عدد السياح في لبنان غير معقول… وأولهم هوكشتاين!
لطالما كان التعويل على الموسم السياحي في لبنان لانعاش الوضع الاقتصادي والمالي الصعب الذي يعانيه منذ سنوات، وعلى الرغم من بعض التحذيرات التي صدرت عن سفارات الى رعاياها بضرورة توخي الحذر أو مغادرة لبنان، الا أن الموسم السياحي كان رائعاً، خصوصاً في ظل التقديرات والتوقعات التي كانت تأمل قدوم أكثر من مليوني زائر من سياح ومغتربين إلى البلاد.
هذه الأماني ظهرت خلال فترة الأعياد، وسبقتها أيضاً أرقام الحجوزات التي كانت مرتفعة مقارنة مع تلك التي سجلت في المواسم السابقة، خصوصاً مع تنوع الجنسيات الوافدة والأعداد الكبيرة من المغتربين اللبنانيين الذين يعملون في الخارج ويتقاضون رواتب بالعملات الصعبة. هذه الأسباب وغيرها تعد عوامل أساسية في تحريك الدورة الاقتصادية، اذ يتحرك بسببها الكثير من القطاعات والمصالح، وما لها من انعكاسات إيجابية متعددة.
ومنذ أسابيع قليلة عاد المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الى لبنان، في جولة سياسية، افتتحها سياحياً بتناول المنقوشة في أحد المطاعم التي تطل على صخرة الروشة، ثم جال في قلعة بعلبك وتناول الصفيحة البعلبكية، وزار الجنوب ومدينة صور.
عدد السياح غير معقول
صاحب شركة True Adventures للسياحة والسفر طارق البلوز وفي حديث مع موقع “لبنان الكبير” أشار الى أن عدداً كبيراً من المغتربين وصل الى لبنان خلال هذه السنة من جهة، ومن جهة ثانية كان هناك عدد “غير معقول” من الأجانب.
وقال: “سألت عدة أشخاص، بينهم كندي وآخر فرنسي، عن سبب مجيئهم الى لبنان خصوصاً في ظل الأوضاع الأمنية والسياسية الصعبة التي نعيشها ومشكلات الحدود مع العدو الاسرائيلي وسوريا، وكانت الاجابة أن الوضع آمن ومستقر بنظرهم، وأنهم سافروا الى الكثير من الدول قبل المجيء الى لبنان وشاهدوا مناطق فيها خطر ونزاع أكثر منه، ولم يكونوا خائفين أبداً”.
وعن أكثر الجنسيات حضوراً في لبنان، أكد أنها كانت من مصر والعراق، اما بالنسبة الى الجنسيات الخليجية فكانت هناك قيود من دولهم تمنعهم من المجيء الى لبنان. المصريون كان أكثر ما يهمهم المناطق الطبيعية لأن الطبيعة عندهم في معظمها صحراء، أما الأجانب فكان يهمهم الى جانب المناطق والمناظر الطبيعية، الآثار وتاريخ لبنان وحضاراته، وهذا أكثر ما كان يعنيهم.
وأوضح أن الأجانب عموماً لم يخافوا من الوضع في لبنان، بل على العكس تأكدوا أن ما يرونه في الأخبار مجرد تضخيم للمشكلات ومعاكس للواقع كلياً.
السوشيل ميديا ساعدت في إظهار الطبيعة
ولفت الدليل والمرشد السياحي عمر عويدات الى أن هناك 3 نقاط أساسية لوجود عدد كبير من السياح، “النقطة الأولى أن منهم من وصل الى لبنان بالصدفة وكانت لديه خطة أخرى، لكنه لم يتمكن من الحصول على الفيزا ووجد أن الحصول عليها في لبنان أسهل، ومنهم من يحصل على الفيزا في المطار وآخرون يدخلون من دون فيزا، فكانت الأمور نوعاً ما سهلة. والنقطة الثانية أن العالم بأكمله أصبح يعرف أن لبنان بفعل الأزمة الاقتصادية أصبح أرخص مما كان عليه من قبل. اما النقطة الثالثة فهي أن لبنان مشهور بالطعام وبطبيعته الجميلة والسهر والروح الحلوة ونحن اللبنانيون شعب فرفوش”.
وأشار الى أن “السوشيل ميديا ساعدت في اظهار الطبيعة اللبنانية، إن كان كسياح لبنانيين أو مغتربين أو أجانب فقد تعرفوا الى جماله وطبيعته، حتى أن هناك لبنانيين لا يعرفون عن هذا الجمال ومنهم من كان يفاجأ خلال الرحلات بالجمال الموجود في لبنان، وكذلك الأجانب يفاجؤون بأن الطبيعة اللبنانية أجمل مما كانوا يعرفون ويتصورون”.
وعن المناطق التي زارها الأجانب بصورة دائمة، فكانت البترون كأسواق قديمة وجبيل أيضاً، وبالنسبة الى الطبيعة كان التركيز أكثر على شوان ويحشوش بسبب التنظيم والنظافة الموجودة، حسب عويدات، موضحاً أنه كانت هناك رحلات هايكينغ وسباحة، وسهرات نار ثم تخييم.
أضاف: “لقد شملت الزيارات معظم المناطق من الشوف والأرز وبعلبك والعاصي وغيرها، وسعينا الى زيارة مختلف الأماكن كي يتعرف اليها السياح وإظهار جمال لبنان، فغالبيتهم أمضت 6 أيام في لبنان لذلك كنا نسعى الى القيام بكل النشاطات وزيارة الأماكن الأروع خلالها والتركيز الأكبر كان على الطبيعة”.
حسين زياد منصور- لبنان الكبير