هل يكبّل باسيل الحزب بـ”سلة” شروط جديدة: ماذا يُحاك خلف الكواليس وبين السطور؟

لا تزال الأوضاع الداخلية بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” قيد البحث، فالحال لم يتبدل ولكن يجري العمل على التوصل الى اتفاق ما بينهما، وليس مستبعداً أن يعود الحليفان الى علاقة “الود” السابقة خصوصاً اذا جمعتهما المصالح المشتركة. وفي ظل غياب أي حركة حقيقية بالنسبة الى الاستحقاق الرئاسي، هناك من يعوّل على المحادثات بين الطرفين، وتحديداً أن رئيس التيار جبران باسيل وبعض جماعته يعلنون عن شروطهم علناً عبر وسائل الاعلام، لكن لا أحد يعلم ماذا يُحاك خلف الكواليس وبين السطور!

لجنة مشتركة بين الحزب والتيار أبصرت النور، واجتمعت للمرة الأولى الأسبوع الماضي، بهدف البحث في اللامركزية الادارية، وضمّ الاجتماع عن الحزب النائب علي فياض ورئيس المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق عبد الحليم فضل الله، وعن التيار النائب آلان عون وعدد من المستشارين.

واللافت ما كشف عنه النائب آلان عون في تصريح سابق بأن “القبول برئيس تيار المردة سليمان فرنجية لم يعد مستحيلاً وحزب الله سيتنازل في المقابل، عن أمور كان يرفضها سابقاً لأننا دخلنا في منطق السلّة معه وليست مقايضة”، معتبراً أن “وزارة المال ليست ملكاً للثنائي الشيعي علماً أن مطالب التيار لا تقلل من صلاحياتها”.

وشرح النائب آلان عون عبر “لبنان الكبير” ما قصده بمنطق السلّة وليس المقايضة التي تحدث عنها، قائلاً: “لم يعد بالامكان التقدّم في الملف الرئاسي إن لم تقارب كل القوى السياسية هذا الاستحقاق بمنطق السلّة، أي أن يضع كل فريق تطلّعاته وهواجسه الأساسية في تلك السلّة، ويسعى الى أخذ اتفاق وضمانات من الفريق الآخر عليها، ويكون اسم الرئيس احدى تلك النقاط في السلّة”.

وحول أساسيات هذه السلة وبنودها، اكتفى عون بالقول: “في ما يخصنا تحددت هذه البنود، بحيث باتت معروفة”.

وعن إمكان طرح التيار شروطاً ومطالبات جديدة على “حزب الله”، أشار عون الى أنها “تشمل أيضاً برنامج الأولويات الرئاسية وهو برنامج عمل للعهد المقبل”، واصفاً العلاقة مع “حزب الله” بأنها “في بداياتها مع إستعداد إيجابي لايصالها الى إتفاق في نهاية المطاف”.

وعن التوافق على سليمان فرنجية أم قائد الجيش، أكد عون أنه لا يمكنه الجزم بشيئ في ما يخص الأسماء وكل شيئ وارد، “فالأمور محكومة بمسار التفاوض وإمكان الاتفاق على العناوين المطروحة ما يسهّل الاتفاق على اسم”.

وفي هذا السياق، أكدت أوساط “حزب الله” في حديث عبر “لبنان الكبير” أن “الأوضاع والأجواء بيننا وبين التيار إيجابية، لكنها تحتاج الى المزيد من الوقت، لأن هناك تفاصيل كثيرة تجري مناقشتها مع اللجان المشتركة بين الطرفين حيال اللامركزية الادارية والمالية الموسعة من جهة والصندوق الائتماني من جهة أخرى”.

وحول عناوين السلة المطروحة، أوضحت الأوساط أن “عناوين السلة واضحة اللامركزية الموسعة والصندوق الائتماني، وباسيل يعتبر أن هذا الموضوع يستأهل كل التضحية”، مشيرةً الى أن “كلام النائب عون الأخير يوحي كأن هناك وفاقاً سيحدث معنا يمكن أن يقرب الوصول الى نتيجة، خصوصاً بعدما أشار الى أن فرنجية ليس مرشحاً مستحيلاً وهذا يؤكد أن الأمور ذاهبة في إتجاه التفاهم على قاعدة السلّة الواحدة”.

وعن السير في المرحلة المقبلة بقائد الجيش بدلاً من سليمان فرنجية، قالت الأوساط: “كل شي بوقته ومرشحنا الذي ندعمه هو فرنجية حتى اليوم، وفي السياسة كل شيء في وقته”.

يتضح أن التيار يسعى بكل ما لديه من نفوذ وقوة الى اعادة العلاقة بينه وبين حليفه السابق، الى سابق عهدها بعدما تأكد أنه لم يعد ضمن المعادلة الرئيسة، فهل ستحمل “سلة” باسيل مزيداً من الشروط التعجيزية في المرحلة المقبلة لضمان مواقع في المعادلة الأساسية، وهل سيتنازل عن حلمه الرئاسي لصالح قائد الجيش أم رئيس “المردة”؟

اية المصري- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة