هدنة عين الحلوة… “ما تهزو واقف ع شوار”!

لا تزال الهدنة تسيطر على أجواء مخيم عين الحلوة، بغض النظر عن رشقات الرصاص التي تصدح في بعض الأحيان، وسط الكثير والكثير من الجهود لتثبيتها.

هذه الهدنة التي قادها رئيس مجلس النواب نبيه بري، تسعى الى وقف إطلاق النار وحل الخلافات بين الفصائل الفلسطينية، وأبرزها بين “فتح” و”حماس”، وشق طريق للحلول، وتطبيق ما توصلت اليه هيئة العمل الفلسطيني المشترك، والتي سبق وأجمعت عليها الفصائل الفلسطينية، إن كانت القوى الاسلامية أو الوطنية.

واشارت مصادر فلسطينية في حديث لموقع “لبنان الكبير” الى أن “خطوات الاتفاق بدأت تتضح بحذر شديد، فالخطوة الأولى أهميتها في تثبيت وقف إطلاق النار بصورة نهائية، وحتى الآن هناك تخوف من خرقه بصورة مفاجئة، والعمل جار لتطبيق ذلك بمساعٍ لبنانية وفلسطينية، فهذا مطلب وطني لبناني – فلسطيني”.

وعن الخطوة الثانية، قالت المصادر: “من هنا تبدأ الخطورة والخوف من تأزم الوضع مرة أخرى، وذلك لأنها تتضمن انسحاب المسلحين والمقاتلين كافة من المدارس التابعة للأونروا، كي تقوم بالترميم والاصلاحات استعداداً لإطلاق العام الدراسي”.

أما الخطوة الثالثة بحسب المصادر فهي “العودة الى المطلب الأساس، والذي بسببه اشتعلت المعركة، وهو تسليم المتهمين بقتل اللواء أبو أشرف العرموشي، وهذا ما تم التوافق عليه سابقاً في هيئة العمل المشترك”.

وعن عقد لقاء تسوية يجمع بين الأطراف المتقاتلة، أوضحت المصادر أنها لا تملك معلومات عن ذلك، معربة عن تخوفها من عودة المعارك “لأن الخطوة الثالثة، وهي تسليم المتهمين، قد ترفضه المجموعات الاسلامية، ونعود بذلك الى الدوامة نفسها”.

وتمنت “تسليم المتهمين كي يستمر الهدوء وعودة السلام الى المخيم، لأن كل ما يحصل يضر بالفلسطينيين وبالقضية، ويؤثر على اللبنانيين والمناطق المجاورة للمخيم”.

في المقابل، أكدت مصادر فتحاوية لـ “لبنان الكبير” التزام الحركة كما في المرات السابقة بوقف اطلاق النار، وأنها لا تتحمل مسؤولية ما يحصل، فهي تلتزم بكل الاتفاقات التي حصلت، وتنتظر تطبيق باقي خطوات وقف اطلاق النار، مشددة على أن الحركة لن تتنازل عن حقها في القصاص من قتلة اللواء العرموشي، وضرورة تسليم المتهمين.

وذكرت باتفاق القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية على تشكيل قوة مشتركة من كل القوى لتنفيذ ما توصلت اليه هيئة العمل المشترك من جلب المتهمين بالقوة، لافتة الى أن هذا الخيار سيحصل في حال تمنعت المجموعات عن تسليم القتلة مرة أخرى.

أضافت المصادر: “المخيم الآن هادئ ووقف إطلاق النار ملتزمون به، ونحن لا نبدأ بأي معركة أو عملية، ففي كل المرات كنا المعتدى علينا، ونتمنى أن يبقى المخيم هادئاً وتسليم المجرمين بأقصى سرعة”.

وكان مخيم عين الحلوة شهد اشتباكات دامية إثر اغتيال العرموشي، بلغت حصيلتها النهائية 15 قتيلاً وأكثر من 150 جريحاً فضلاً عن كثافة النزوح التي عرفها أبناء المخيم، من عائلات لبنانية وفلسطينية وسورية.

حسين زيد منصور- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة