“باليو”: نظام غذائي “قديم – جديد” يقي من هذه الأمراض!

في عالم ينشغل بشكل متزايد بالصحة وصورة الجسم، أصبح السعي وراء اللياقة البدنية المثالية طموحًا واسع النطاق للكثيرين. عبر الثقافات والأجيال، دفعت الرغبة في تحقيق وزن صحي أو الحفاظ عليه الأفراد إلى استكشاف عدد كبير من الاستراتيجيات الغذائية، والتي تعد كل منها بطريقتها الفريدة لتخفيض الوزن وتحسين الرفاهية.

ويعتبر نظام باليو الغذائي واحد من أقدم الخطط الغذائية التي تبنّاها البشر منذ حوالي 2.5 مليون عام إلى 10 آلاف عام، والذي يعتبر نظاماً صحياً مع بعض القيود.

ما هو نظام باليو؟

عرّفت أخصائية التغذية “جولين نبهان” نظام باليو، بأنه نظام غذائي قائم على البروتينات الخالية من الدهون مثل اللحوم الحمراء، والدواجن، والأسماك البرية، والمحار. ويجب أن توفر هذه الأطعمة حوالي نصف السعرات الحرارية اليومية. يركز النظام الغذائي أيضًا على البيض، واللحوم العضوية، وكميات معتدلة من الفاكهة والخضروات غير النشوية، والدهون الصحية من البذور، والمكسرات، وزيت الزيتون، والأفوكادو.

إنّ الهدف من نظام باليو الغذائي هو تناول الأطعمة التي كان البشر الأوائل يتناولونها على الأرجح. ويستند هذا النظام الغذائي إلى فكرة أن جيناتنا لم تتكيّف جيدًا مع النظم الغذائية الحديثة التي نشأت مع الزراعة.

سهَّلت الزراعة الحصول على أغذية مثل الحبوب والبقوليات، واستحدثت أيضًا مشتقات الحليب. غيَّرت الزراعة كذلك النظم الغذائية للحيوانات التي كان البشر يأكلونها. وفكرة نظام باليو الغذائي هي أن تلك التغيرات تفوق سرعة قدرة الجسم البشري على التغير أو التكيُّف. ويُعتقد أن عدم التجانس هذا يسهم في الإصابة بالسمنة وداء السكري ومرض القلب حاليًا.

تفاصيل هذا النظام الغذائي

يقوم نظام باليو الغذائي على عوامل عدة، أهمها:

– التركيز على الأطعمة الكاملة: يعطي نظام باليو الغذائي الأولوية للأطعمة الكاملة غير المصنعة. ويتم تشجيع المتابعين على تناول الأطعمة في حالتها الطبيعية، دون إضافات أو مواد حافظة أو مكونات صناعية.

– البروتين الخالي من الدهون: البروتين هو عنصر أساسي في نظام باليو الغذائي، حيث ينصح بتناول الأطعمة مثل اللحوم التي تتغذى على العشب (لحم البقر والضأن والطرائد) والدواجن والأسماك والمأكولات البحرية. ويفضل أن تكون مصادر البروتين خالية من المضادات الحيوية والهرمونات.

– الفواكه والخضروات: الفواكه والخضروات الطازجة هي العناصر الأساسية في نظام باليو الغذائي. أنها توفر الفيتامينات والمعادن والألياف الأساسية، ويتم استهلاك التوت والخضر الورقية والخضروات الجذرية وغيرها من الخيارات غير النشوية بشكل شائع.

– المكسرات والبذور: يُسمح بتناول المكسرات والبذور، مثل اللوز والجوز وبذور الكتان، باعتدال، فهي توفر الدهون الصحية والبروتين والمغذيات الدقيقة المختلفة.

– الدهون الصحية: يتم تضمين الدهون الصحية من مصادر مثل الأفوكادو وزيت جوز الهند وزيت الزيتون. ويفضَّل تناول هذه الدهون على الدهون المتحولة والزيوت النباتية المعالجة بكثافة.

– إستبعاد الحبوب: يتم استبعاد الحبوب بما في ذلك القمح والأرز والذرة، من نظام باليو الغذائي. وهذا يشمل الخبز والمعكرونة ومعظم الحبوب.

– إستبعادد البقوليات: يتم استبعاد البقوليات، مثل الفول والعدس والفول السوداني، لأنها تحتوي على مركبات مثل الليكتين والفيتات التي يعتقد بعض المؤيدين أنها يمكن أن تكون ضارة عند استهلاكها بكميات كبيرة.

– استبعاد منتجات الألبان: يتم استبعاد معظم منتجات الألبان من نظام باليو الغذائي بسبب الاعتقاد بأن البشر الأوائل لم يستهلكوا الحليب أو منتجات الألبان. تسمح بعض إصدارات نظام باليو الغذائي بكميات صغيرة من منتجات الألبان كاملة الدسم والمخمرة.

– تجنب الأطعمة المصنعة: لا تعتبر الأطعمة المصنعة، بما في ذلك السكريات المكررة والمحليات الصناعية ومعظم الوجبات الخفيفة المعبأة، جزءًا من نظام باليو الغذائي. فيشجع هذا النظام الغذائي على استهلاك المحليات الطبيعية مثل العسل أو شراب القيقب باعتدال.

– كمية محدودة من الكحول: لا يُنصح عادةً باستهلاك الكحول، لكن بعض إصدارات نظام باليو الغذائي تسمح بتناول الكحول بشكل معتدل من حين لآخر، ويفضل أن يكون على شكل نبيذ.

– التركيز على الجودة: يركز نظام باليو الغذائي على جودة مصادر الغذاء. يُفضل الحيوانات التي تتغذى على العشب والمراعي والأسماك البرية والمنتجات العضوية عند توفرها.

– الترطيب: الماء هو المشروب المفضل في نظام باليو الغذائي. فمن الضروري الحفاظ على رطوبة الجسم، ويوصي المؤيدون عمومًا بتجنب المشروبات السكرية والإفراط في تناول الكافيين.

أمّا عن فوائد نظام باليو الغذائية، فكشفت أخصائية التغذية أن النظام الغذائي يمكن أن يساعد فيما يلي: إنقاص الوزن، علاج ضغط الدم، ضبط الكوليسترول، وخفض الدهون الثلاثية.

لكن تعد حمية باليو نظامًا غذائيًا غير فعال لفقدان الوزن المستمر، إذ قد يصعب على الأفراد الالتزام بنظام غذائي يمنع الكثير من أصناف الطعام الصحية للجسم، والتي تكسبه الكثير من العناصر الغذائية والفيتامينات التي يحتاجها الجسم يوميًا.

يمكن أن تزيد الدهون والكوليسترول الضار بمرور الوقت، الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

كما يزيد عدم الحصول على كمية كافية من الكالسيوم من خطر الإصابة بهشاشة العظام، والكساح وكسور العظام.

الديار

مقالات ذات صلة