تواصل قطري سري الى حدّ كبير… مع أحد أكبر الأحزاب المسيحية!
يأتي موفد ويذهب آخر، وكما يأتون يذهبون من دون أي تغيير في المعادلة الرئاسية، وسط استمرار التجاذبات بين الفرقاء التي تزداد وتيرتها مع مرور الوقت كما تزداد الشروط من كل الأطراف. فالموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان عاد الى بلاده بعد زيارة دامت أربعة أيام في بيروت، إلتقى فيها غالبية الكتل المعارضة منها والممانعة، وجرى التباحث في ضرورة البحث عن خيار ثالث. ووعد لودريان بالعودة الى لبنان قريباً في زيارة رابعة ليطلع الجميع على مضمون ما توصل إليه، بما يؤشر الى أن رحلته الأخيرة لم تكن وداعية.
وبينما ينتظر اللبنانييون “الفرج” الذي ينهي أزمتهم الرئاسية العالقة والتي تكاد تبلغ العام، دخل الموفد القطري على الخط مجدداً وسط معلومات عن زيارة سيقوم بها خلال الفترة المقبلة من دون معرفة المزيد من التفاصيل، في ضوء المعطيات عن أن جولة لودريان الأخيرة لم تكن تمثل رأي اللجنة الخماسية أو موقفها وتحديداً في ما يخص موضوع الحوار، فبيانها لم يتطرق الى أي كلمة “حوار”، لذلك تسعى قطر الى الدخول مجدداً علها تفتح كوة في هذا الأفق المسدود.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر من المعارضة في حديث عبر “لبنان الكبير” أن “هناك تواصلاً بين الجانب القطري وأحد أكبر الأحزاب مسيحياً لكن هذا التواصل سري وغير معلن الى حد كبير”، مشيرةً الى أن “هذه الاتصالات بدأت ليحل القطري مكان المبادرة الفرنسية التي أوضحت للجميع أنها مبادرة غير ناجحة، لكن ليست هناك أي معطيات دقيقة حيال زيارة جديدة وقريبة للموفد القطري الى لبنان”.
ولفتت هذه المصادر الى أن “لا أحد يعلم من سيضم الوفد القطري في هذه المرحلة، وهناك تكتم واضح على هذه المحادثات”، مذكرة بأن “قطر منذ البداية متمسكة بطرح قائد الجيش جوزيف عون لكن حزب الله سيحاول تفشيل هذه المهمة وهذا الاسم، لأنه في الشكل يشير الى أنه لا يملك أي فيتو على اسم قائد الجيش لكنه في العمق يملك هذا الفيتو ويعمل على عدم إظهاره الى العلن”.
وأوضحت المصادر أن “الزيارات التي يقوم بها السفير القطري الجديد في لبنان سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، لا علاقة لها بأي تحرك في الشق الرئاسي، وكلها متعلقة بالشق البروتوكولي لا أكثر ولا أقل”.
في المقابل، ترددت معلومات من مصادر مقربة من “التيار الوطني الحر” عن تواصل الجانب القطري معه منذ فترة، فيما جزم عدد من النواب التغييريين وبعض المستقلين بعدم اجراء أي تواصل معهم حتى هذه اللحظة من الجانب القطري.
ووصفت أوساط التغييريين مبادرة قطر وكل ما يحدث لدينا بأنها عبارة عن “طبخة بحص”، معتبرةً أن “حزب الله يعمل على ترك لبنان ضحية الفراغ والمجهول عشر سنوات أو أكثر كي يوصل مرشحه الى سدة الرئاسة”.
ورأت أن “المرشح الأفضل والأكثر فائدة لهذه المنظومة الفاسدة هو الفراغ، خصوصاً أنهم يقومون بكل ما يحلو لهم من دون وجود شريك مضارب، وأي طرف يطالبهم بأي استحقاق يتذرعون بغياب رئيس للجمهورية!”.
آية المصري- لبنان الكبير