لودريان كان تحضير الأرضية اللازمة للقطريين، وذلك عبر تسريبه “أن المرشحين سليمان فرنجية وجهاد أزعور لم يعودا صالحين للمعركة الانتخابية ولا بد من الانتقال إلى الخيار الثالث، وفهم الجميع أن هذا الخيار يتمثّل بقائد الجيش العماد جوزيف عون المرضى عنه قطرياً وسعودياً وأميركياً”.
وتشير المعلومات الواردة من مصادر ديبلوماسية عربية الى أن “القطريين كانوا يستعدون لزيارة لبنان مباشرة بعد رحيل لودريان، لاستكمال ما بدأه والغوص أكثر في مبادرة الخيار الثالث، لكنهم صدموا بعوائق محور الممانعة وتمسّكه بمرشحه فرنجية”.
وتلفت مصادر المعارضة إلى أن زيارة رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد إلى بنشعي، أراد منها رسالة في هذا الاتجاه لكل الدول الأعضاء في اللجنة الخماسية، وقد وعده بعدم التخلي عنه حتى النهاية، وهنا تعقّدت الأمور.
أمام هذا الواقع المعقّد ارتأت القيادة القطرية تأخير الزيارة إلى ما بعد انعقاد اجتماع اللجنة الخماسية في واشنطن، وانطلقت بديناميكية جديدة مع وصول الموفد القطري أبو فهد جاسم آل ثاني إلى بيروت أمس، ليبدأ اليوم جولاته المكوكية على القوى السياسية اللبنانية. وتؤكد المصادر الديبلوماسية العربية أن أجواء اجتماع اللجنة الخماسية في واشنطن لم تكن مريحة، وقد كشف أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن هناك تبايناً بين الولايات المتحدة وفرنسا في اللجنة حول لبنان ولم يصدر بيان عنها بسبب هذا التباين. ويبدو أن الولايات المتحدة مصممة على تسمية المعرقلين وتحميلهم مسؤولية الأزمة الرئاسية بسبب اصرارهم على مرشحهم وهم غير قادرين على انتخابه وتعطيلهم للدستور وتطييرهم النصاب. وترى الادارة الأميركية أن الثنائي الشيعي يتحمّل مسؤولية غياب الانتظام الدستوري وغياب الاستقرار السياسي والمالي، لذلك لا تخفي المصادر الديبلوماسية إمكان فرض عقوبات. فيما تميل فرنسا إلى مزيد من الديبلوماسية، وإمكان فتح باب الحوار مجدداً، علماً أن لودريان كان أبدى رغبته بمثل هذا الحوار على الرغم من موقف المعارضة غير المؤيد بتاتاً، وربما يلجأ إلى اقناع القوى المعارضة بشكل معيّن من الحوار أسماه نقاشاً، إلا أن من الأرجح أن لا توافق هذه القوى على هذا الحوار.
وتشير مصادر المعارضة الى أنها وضعت هدفاً لن تتراجع عنه وهي متكاتفة في هذا الشأن لمنع وصول شخصيات خاضعة للممانعة إلى المواقع الدستورية كونها تُبقي لبنان من خلال ممارساتها في حالة انهيار وفشل وعزلة وفوضى.
على الرغم من المواقف التصعيدية والصادمة لـ”حزب الله”، توضح المصادر الديبلوماسية العربية أن قطر لن تغسل يديها من لبنان وهي بالتعاون مع السعودية تتهيّب الخطر المحدق بمؤسسات الدولة اللبنانية التي أوشكت على الانهيار، بدليل جولة السفير القطري الجديد الشيخ سعود بن عبد الرحمن بن فيصل ثاني آل ثاني في اليومين المنصرمين على بعض المسؤولين اللبنانيين وخصوصاً القيّمين على المؤسسة العسكرية وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزيف عون، المرشّح المفضّل الذي تسوّق له قطر.
وآخر المعلومات تؤكّد أن الموفد القطري سيستفيد من العلاقات الجيدة لبلاده مع كل القوى السياسية اللبنانية، على تناقضاتها، والمساعي تحتاج إلى أفكار جديدة غير كلاسيكية تشكّل مخرجاً للأزمة ربما من خلال تسمية مرشحين عدة من بينهم فرنجية، لا حصرهم بإسم واحد، ولا شك في أن موقف “حزب الله” المتصلب سيجعل مهمة الموفد القطري أصعب، وقد يكون الحل بدعوة الأقطاب اللبنانيين إلى الدوحة والاشراف على حوارات ثنائية، تقرّب المسافات.
وتضيف المصادر الديبلوماسية: ان قطر تسعى إلى إدخال ايران إلى اجتماعات الخماسية المخصصة للشأن اللبناني بحكم علاقتها الجيدة معها ونظراً إلى التقارب السعودي – الايراني، ما قد يليّن مواقف الثنائي الشيعي في لبنان، لكن الخطوة لم تكتمل حتى الآن، وإذا لاقت معارضة فستكتفي قطر بالتواصل ثنائياً مع ايران بهدف فتح ثغرة في الجدار الصلب!
من جهتها، تقول مصادر المعارضة كرسالة إلى لودريان قبل بدء جولته الرابعة والموفد القطري، انها لن تقبل بأي شكل من أشكال الحوار مع الفريق الممانع الذي يسعى إلى كسب الوقت لجمع المزيد من الأصوات لفرنجية. وتتساءل: “لماذا الدعوة إلى الحوار ما داموا لا يريدون إلا فرنجية؟ فعلى ماذا نتحاور؟ لقد ذاب الثلج وبان المرج، ولن نستسلم للخديعة”.
جورج حايك- لبنان الكبير