صراعات قيادية تشعل عين الحلوة: “من يسيطر على المخيم بعد هذه المعارك سيحكم”!
هي ليست المرة الأولى التي يشهد فيها مخيم عين الحلوة اشتباكات أو معارك بين مختلف الفرقاء الموجودين على أرضه، اذ تتعدد الحركات والمجموعات المسلحة في داخله، بين من تسمّي نفسها وطنية وأخرى إسلامية.
وكانت الاشتباكات التي تحصل تعد روتينية في المخيم، ويكون وقعها وأثرها عاديين على صيدا وأبنائها والجوار، اذ تأقلموا مع الأحداث التي يشهدها المخيم مرة بعد مرة، كل شهر أو شهرين أو ثلاثة.
هذه المرة لم تكن كسابقاتها، من كل النواحي والزوايا، من ناحية العنف والدمار والنزوح، والأسلحة المستخدمة، من ناحية كل شيئ. هذا الكلام الذي أفادتنا به العديد من المصادر الفلسطينية المتابعة لأحداث عين الحلوة.
يتساءل المراقبون والمتابعون لهذه الأحداث، والى جانبهم الفلسطينيون الذين كانوا ضحية هذه المعارك، جرحوا أو نزحوا أو خسروا أقاربهم وأهاليهم في المعارك الدائرة، عن سبب هذه المعارك المفاجئة كما وصفوها، وكيف امتدت الى هذا الحد من العنف، وشل المخيم ومعه صيدا أيضاً، وعن عدم اعلان “فتح” ساعة الصفر، وحسم المعركة، على اعتبار أنها الضحية ولم تفتعل هذه المعارك.
قبل ذلك يجب معرفة الأسباب ومسار الأحداث التي أوصلت المخيم الى هذه الحالة اليوم. تقول مصادر فلسطينية لـ “لبنان الكبير”: “في العادة وبين الحين والآخر نشهد عملية اغتيال أو قتل لأحد القياديين وتنتج عنها معركة صغيرة أو اشتباكاً ينتهي خلال ساعات وأحياناً أيام قليلة جداً، بعكس هذه المرة، التي كانت معقدة جداً، وهناك قرار سياسي إقليمي بإشعال المخيم وتأجيج المشكلات فيه، ويندرج ضمن مؤامرة تحاك ضد المقاومة الفلسطينية في ظل موجات التطبيع التي يشهدها العالم العربي منذ عشرات السنين”.
تعود المصادر أشهراً قليلة الى الوراء للوقوف عند أصل المشكلة، مشيرة الى “أننا شهدنا منذ أشهر عملية قتل محمود زبيدات الذي ينتمي الى فتح، ثم تسليم المتهم بقتله خالد علاء الدين الملقب بالخميني، وكانت العملية بدافع شخصي وفردي، لكن عائلة زبيدات رأت أن القاتل لم يلقَ القصاص اللازم، ولم يسلم الى القوى الأمنية اللبنانية، وهرب الى مكان يعد آمناً بعيداً عنهم”.
وتضيف: “بعدها قرر الصومالي، محمد زبيدات شقيق محمود الثأر له، وكان قراره فردياً ولم يكن من قيادة فتح، واغتال 3 من جند الشام، حينها أوضحت عائلة زبيدات أنها لم تأخذ بالثأر بعد لمقتل ابنها محمود، ولم يتم تسليم محمد. وكانت النتيجة توحد العديد من المجموعات الاسلامية وبداية المعركة”.
وتؤكد المصادر أن “المعركة الكبرى بدأت فعلياً عند اغتيال أبو أشرف العرموشي في كمين، في منطقة تعد تابعة نوعاً ما لفتح، والعرموشي تحركاته كانت دائماً سرية، واغتيل بطريقة محترفة، أي أن من أقدم على هذا الفعل محترف ويرصد العرموشي منذ فترة. فوراً اتهمت فتح عصبة الأنصار، لكنها نفت ذلك، لتتحول أصابع الاتهام الى الشباب المسلم، الذي نفى تورطه أيضاً”.
وتوضح أن “العرموشي قبل اغتياله كان في طريقه للعمل على تسليم زبيدات، ولم يكن طرفاً في هذه الحادثة، بل كان يسعى الى حل الأزمة وحقن الدماء في المخيم، وهذا ما أزعج الكثيرين، الذين يريدون تفجير المخيم، وهو ما حصل فعلياً، العرموشي له قيمة كبيرة، فهو مقرب من منذر حمزة رئيس الفرع المالي في حركة فتح والسفير الفلسطيني أشرف دبور”.
وتتساءل المصادر إن كانت عملية الاغتيال التي أشعلت نار المخيم، هي عملية تصفيات للقادة في الفريق الواحد وايصال الرسائل؟
في المقابل، تعتبر مصادر فلسطينية أخرى أن كل ما يحصل هو لخدمة العدو الإسرائيلي، لافتة الى أن “الخلافات السياسية الفلسطينية تتكرس في المخيم، من غزة الى رام الله، وأن الهدف الآن يتركز على السيطرة على المخيمات وتحييد البندقية الفلسطينية كي لا توجه الى العدو الإسرائيلي في ظل المتغيرات التي تحصل في المنطقة”.
وتشدد المصادر على أن “من يسيطر على مخيم عين الحلوة بعد هذه المعارك سيتحكم بباقي المخيمات والسلاح الفلسطيني”.
حسين زياد منصور- لبنان الكبير