باسيل بعد “تجديد الثقة”… لحوارٍ حقيقيّ “وإلا بلاه”: تعوا نتحاور ونلتزم بشو منتّفق عليه!

اشار رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل الى “أننا نلتقي اليوم بمناسبة الانتقال من ولاية رئاسية بالتيّار لولاية جديدة، عملاً بنظام التيّار للتداول الديمقراطي بالسلطة. هيك بيكون فَتْح باب الترشيح قدّم للجميع الفرصة بالتساوي، بس رغم الدعوات والتشجيع العلني مني ومن غيري، ما حدا استفاد من الفرصة وترشّح. هيدا بيعني تسليم مسبق بالنتيجة المعروفة، وانّو ما حدا عنده استعداد يخوض معركة انتخابية محسومة شعبياً. بهالمعنى بتكون التزكية ديمقراطية بس بنتائج حاسمة، وبتكون “اجمل المعارك هي يلّي بتربحها من دون ما تخوضها”.

أضاف باسيل خلال حفل إطلاق الولاية الجديدة لرئاسة “التيار الوطني الحر”: “عم نلتقي تحت عنوان “تجديد الثقة”، وهيدا معنى التزكية للمرّة الثالثة، لأن التيّار يلّي عنده حريّة الخيار، حدّد خياره، وخياره هو ثقة بمساري وبخياراتي التياريّة والوطنية ودعوة لي لمواصلة نفس المسار. وانا بجدّد اليوم التزامي نفسه قدامكم دون اي تراجع أو تنازل أو تعب، واذا حدا عنده رأي مختلف، حقه بالاختلاف او الاعتراض مقدّس، ولكن ضمن بيت التيّار وآليّاته، لا بالصالونات ولا بالاعلام، ولمّا بيصدر القرار الكلّ لازم يلتزم فيه، ويلّي ما بيلتزم بيكون حط حالو خارج النظام وتحت المساءلة والمحاسبة وصولاً لانّو يحط حالو خارج التيّار. هيدي حال الاحزاب وهيدي كلفة الانتساب لها… ما حدا مجبور، التيار منعطيه مش بس مناخد منه. وانا على رأس مين يلتزم بنظام تيّارنا وانا المثل لازم كون، وحتى لو امور كثيرة ما بتعجبني”.

وتابع: “على التيار أن يتحول من أفراد مناضلين إلى مؤسسة مناضلة والنضال لا يقاس بالعمر بل باستمراريته وصدقه والمهم كم يصمد المناضل وليس متى بدأ. التيّار يجب أن يكون ثابتا على مبادئه وهي الركيزة التي يقف عليها ولكن عنده حركيته وديناميّته وملعبه واسع يتحرّك فيه بمرونة وليس مربّط بعقد وموروثات معلّبة. لا أحد يقيّد لنا حرية مواقفنا. كما انتقلنا من تحرير السيادة لتثبيت شراكة التوازن بين المكوّنات يجب أن ننتقل لشراكة البناء وليس المحاصصة وهكذا رفضنا من سنة كل الاغراءات بموضوع رئاسة الجمهورية. المسلسل النضالي للاصلاح ما بيوقف، والتيّار عم يحقّق اهم انجاز بالجمهورية اللبنانية: المحاسبة ونهاية زمن اللاعقاب، وصولاً للعقاب الفعلي. المحاسبة مش عمل ثأري بالسياسة، هي نضافة بالسياسة، وبناء مش تهديم”.

وقال باسيل: “بمؤتمرنا الوطني الأخير وضعنا رؤيا للتيّار 2030، وانا عملت برنامجي الانتخابي للولاية الجديدة على اساسها: تيار فاعل – مجتمع قادر – كيان فريد تحت كل عنوان من الـ 3، وضعت مجموعة لاءات ونعم، وتعمّدت انّو بعضها يحمل طابع تحدّي، بخيارات واضحة، للداخل وللخارج، وبخيارات واضحة، لدرجة انّو البعض تساءل كيف ممكن رفع هيك شعارات داخل التيّار، وما فهم انّها هيدي رسالة لكل واحد بيحاول عن وعي او بينساق من غير انتباه للخروج على خيارات التيّار الحاسمة، بالعناوين الثلاثة.

التيّار الفاعل هو انه يبقى تيّار، اكبر من حزب، وبحركة متطوّرة باتجاه مؤسّسة نضالية. هو عائلتنا الوطنية، والحياة السياسية ما بتنتظم من دون احزاب. تجربة 17 تشرين وشيطنة الاحزاب كانت مؤامرة لتخريب العقول وضرب الحياة السياسية الحزبية، واستبدالها بمجتمع سمّوه مدني، معظمه كان مستسلم، عن معرفة او غير معرفة، لإرادة الخارج ولتمويله المشبوه. تخطّينا هالمرحلة، بس لازم نفهم الرسالة يلّي وجهولنا ياها الناس الطيّبين الصادقين يلّي انتفضوا بـ 17 تشرين وعبّروا عن مواقفهم بانتخابات 2022، ولازم نتصرّف بوحي هالرسالة، ونعدّل بشغلنا ونكثف تواصلنا مع الناس ونتعلّم الدخول لعقول وقلوب الشباب”.

وتابع: “الكيان الفريد هو التمّسك بلبنان الكبير ، لبنان الـ 10452 كلم²، حتى لو كنا بحاجة لاعادة بنائه ولتجديد الفكرة اللبنانية وصوغها حول انتمائنا أي “اللبنانية”- Lebanity. ما منقدر نعيش بكيان نهائي، وبوطن دائم اذا ما اكّدنا هويّتنا وانتمائنا لرابط وطني بيجمعنا، وهو فوق الطوائف، وفوق الفينيقية والعروبة والمشرقية والمتوسطية. ما منقدر نحافظ على وطننا اذا هاجر كل شعبنا وتم استبدالنا بشعوب اخرى ولو كانت جارة وشقيقة، ولهيك موضوع النزوح واللجوء سمّيناه خطر كياني واجبنا نواجهه بقساوة وبرفض حاسم شو ما كانت الكلفة. ولهيك مندعي لتحييد وطننا عن صراعات وايديولوجيّات ما له علاقة فيها وبتجبله الضرر بلا منفعة! ولهيك لازم نتفّق على دور للبنان بيحفظه، وبيجاوب على اشكالية المستقبل وكيفية استنهاض الدولة؛ وابسط مثل، وين موقع لبنان بالمنافسة الدولية المفتوحة بين مشروعين استراتيجيين: طريق الحرير بقيادة الصين من آسيا باتجاه المتوسط واوروبا، والممّر الأخضر بقيادة اميركا من الهند للخليج للمتوسّط وصولاً لأوروبا. منبقى على الهامش خارج المشروعين او منثبّت دورنا من خلال المشرقية الاقتصادية، المنفتحة على التعاون مع الطريقين؟”

أضاف: “بالخمسينات والستينات، استفدنا من فورة النفط بالخليج وتصديره باتجاه اوروبا عبر انابيب الـ Tapline بالزهراني والـ IPC بالبداوي. هل مسموح بعد 70 سنة انّو نغيب او نُغَيَّب عن العصر الجديد؟ بسبب انعدام اي فكر استراتيجي للمنظومة يلّي ما بتشوف الاّ مصالحها. الجواب على كل الهواجس والأسئلة موجود بورقة الأولويّات الرئاسية يلّي كتبناها من سنة، وبتعني انّو برنامج الرئيس اهم من شخصه، خاصةً اذا كان هذا الشخص، متل ما هي حالنا اليوم، ما بيتمتّع بالحيثية التمثيلية الذاتية، وعلينا التعويض عنها بدعم نيابي وشعبي. من هون وجوب التخلّي عن منطق الفرض، والانتقال لمنطق التحاور والتفاهم.

لا فريق الممانعة قادر يفرض رئيس ما بيمثلّنا وما بيمثّل وجداننا وناسنا، وثبت انّو هيدا مستحيل فرضه لا من الخارج ولا من الداخل. بنفس الوقت، فريق المعارضة ما بيقدر يفرض على فريق الممانعة رئيس يتحداه يبرّر له مخاوفه، ومن الاساس هيدا مستحيل. وهون منطق الحوار والتفاهم بيفرض حاله اذا اردنا الخروج من الفراغ والانهيار – اللهمّ الاّ اذا كانت نيّة لفريق يخلّينا بالفراغ، ونية فريق ثاني يعيشنا بكوابيس الماضي”.

وقال باسيل: “الأولويّات الرئاسية هي خارطة انقاذ. تعوا نتحاور فيها ونلتزم بشو منتّفق عليه، مثل ما عم نعمل مؤخراً مع حزب الله. تعوا لحوار حقيقي، والاّ بلاه ونحنا ما منشارك فيه، حوار غير تقليدي وخارج طاولة مستديرة ورئيس ومرؤوس! بيقدر ياخذ شكل مشاورات وتباحث ثنائي وثلاثي ومتعدّد الأطراف، من رؤساء الأحزاب اصحاب القرار، مش ممثلين عنهم، بمكان محصور وزمان محصور وموضوع محدّد، بيوصّل لانتخاب رئيس اصلاحي بمواصفات اصلاحية على اساس البرنامج الاصلاحي المتّفق عليه. رئيس بتجربته وسلوكه بيملك مشروع لتحديث الدولة، وبيحمل رؤية وطنية، وبيكون مشبّع بمعرفة لبنان وخصوصيّاته وقوانينه ودستوره؛ رئيس ما بيستحي مستقبله من ماضيه، وبيكون صاحب قيم ومبادئ. رئيس بيفهم الطوائف بس بيلجم الطائفية، رئيس متصالح مع نفسه، مش معقد من حاله، وقادر على مصالحة اللبنانيين مع انفسهم ومصالحة لبنان مع محيطه العربي والمشرقي ومع العالم. رئيس بيفهم اللامركزية على حقيقتها كحاجة انمائية مش تقسيم ولا فدرلة بل مشروع اصلاحي تنموي. رئيس بيفهم الصندوق الائتماني على حقيقته بأنّو ممتلكات الدولة مش للبيع، بل للحفاظ عليها ولتكبير الايرادات ورفع مستوى خدمة الناس؛ هو طريق للخروج من الانهيار، ومش الاستمرار فيه وبلع ما تبقّى من الدولة”.

أضاف: “اذا الغرب بدّو يفرض عليكم رئيس بخلاف الدستور، خدوا منه على القليلة التزام علني برفع الحصار عن لبنان والأهم بآلية واضحة ومسبقة لإعادة النازحين الى بلدهم، متل ما نحنا عم نطالب مسبقاً باللامركزية والصندوق مقابل مرشّحهم… وهون تعوا نتعهّد علناً انّه في حال تعذّر علينا، بسبب ضيق الوقت، اقرار قانوني اللامركزية الموسّعة والصندوق الائتماني قبل الانتخابات الرئاسية، منلتزم باقرارهم كأولوية بالعهد الجديد. هالقانونين حماية حقيقية لوحدة لبنان وتحقيق فعلي للتنمية والازدهار
– النظام المركزي حوّل لبنان لمناطق نفوذ للسياسيين وصارت منازل الطوائف اقوى من البيت اللبناني – اختبرنا نظام المركزية الزائفة يلّي اضعفت وحدة الدولة لمصلحة فيديرالية الطوائف. هيدا النظام بحقيقته نظام فساد وتسلّط ومحاصصة؛ قسّم الناس ورهن حقوقهم بالولاء للزعماء ووضع اللبنانيين بمواجهة بعضهم البعض وباعد بيناتهم لدرجة انّو البعض راحوا يتخيّلوا انّو الحل هو بالانفصال. هيدا نظام غذّى خطاب التحريض والتخويف من الآخر”.

وأردف: “تعوا نختبر اللامركزية الانمائية، يلّي منّها انسلاخ ولا انفصال، بل هي انماء وعدالة تنمويّة؛ هي جزء من الحل، صحيح، وليست كل الحل. الحل المتكامل بيعني دولة مركزية قوية بنظام لامركزي اداري ومالي. اللامركزية بتثبّت الناس بارضهم وبتفعّل قدراتهم وبتحفّز عقولهم وطاقاتهم، وبفعل الشفافية، بتمنحهم القدرة على محاسبة مين بيتولى مسؤولية الادارة.

اللامركزية انماء مناطقي بتتكامل مع الصندوق الائتماني بالانماء الوطني. الصندوق الائتماني بيجعل اصول الدولة وممتلكاتها ومرافقها بأمان. هو مشروع اولاً لاحصائها ومعرفة قيمتها ومن ثم ادارتها واستثمارها لزيادة قيمتها وزيادة عائداتها، وهيك بتكون رافد لتكبير حجم الاقتصاد ورافعة للدولة مش عبء عليها. من دون هالخطوة الاصلاحية لا يمكن تحقيق المشاريع الكبيرة كالمطارات بالقليعات ورياق وحامات، والمصفاية والمرفأ والمنطقة الاقتصادية بطرابلس، والمرفأ السياحي بجونيه، وسكك الحديد والكهرباء والمياه والطرقات واملاك الدولة البحرية والبريّة وغيره”.

وقال: “كلّ مرّة بوقف قدّامكم، بشعر بهيبة المسؤولية تجاهكم وبفرح حملها بنفس الوقت، لأنّي بشعر بدفء العلاقة والثقة بيناتنا. نحنا ما عنا خيار عدم تحمّل المسؤولية تجاه بلدنا وشعبنا، لأنّ ناسنا متكلّين علينا وبيشوفوا خلاص البلد من خلالنا. ما منقدر نبني بلدنا اذا ما عرفنا نبني تيّارنا، ليكون البلد والتيّار على صورة بعضهم: فيه حرية حدودها حريّة غيرنا، فيه حق الاختلاف مرتبط بالانضباط والانتظام العام، فيه الطموح الشخصي بيوقف عند حدود مصلحة الجماعة، فيه التنوّع غنى بس بيتحوّل لخراب اذا فيه تفلّت، وفيه الاخلاق اساس التعاطي، منكون بتيّار مش بتيّارات متل ما منكون بدولة مش بدويلات، فيه وفيها استقلالية مش تبعيّة، فيه وفيها كرامة مش ذلّ، فيه منتسبين احرار وفيها مواطنين كريمين مش مقهورين… اتكالي عليكم لنحفظ الأمانة والقضية، واتكالكم عليّ لحافظ على الثقة المتجدّدة بالتزامي”.

وختم: “جنرال، كل مرّة بوقف قدّامك، بشعر بهيبة الأمانة يلّي سلّمتني ياها بالـ 2015، وفخر اقول اني حملتها من بعدك… ثقتك فيي من وقت عملت وزير بالـ 2008، شالت النوم من عيوني والوقت من قدّام حياتي، وخلّت تلبية الواجب مغروسة بعقلي وشرف الخدمة مزروع بروحي. انت ربيت على شرف وتضحية ووفاء ونحنا ربينا معك على كرامة وسيادة وشراكة. نحنا منشوف الكرامة الوطنية من خلالك، وانت فيك تشوف استمرارية القضية من خلالنا.
نحنا منشوف لبنان القوي من خلالك، وانت فيك تشوف التيار القوي من خلالنا. انت المدرسة الوطنية ونحنا جيلك… جيل عون، انت حمّلتنا الرسالة والرسالة معنا بتوصل… بلّشنا معك حرية، سيادة، استقلال، وكمّلنا كرامة وشراكة واستقلالية… معك مكملين، وبفكرك مكمّلين… نحنا شعب ما بييأس ووطن ما بينتهي… نحنا القضية يلّي ما بتموت، نحنا التيّار يلّي ما بيركع، نحنا لبنان يلّي ما بيخلص”.

نواب باسيل: من جهة أخرى، شدد نواب رئيس التيار الوطني الحر الجدد والقدامى على العمل كفريق في سبيل تحقيق أهداف التيار الوطني الحر في سبيل حماية لبنان وتثبيت المجتمع اللبناني في أرضه.

وقال نائب رئيس “التيار” لشؤون العمل الوطني ربيع عواد: “خياري “التيار” لأنه عابر للطوائف وينادي بالدولة المدنية ويحترم التنوع ويناصر المظلوم كما المدرسة الحسينية”.

وأكّد نائب الرئيس “التيار” للشؤون الخارجية ناجي حايك أننا “نناضل كلٌ من موقعه لهذا اللبنان ولشعبٍ يتوق للتحرير فالتحرر وأتعهد العمل لكلِّ لبنان وجمع الإنتشار ويجب إسقاط محاولة دمج النازحين.”

وشدّد نائب رئيس “التيار” السابق لشؤون الشباب منصور فاضل أننا “أسقطنا كل الحسابات عندما تعرضنا للحرب علينا وهرب الجبناء ونزلتُ مع رفاقي على ساحات “الثورة” المشؤومة للحوار مع الجميع وبقينا في المعادلة.”

من ناحيتها، لفتت نائبة رئيس “التيار” السابقة للشؤون السياسية مي خريش أنها “عملت مع فريقٍ صلب من المناضلين وتخطينا الصعوبات في مرحلة شديدة الحساسية تميزت بتدني الأخلاق وأصبحنا قوة فرضت نفسها على مستوى لبنان والمنطقة.”

وأشار نائب رئيس “التيار” للشؤون الإدارية غسان خوري أن “مسيرة “التيار” كلفت شهداء وسجناً وقهراً وشعبنا لا يركع لحماية الوجود ونقل شعلة النضال وسنحقق المزيد من المأسسة وسنعمل على ديناميكية إدارية مرتكزة على اللامركزية.”

وأكّدت نائبة رئيسة “التيار” للشؤون السياسية مارتين كتيلي إلى أن “تواصلنا لن يتوقف مع أحد رغم الإختلاف السياسي والتحدي الحفاظ على السواعد القوية والأدمغة ورؤيتنا السياسية الحفاظ على الكيان والمجتمع.”

مقالات ذات صلة