لودريان يحول الحوار إلى عشاء ويسقط فرنجيه من مبادرته!

وفي السياق قال الكاتب السياسي رضوان عقيل، “إن القوى المعارضة التي تعترض هذا الحوار لا تريد انتخاب رئيس جمهورية لأنها بهذه الطريقة تعرقل الاستحقاق الرئاسي في البلد وتأخذ اللبنانيين إلى مزيد من الإخفاقات والانتكاسات”، مشدداً أنه لا حل ولا مفر إلا عبر الحوار الذي رسمه نبيه بري”.

في حين يشير الإعلامي المقرب من “حزب الله” فادي أبو ديا، إلى أن الحوار هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة الرئاسية، نافياً اتهامات المعارضة بمحاولته فرض مرشحه، مشيراً إلى أن المعارضة تتعاطى بمنطق إقصائي إلغائي ولا تريد أن تتحاور، لا بل تعرقل جميع مساعي الحل، مؤكداً على أهمية الدور الفرنسي في لبنان.

وكان لافتاً قبل ساعات من وصول لودريان إلى لبنان، ما أوردته وسائل الإعلام وما نقله نواب لبنانيون كانوا أيضاً في باريس من أجواء إيجابية، إذ برأيهم بات الموقف الفرنسي أكثر انسجاماً مع السعودية بالتالي مع الخماسية الدولية.

مصالح “حزب الله”

وبالتزامن مع جولة لودريان، شهد محيط السفارة الفرنسية وقفة احتجاجية رمزية، نظمتها مجموعات من المجتمع المدني رفضاً لما اعتبروه، مساندة فرنسا لـ “حزب الله” ومحاولة تمرير مصالحه بقناع طاولة حوار، وأكدت رئيسة طاولة حوار المجتمع المدني الأميرة حياة أرسلان، رفض “الحوار” على حساب الرئاسة، لافتة إلى أن الانتخابات الرئاسية وفق الدستور تسبق أي حوار.

وبرأيها، “حزب الله” يضغط باتجاه الحوار ليس بهدف انتخاب الرئيس إنما بهدف انتزاع سلة متكاملة ومنظومة تحافظ على وجوده المسلح وتغطي هيمنته على الدولة، من خلال المبادرة الفرنسية، مشيرة إلى انقسام كبير بين اللبنانيين، إذ تتبع فئة لمحور “الممانعة” التابعة لإيران، وتواجهها “المعارضة” التي تلتزم مصلحة لبنان، مطالبة بانتخاب على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين، ويتمتع بمواصفات رجال الدولة وقادر على أن يستعيد مفاصل الدولة ومؤسساتها.

دور قطري

وتشير المعلومات إلى استعدادات دبلوماسية قطرية تتحضر لوصول موفد من الدوحة لاستكمال استطلاع الأوضاع والآراء قبل لقاء الخماسية الدولية المتوقع في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في الأسبوع الأخير من سبتمبر (أيلول) الجاري، مع إمكان مشاركة إيران في جانب من المباحثات دون إشراكها في البيان النهائي.

وأفيد بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لن يشارك في الاجتماع الأممي وستتمثل فرنسا بوزيرة خارجيتها كاترين كولونا، من دون أن يتحدد حتى الآن ما إذا كانت تلك المهام ستنهي دوره كموفد رئاسي فرنسي إلى لبنان. 

الطائفة السنية

وفي ظل تشنج المواقف بين “المعارضة” وقوى “الممانعة” المقربة من إيران، واستمرار التوازن السياسي في البرلمان الذي يمنع الحسم تجاه أي من الطرفين، يرى بعض المحللين أن مفتاح الحل بات بيد النواب المستقلين الذين يقدرون بحدود 20 نائباً أكثريتهم من الطائفة السنية، إذ برأيهم أنهم قادرون على تغيير التوازن السلبي القائم تجاه أي من الطرفين أو طرح خيار ثالث يقبل به أحد المعسكرين أو الاثنين معاً.

ويرى هؤلاء أن توحيد صفوف هؤلاء النواب بخيارات استراتيجية ومقاربة موحدة، قد يكون له دور إيجابي لصالح فرض واقع يتيح الخروج من المراوحة واستمرار الفراغ، إذ بإمكان دار الإفتاء لعب دور بارز في هذا السياق مع النواب السنة.

اندبندنت

مقالات ذات صلة