لماذا تجاهل المغرب حتى الآن المساعدة التي عرضتها فرنسا بشأن الزلزال؟

الصحراء الغربية المثيرة للجدل، والتي أعلنت أنها أرسلت 86 من رجال الإنقاذ برفقة كلاب متخصصة في البحث عن الضحايا، بعد أن تلقت تصريحا رسميا بطلب مساعدة من الرباط.

فرنسا، كان قد عرضت على الفور خدماتها يوم السبت، وأكدت على لسان رئيسها إيمانويل ماكرون أنها مستعدة للتدخل “عندما ترى السلطات المغربية ذلك مفيدا”، بوسائل البحث والإنقاذ التي ستكون جاهزة للمغادرة. لكن المغرب لم يستجب، حتى الآن، بشكل إيجابي لهذه اليد الممدودة الفرنسية.

وردا على سؤال لشبكة RMC-BFMTV الفرنسية، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، إن إثارة الجدل حول هذا الموضوع “غير مناسبة على الإطلاق”، معتبرةً أن “المغرب سيد في خياراته التي يجب احترامها، وقد اتخذ قراره بإعطاء الأولوية لوصول المساعدات بناء على تقييمه للوضع. كما أن المغرب يتمتع بالسيادة، وهو الوحيد القادر على تحديد احتياجاته”. لكن فرنسا تبقى جاهزة لتقديم المساعدة الفورية وعلى المدى المتوسط، توضّح الوزيرة الفرنسية، معلنةً عن مساعدة بقيمة خمسة ملايين يورو للمنظمات غير الحكومية في الموقع.

غير أنّه في سياق العلاقات المتدهورة في الآونة الأخيرة بين فرنسا والمغرب، فإن مسألة “تحديد الأولويات” هذه من المغرب، تُثير العديد من الأسئلة في فرنسا. غير أن مسؤولين فرنسيين داخل السلطة التنفيذية أشاروا إلى أن فرنسا ليست الدولة الوحيدة التي لم تتلق حتى الآن رداً على عرضها لتقديم المساعدات، حيث إن حوالي ستين دولة عرضت المساعدة. وأكد مسؤولون في وزارة الخارجية، كما أوردت وسائل إعلام فرنسية، أن المغرب يريد تجنب أي ازدحام من شأنه أن يعطل جهود الإغاثة.

لكن داخل المنظمات الإنسانية يتم التساؤل: “هل يجب النظر إلى ذلك باعتباره أحد آثار التوترات في الأشهر الأخيرة في العلاقات بين البلدين؟”. فالمغرب ليس له سفير في فرنسا منذ أشهر، واضطر الرئيس إيمانويل ماكرون إلى تأجيل زيارة كانت مقررة إلى الرباط الشتاء الماضي، وهي الزيارة التي لم تتم إعادة جدولتها حتى الآن.

وتحدثت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية في تقرير لها اليوم الإثنين، تحت عنوان: “بين الملك محمد السادس وماكرون.. دبلوماسية إنسانية صعبة” أن الزلزال الذي ضرب المغرب يأتي في وقت تشهد العلاقة بين الرباط وباريس توتراً منذ أكثر من عامين، مع الكشف عن قضية بيغاسوس. وهي فضيحة التنصت التي يبدو وفق تقارير، أنها سمحت للنظام المغربي بالتجسس على الهاتف الشخصي لإيمانويل ماكرون عبر شركة إسرائيلية.

كما أن عدم امتثال السلطات المغربية لاتفاقيات ترحيل الأجانب الذين هم في وضع غير نظامي إلى الحدود، وقبل ذلك الخلافات بشأن قضية الصحراء الغربية، أشعلت جميعها أزمة صامتة بين فرنسا والمغرب، كما تقول “لوفيغارو”.

وتتابع الصحيفة الفرنسية القول إن الرباط تُعيب على باريس ما تعتبره دعما ناقصاً في ملف الصحراء، حيث يعتبر الإليزيه أن خيار الحكم الذاتي مهم، لكنه يترك الأمر للأمم المتحدة للتوصل إلى حل عن طريق التفاوض.

القدس العربي

مقالات ذات صلة