الحزب عن لقاء رعد – عون “ما في شي بالصدفة”: ما بين السطور تُقرأ عناوين كثيرة!
في حين كان الملفّ الرئاسي اللبناني ينتظر لقاء وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قمّة العشرين، انتهت القمّة من دون حصول اللقاء الرسمي بين الرجلين. اكتفى الرجلان بمحادثة جانبية بينهما، على ما كشف الزميل محيي الدين الشحيمي في “أساس” أمس.
بناءً عليه لا بدّ من التوقّف عند محطتين أساسيّتين مفصليّتين في الملفّ الرئاسي اللبناني ستشكّلان تقاطعاً خارجياً وداخلياً إذا اكتملت عناصره فقد يُنتج رئيساً في الأشهر القليلة المقبلة.
من باريس إلى بيروت تكثّفت حركة رئاسية ستظهر في النصف الثاني من شهر أيلول، ليس فقط في الرحلة الأخيرة لموفد ماكرون إلى لبنان، جان إيف لودريان، بل في ما سيليها أو يرافقها من حراك قطري بنكهة “أميرية”.
1- لقاء عون – رعد ليس صدفة
منذ حوالي أسبوع، حصل لقاء بين رئيس كتلة الحزب النائب محمد رعد وقائد الجيش العماد جوزف عون. تسرّب الخبر بشكل أوحى أنّ الحزب يرسل أكثر من إشارة:
– أوّلاً: إلى حليفه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، للقول إنّ قطار الرئاسة لم يتوقّف عند موقف التيار.
– ثانياً: إلى الأميركيين للقول إنّ اللقاء مع الحزب على منتصف الطريق “ممكن”، خصوصاً بعدما رشح أنّ وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان طلب من “الشباب” في لبنان عدم انتخاب رئيس يُغضب السعودية، والحفاظ على “التهدئة”، فأجابوه بأن “لا مشكلة لدينا”، على ما كشف الزميل وليد شقير في “أساس” الأسبوع الفائت.
غير أنّ ما نُشر عن اللقاء لم يكن دقيقاً، وهو ما يمكن أن يؤدّي إلى خطأ في القراءة. ففي التفاصيل أنّ اللقاء حصل في منزل صهر قائد الجيش ديدي رحّال، الذي سبق أن خضع لعملية جراحية دقيقة. وهو صديق مشترك بين عون ورعد. فجرى إخراج اللقاء على أنّه زيارة اطمئنان على صحّة رحّال، بينما هو في الواقع لقاء سياسي بين أعلى مرجع نيابي في الحزب والمرشّح الرئاسي الذي تظهّر اسمه في الحراك القطري. إنّه لقاءٌ مُعَدّ له وليس صدفةً ولا لقاءً روتينياً.
تعلّق مصادر مقرّبة من الحزب قائلة: “ما في شي بالصدفة بيصير هيك عند الحزب، وانشالله خير”.
تضيف مصادر متابعة للّقاء بالقول: “لم يكن لقاء رعد – عون صدفة، بل جرى خلاله استعراض التحدّيات التي تواجهها البلاد بكلّ جوانبها، واستعرض الجانبان أوضاع الجيش ومسؤوليّاته في هذه الظروف الحسّاسة”.
وما بين السطور تُقرأ عناوين كثيرة لها اتّصال بما يجري على الساحتين الإقليمية والدولية
2- باريس: حراك سعوديّ – قطريّ – فرنسيّ
تكتفي مصادر الإليزيه بالقول لمن يسأل من الصحافيين إنّ اللقاء بين بن سلمان وماكرون لم يحصل، من دون تبرير السبب. غير أنّ مصادر أخرى متابعة للملفّ اللبناني تتحدّث عن لقاءات تحصل في باريس، التي سبق أن وصل إليها منذ أيام وفد سعودي برئاسة المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا، والسفير السعودي في لبنان وليد بخاري، والمسؤول في الخارجية السعودية السفير أحد قطان.
تزامن هذا مع وجود موفد قطري في العاصمة الفرنسية، على أن يتمّ الإعداد لمهمّة لودريان الذي يصل لبنان اليوم الثلاثاء بمقاربة رئاسية واضحة ليست إلّا انعكاساً لمقاربة اللجنة الخماسية، ومن ورائها “البيان الثلاثي” في نيويورك بين السعودية وأميركا وفرنسا.
يُفصح كلّ هذا عن تحوّلات كبيرة في مهمّة لودريان أبرزها:
– لا حوار: بعدما عكست مواقف قوى محلّية رافضة للحوار إرادة محلّية وإقليمية، لبنانية وعربية، بأن لا حوار قبل انتخابات الرئاسة. وبالتالي سيكون البديل هو إجراء مشاورات ثنائية ولقاءات غداء وعشاء بدل الاجتماع على طاولة حوار جامعة.
– الرئيس الوسطيّ: مقاربة الرئاسة على أساس انتخاب “رئيس تسوية” يكون وسطيّاً بين اللبنانيين، لا ينتمي إلى أيّ فريق وليس محسوباً على طرف، وهو ما يعني سقوط المرشّحَيْن سليمان فرنجية وجهاد أزعور من المعادلة الرئاسية.
– خليّة باريس: عدم حصول لقاء بن سلمان – ماكرون لن ينعكس سلبياً على الملفّ اللبناني لأنّ خليّة باريس تعمل بالوكالة عن الدول الخمس، تمهيداً لعودة لودريان “تحت السقف العربي”، وتمهيداً للحراك القطري.
“رِجِع” أيلول
في مثل هذا الشهر من العام الماضي وضع “البيان الثلاثي” من نيويورك مواصفات “الرئاسة” اللبنانية. حاولت فرنسا طوال العام إنجاح مقاربة رئاسية لم تكن تعكس، أو تمايزت بالحدّ الأدنى عن نتائج اجتماع نيويورك قبل عام.
يعود أيلول هذا العام على وقع إحباط المحاولة الفرنسية وعودتها إلى “الإجماع” ليس “الثلاثي” هذه المرّة إنّما “الخماسي”، الذي سيظهر خلال لقاءات المبعوث الفرنسي مع ممثلي الأحزاب اللبنانية.
جوزفين ديب- اساس