تحذيرات من انهيار سد الموصل وتكرار مشهد درنة في العراق

حذر متخصصون من انهيار سد الموصل شمال العراق وتكرار كارثة مدينة درنة الليبية في ظل هشاشة الوضع العام داخل العراق ووصول الفيضانات إلى محافظات إقليم كوردستان وكركوك وصلاح الدين.

وكانت شبكة “ناشيونال جيوغرافيك” الأميركية قد وصفت سد الموصل بأنه أخطر سد في العالم، والذي سيؤدي في حال انهياره إلى خسائر بشرية وأضرار كبيرة في المواقع الأثرية ومقتل نحو 1.5 مليون شخص.

لكن وزارة الموارد المائية العراقية أفادت بأن “وضع سد الموصل مستقر ومطمئن ولا صحة لاحتمال انهياره كما أشيع أخيراً من قبل وسائل الإعلام”، مؤكدة “وجود فراغات خزنية كبيرة في السدود تمكننا من مواجهة أي احتمال لسقوط كميات كبيرة من الأمطار وخزنها بشكل آمن”.

وبني سد الموصل، أحد أكبر سدود العراق، في أوائل الثمانينيات على مجرى نهر دجلة، لكن بحكم موقعه فهو يواجه أخطاراً كبيرة قد تؤدي إلى انهياره بسبب طبقات الجبس شديدة الذوبان الموجودة أسفل أساساته، وقد يؤدي انهياره إلى حدوث موجة تسونامي يصل ارتفاعها إلى 45 متراً تهدد سكان المناطق التي يخترقها نهر دجلة في مدينة الموصل خلال ساعتين إلى أربع ساعات، ومن المتوقع أن تصل المياه إلى العاصمة العراقية بغداد خلال 70 ساعة وبارتفاع ثمانية أمتار.

وقامت الأمم المتحدة بنصب أجهزة إنذار مبكر لحالات الطوارئ لتحذير السكان في حال انهيار السد والتسبب بفيضانات كبيرة، مما يبعد الخطر عن المجتمعات القريبة منه. وقال معاون مدير مشاريع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية “يونيدو” هاري بيتشكروفت في حديث لوكالة الأنباء العراقية “واع”، “استدعي مجلس متخصصين عالميين إلى سد الموصل لغرض التقييم، وكانت النتائج مطمئنة جداً، وأوصى في آخر زيارة له برفع المنسوب إلى 325 متراً فوق مستوى سطح البحر، وهذا يعني أن السد آمن وبالإمكان رفع منسوب المياه فيه من دون أية مشكلات”.

كارثة بيئية وبشرية

من جهة أخرى، قال المتخصص في الموارد المائية تحسين الموسوي إن الأرض التي أنشئ عليها سد الموصل غير صالحة لتكون سداً، لكونها أرضاً جبسية وسريعة الذوبان، ومنذ تشغيل السد، عام 1985 وحتى الآن، يتعرض إلى مشكلات وتصدعات، مشيراً إلى أن انهيار سد الموصل سيؤدي إلى كارثة بيئية وبشرية، والعراق غير مستعد على مواجهتها. ولفت إلى أن سد الموصل في حاجة مستمرة إلى الحقن الأمر الذي تقوم به حالياً إحدى الشركات الإيطالية. وقال إن العراق من الدول الخمس الأكثر تضرراً من تغيرات المناخ وأية كوارث بيئية ستؤدي إلى انهيار سد الموصل. وكشف الموسوي عن وجود خلل في أسس السد، “من ثم كان مقترح الشركات الدولية إنشاء سد بادوش الذي يستوعب المياه في حال انهيار سد الموصل، ولكن لم ينجز منذ عام 2003 وحتى الآن”، وبين أن العراق يتعرض حالياً لأزمة في المياه ومستوى المياه في السد ما زالت دون مستوى الطموح.

الوضع مطمئن

ولا يتفق المتخصص في البيئي أحمد صلاح مع الموسوي إذ قال إنه لا يوجد أي مؤشر لانهيار سد الموصل، فالشركات العراقية تقوم باستمرار بحقن السد، بالتعاون مع شركات استشارية أجنبية، مضيفاً أن المنطقة تمر حالياً بموجة من الزلازل والأعاصير، من ثم “فمثل هذا الأمر يثير القلق والهلع، مما يتطلب مراقبة السد باستمرار خوفاً من أي طارئ”.

لكن المتخصص في الموارد المائية عادل المختار قال إن سد الموصل، بعد عام 2014 وخلال سيطرة تنظيم “داعش” على الموصل، كان وضعه سيئاً جداً، بسبب الإهمال الكبير الذي تعرض له، لافتاً إلى أنه كان واحداً من 10 أخطر سدود في العالم لأنه يقع على أرض جبسية، وبين أن الحلول التي طرحت لمواجهة أي انهيار للسد، بسبب أرضه الجبسية، تتمثل بناء جدار كبير عالي المستوى أمام السد، وبكلفة ثلاثة مليارات دولار، ولم ينفذ بسبب كلفته العالية، إضافة إلى إنشاء سد بخمة ليكون مصداً في حال سقوط سد الموصل، لكن المشروع لم ينفذ لمساحته الكبيرة والاعتراضات على إنشائه. ونوه المختار إلى أن إحدى الشركات الإيطالية قامت بصيانة السد، وتحت إشراف فريق من المهندسين الأميركيين، وبأحدث أجهزة بالعالم، وأصبح وضعه الآن جيداً جداً، وتم ملؤه إلى مستوى 321 متراً، وهو أعلى ارتفاع وكانت التجربة جيدة جداً. وتابع أن المشرفين الدوليين على سد الموصل أكدوا أن بإمكان العراق رفع مستوى المياه إلى 324 متراً، وهو أعلى مستوى قد يصل إليه، موضحاً أن السد حالياً فارغ، ويحوي 1500 متحسس يمكن أن تنذر بأي خطر محتمل.

انهيار سد خنس

وكان عدد من مناطق محافظة دهوك في إقليم كردستان قد تعرض لفيضانات بسبب انهيار سد خنس خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي، ويتعرض العراق بشكل شبه يومي إلى هزات أرضية بمستويات مختلفة، خصوصاً أن آخر زلزال ضرب العراق، عام 2017، أدى إلى وفاة وإصابة أكثر من 50 شخصاً بعد انهيار مبانٍ عدة في أربيل والسليمانية والموصل.

اندبندنت

مقالات ذات صلة