احتجاجات السويداء تشكل إدارة سياسية.. ما التالي؟
يثبت الحراك الشعبي في السويداء مع دخوله الأسبوع الرابع، أن مسألة استمراره في المطالبة بتغيير النظام السوري ورحيل رئيسه بشار الأسد أصبحت امراً محسوماً لا رجعة فيه، وذلك يحتاج إلى قيادة سياسية ومدنية للحراك بدأت تظهر ملامح تشّكلها بشكل أوضح خلال الأيام الماضية.
الأسبوع الرابع
ودخلت السويداء الاثنين، أسبوعها الرابع في التظاهر ضد الأسد ونظامه، وخرج عشرات المتظاهرين في ساحة “الكرامة” للتأكيد على مطالبهم بالتغيير السياسي وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 2254.
وأصبحت ساحة الكرامة معقلاً للتظاهرات الشعبية المطالبة بالتغيير السياسي لحكم الأسد في سوريا، وأصبحت الاحتجاجات تأخذ شكلاً رمزياً خلال أيام الأسبوع، بينما تخرج واحدة حاشدة حددها القائمون على تنظيم الحراك يوم الجمعة من كل أسبوع.
ولا تختلف المطالب خلال الوقفات الرمزية التي تشمل عدداً من القرى في المحافظة إضافة إلى ساحة “الكرامة”، عن المظاهرة الرئيسة الجمعة، لا من حيث الشعارات التي تصدح بها حناجر المتظاهرين أو من خلال اللافتات المرفوعة.
ما التالي في السويداء؟
ويكمن الاختلاف الوحيد في عدد المتظاهرين، إذ إن العشرات يتظاهرون في الوقفات الرمزية، بينما أصبح يشارك أكثر من ألفي شخص في تظاهرة الجمعة الرئيسية في ساحة الكرامة من مختلف القرى والبلدات في محافظة السويداء.
والواضح، أن نظام الأسد حسم خياره بتجاهل حراك السويداء ومطالبه، والتعويل على ملل وتراجع المتظاهرين على المدى الطويل، وبالتالي فإن مسألة استخدام الحل الأمني كما فعل بباقي المحافظات السورية مستبعدة، نظراً لخصوصية المحافظة الطائفية والتي يعتبر المساس بها نسفاً لرواية الأسد حول حماية الأقليات، لتبرير حربه ضد السوريين الثائرين ضده على مدى 12 عاماً.
ويؤكد الناشط والسياسي ورئيس فرع السويداء للمنظمة العربية لحقوق الإنسان في سوريا، سليمان الكفري إن هناك مساعي حثيثة على كافة المستويات لتشكيل إدارة حقيقية للحراك وضمان استمراره والحرص على سلّميته وتوجيه بوصلته نحو اتجاه واحد، هو التغيير السياسي وإسقاط النظام.
ويقول الكفري ل”المدن”، إن الحراك في السويداء في أسبوعه الرابع “لم يتغير”، ومازال يستفيد من خبراته على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، لتطوير وتعديل وتنظيم آلياته وأدواته، مؤكداً أن الحراك يسير نحو الأمام ويضغط على النظام لبدء تطبيق القرار 2254، وإسقاطه مع كافة رموزه.
وعن التالي في السويداء، يوضح الكفري أن هذا سؤال “يشغل بال الجميع” سواء من المتظاهرين والقائمين على الحراك، أو من الوطنيين الأحرار في عموم الجغرافيا السورية، وعليه فإن الجميع حريصون على أن يأخذ الحراك مداه لتحقيق مطالب الشارع السوري بإسقاط النظام.
قيادة الحراك
وتشكيل إدارة للحراك أمست حاجة ملحّة تقوده للتصعيد السلمي للحصول على المطالب، والحؤول دون تراجعه كما يريد الأسد، لأن احتمال تحوّله نحو الكفاح المسلح ليس وارداً كما باقي المحافظات، مع غياب نية النظام استخدام الحل الأمني.
ويوضح الكفري أنه يجب التفريق بين تشكيل إدارة لقيادة الحراك والحفاظ على استمراه، وبين تشكيل إدارة سياسية تتحمل تبعات ردة فعل الأجهزة الأمنية ضده، إضافة إلى تعبئة الفراغ الأمني، مشيراً إلى أن كل هذا الخطوات تُدرس وتدور نقاشات حولها.
من جهته، يقول ناشط من القائمين على حراك السويداء، إن هناك لجنة تنظيمية للحراك تشكلت منذ 10 أيام، لكن حتى الآن لم تُشكل قيادة له، معيداً السبب إلى أنه حراك شعبي ليس تابعاً لأي حزب او تيار او فصيل عسكري.
ويؤكد الناشط ل”المدن”، إن الحراك لم ولن يتواصل مع دول خارجية لا الآن ولا لاحقاً، لأنه يؤمن بالقرار الداخلي والحل السوري- السوري.
المدن