لودريان يعود في تشرين…
حضر الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الى لبنان في زيارته الثالثة، ومثلما جاء سيعود، خالي الوفاض، فلا حل في المرحلة المقبلة خصوصاً أنه طرح مبادرة “الحوار” الذي ترفضه غالبية القوى السيادية والتغييريية والمعارضة، واستبدال عبارة الحوار بتشاور أو جلسات نقاش لن يغيّر في مواقف القوى الرافضة المس بالدستور واتفاق الطائف، لأن الحوار قبل أي استحقاق رئاسي باطل ولن تسير به.
وبعدما كانت الأجواء تشير الى أن زيارة لودريان لا يمكن التعويل عليها، وخصوصاً أنها ربما تكون وداعية قبل تسلمه مهامه الجديدة، الا أن هناك فئة تستبشر خيراً بامكان فتح جدار في هذا النفق الأسود. وبعد لقائه غالبية القوى السياسية من مختلف الاتجاهات طيلة الأيام الثلاثة الماضية، من الواضح أن الموفد الفرنسي سيعود وجعبته خالية من أي طرح حقيقي، ليبقى الأهم اعترافه بأن الجلسة الأخيرة لانتخاب رئيس أسقطت كل المرشحين المطروحين من الجانبين. واللافت ما عبّر عنه عدّة نواب التقاهم لودريان أن موقفه لا يمثل موقف اللجنة الخماسية، فماذا عن خطوته المقبلة؟
في هذا السياق، أيدت مصادر المعارضة التي اجتمعت مع لودريان مؤخراً أنه لا يمثل آراء اللجنة الخماسية ومواقفها، مشيرةً الى أن “لا طرف يمثل اللجنة الخماسية، فلا يزال الطرف الفرنسي يطرح نظرته الى الأمور ولكنه وصل الى قناعة بأنها لا تمشي في لبنان، وبدأ بوضع خطة للانتقال الى نظرة تتوحد حولها اللجنة الخماسية، وهذه النظرة غير واضحة بعد لأنها لا تزال قيد البحث بين الدول”.
ولفتت أوساط “القوات اللبنانية” في حديث عبر “لبنان الكبير” الى معطيات لديها عن “عقد لقاء للجنة الخماسية بعد أسبوعين تقريباً للنقاش في الأزمة اللبنانية، وسيكون بمستوى أعلى من وزراء خارجية الدول الخمس للبحث في حل لبناني بعيداً جداً عما طرح في السابق”.
وأكدت هذه الأوساط أن “لودريان سيعود في تشرين الأول الى لبنان من أجل عقد مؤتمر بحضور الأطراف كافة التي تواصل معها، وليعلن عن نتيجة اتصالاته، وهذه الجملة رددها في بعض لقاءاته الأخيرة”.
وأشارت الى أن “لودريان شدد على الحوار، معتبراً أن المرشحين الذي جرى طرحهم في السابق نخرج منهم ونفتش عن مرشح يجمعنا كلنا معاً”، مشددةً على “أننا كقوات لبنانية الحوار لا يعنينا باعتبار أننا نواجه منطق إستبدال الدستور بالحوار، وهذا ما نواجهه في الأساس قبل مواجهتنا للمرشح، مع العلم أن الاجواء تقول ان ترشيح سليمان فرنجية سقط”.
وأكد عدد من نواب التغيير أنهم متمسكون بالدستور ولن يتجاوزوه ولن يوافقوا على حوار قبل انجاز الاستحقاق الرئاسي، مشيرين الى أن “هذا ثالث لقاء مع لودريان ومن الواضح أنه سيكون الأخير، لأنه يتحدث فقط عن سبل الحوار وهذا ما نرفضه نحن”.
اية المصري