عظامٌ قويّة تتحدّى الهشاشة في الكِبَر… وتمنع إصابتها بالكسور!

إنّ صحّة العظام مهمّة في مختلف مراحل الحياة، لكنها تتطلّب اهتماماً أكبر مع التقدّم في العمر بما أنه لا يتمّ عموماً الحفاظ على قوّتها وكثافتها في الكِبَر. ويمكن أن يمهدّ ذلك الطريق لهشاشة العظام ويعزّز خطر إصابتها بالكسور.

يفقد الإنسان كتلة عظامه تدريجاً مع تقدّمه في العمر. وعندما يُصاب بهشاشة العظام، يحدث فقدان كتلة العظام بشكلٍ أسرع لدرجة أنّ بُنية أنسجة العظام تبدأ في التغيّر.

وقالت طبيبة الغدد الصماء مينيشا سود، من مدينة نيويورك إنّ «الأسباب التي تؤدي إلى هشاشة العظام معقّدة. وفي حين أنّ التغيرات المرتبطة بالشيخوخة تكون غالباً المحرّك، إلّا أنّ عوامل أخرى قد تظهر في الكِبر لتؤدي أيضاً دوراً على هذا الصعيد».

وسلّطت الضوء على أبرز أسباب هشاشة العظام:

– التغيرات الهورمونية المرتبطة بالعمر: يساهم كل من هورمونَي الاستروجين والتستوستيرون في الحفاظ على عظام صحّية وقويّة، لكنهما يميلان إلى الانخفاض مع التقدّم في العمر، ما يؤثر في صحّة العظام.

– مشكلات صحّية معيّنة: تبيّن أنّ بعض الأمراض يحفّز خطر الإصابة بهشاشة العظام مثل التهاب المفاصل، وأنواع معيّنة من السرطان، والإيدز، وفقدان الشهيّة العصبي (أنوريكسيا)، وأمراض الغدد الصماء أو الجهاز الهضمي الأخرى.

– تناول بعض الأدوية: تستطيع عقاقير معيّنة إضعاف العظام، خصوصاً عند تناولها على المدى الطويل. إنها تشمل مضادات الحموضة المحتوية على الألومنيوم، ومثبطات الأروماتاز المستخدمة لعلاج سرطان الثدي، وأدوية العلاج الكيماوي للسرطان، والليثيوم الذي يُستعمل كعلاج لبعض أمراض الصحّة العقلية مثل الاضطراب ثُنائي القطب، والستيرويدات مثل الكورتيزون… يجب التحدّث إلى الطبيب عند تناول مثل هذه العقاقير والقلق بشأن صحّة العظام. إنّ فوائد الدواء قد تفوق المخاطر المُحتملة على العظام. ولكن أحياناً يمكن استبداله أو تخفيف جرعته لتقليل خطر التعرّض للكسور.

– عوامل أخرى متنوّعة: إنّ هشاشة العظام تُهدّد بنسبة أعلى بعض الأشخاص وتحديداً مَن لديهم تاريخ عائلي للمرض، أو يعانون نقصاً في الكالسيوم والفيتامين D، أو يملكون بُنية صغيرة ونحيفة، أو لا يقومون بأي نشاط، أو يدخنون ويحتسون الكحول.

ورغم أنه لا يمكن إعادة عقارب الزمن إلى الوراء، لكنّ د. سود تطرّقت إلى مجموعة وسائل يمكن القيام بها للحفاظ قدر الامكان على عظام قويّة تتحدّى الهشاشة:

– إستهلاك مأكولات غنيّة بالكالسيوم: تُخزّن العظام نحو 98 في المئة من الكالسيوم في الجسم. إنّ الحصول على المغذيات الداعمة للعظام مثل الكالسيوم هو الطريقة الأولى للحفاظ على صحّتها وقوّتها. يُعتبر الحليب أو حليب الصويا المدعّم، واللبن، والجبنة، والورقيات الخضراء كالسبانخ، والإدمامي، والتوفو المدعّم، والفاصولياء، والمأكولات المدعّمة كرقائق الفطور وعصير الليمون من أهمّ مصادر الكالسيوم.

– عدم تجاهل المغذيات الأخرى الصديقة للعظام: إلى جانب الكالسيوم، يعتمد الجسم على الفيتامينين D وK، ومعدنَي البوتاسيوم والماغنيزيوم لبناء عظام قويّة. وللحصول على جرعة كافية من كل هذه المواد، يُنصح بتناول أطعمة كاملة ومليئة بالعناصر الغذائية مثل الفاكهة، والخضار، والحبوب الكاملة، والبروتينات الخالية من الدهون، والمكسّرات، والفاصولياء.

– القيام بأيّ حركة: يمكن للنشاط الذي يضع ضغطاً على العظام، كالمشي والرقص والركض ورفع الأثقال، أن يساعد على إبطاء فقدان كثافة العظام وحتى تحفيز نموّ أخرى جديدة.

– الاقلاع عن التدخين والاعتدال في الكحول: ثبُت أنّ التدخين والكحول يؤذيان العظام. لذلك يجب التحدّث إلى الطبيب عن سُبل التخلّص من عادة التدخين، والاكتفاء بكأسين من المشروب الكحولي كحدّ أقصى في اليوم.

الجمهورية

مقالات ذات صلة