في عين الحلوة: من يحاول استدراج الجيش؟

سجلت اشتباكات مخيم عين الحلوة في يومها الرابع تطوراً ميدانياً خطيراً تمثل في استهداف مركزين للجيش اللبناني في محيط المخيم بثلاث قذائف، ما أدى الى إصابة 5 عسكريين، أحدهم بحالة حرجة، حسب بيان صادر عن مديرية التوجيه في الجيش.

استهداف الجيش
بالتوقيت، جاء استهداف الجيش اللبناني في لحظة يبدو فيها طرفا النزاع الدائر في عين الحلوة “محشورين”. “فتح” ترفض وقف إطلاق النار قبل تحقيق إنجاز عسكري لم تتمكن من بلوغه حتى الآن. وغايتها فرض استسلام وتسليم المتهمين باغتيال قائدها العميد أبو أشرف العرموشي ورفاقه أو القضاء عليهم. والمجموعات الإسلامية المسلحة التي ينتمي إليها المتهمون، تريد وقفاً لإطلاق النار يبقي الوضع على حاله.

هكذا أتى استهداف الجيش ليطرح أكثر من تساؤل حول المنحى الذي يسلكه الوضع في المخيم، سيما مع إعادة تحذير الجيش من وصفهم “الأطراف المعنية داخل المخيم من مغبة تعريض المراكز العسكرية وعناصرها للخطر”، وتأكيد الجيش -حسب البيان- أنه سيتخذ الإجراءات المناسبة”.

ومن أبرز التساؤلات التي تطرح، هل كان هذا الإستهداف لمركزي الجيش في هذا التوقيت بالذات مقصوداً، وهل هناك من يحاول استدراجه الى معارك المخيم، ولمصلحة من هذه المحاولة اذا تبين صحتها! وماذا سيكون الموقف الميداني للجيش بعد هذا الاستهداف، وماذا إذا تكرر؟

وإثر استهداف الجيش اللبناني، أصدرت “قيادة قوات الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا” بياناً أدانت فيه هذا الإعتداء، واعتبرت أنه تطور خطير مستنكر لديها. وجاء في البيان “ونؤكد في قوات الأمن الوطني أن المستهدف من هذه الجماعات الإرهابية في عين الحلوة ليس فقط حركة “فتح” وقواتنا، إنما الجيش اللبناني والمواطن اللبناني، حيث لا يُفرق الإرهابي بين جنسية ودين داخل المخيم وخارجه. ونعتبر في قوات الأمن الوطني أن هذه المجموعات الإرهابية في عين الحلوة وقيادتها قد صدر بحقها أحكام غيابية من المحكمة العسكرية في لبنان بجرائم الإرهاب التي تستهدف أمن لبنان واللبنانيين”.

اشتداد المعارك
وكانت الاشتباكات تواصلت وبشكل عنيف مساء الأحد، بعد فشل مسعى جديد لوقف اطلاق النار، قام به الشيخ ماهر حمود بالتنسيق مع مخابرات الجيش اللبناني، وبالتواصل بين حمود وعصبة الأنصار، أفضى إلى إعلان “تجمع الشباب المسلم” تحت ضغط من العصبة الالتزام الكلي بوقف اطلاق النار وكافة الأعمال العسكرية من طرف واحد، وفق بيان للشباب المسلم، أعقبه توزيع تسجيل صوتي منسوب للمطلوب البارز هيثم الشعبي، يؤكد على ما جاء في البيان.

وكان لافتاً البيان الذي أصدرته العصبة تزامناً في أول تعليق رسمي على اشتباكات المخيم، أوضحت فيه موقفها بعدم المشاركة في ما وصفته “تدمير مخيمنا وتهجير أهلنا”، وحرصها على إنهاء ذيول هذه الأحداث منذ بدايتها “رغم تعرض مراكزها وبيوتها ومساجدها لإطلاق النار وقذائف”، حسب بيان العصبة، التي أوضحت أيضاً ما حصل بالأمس في منطقة الرأس الأحمر بـ”أنَّ هناك شخصاً من الأمن الوطني يُدعى “النمس” جاء بمجموعة كبيرة إلى موقع الرأس الأحمر وشنّ هجوماً باتجاه الصفصاف، فتصدى له أهل الحيّ من المسلحين، مما اضطر عصبة الأنصار إلى إرسال مجموعة من شبابها لحقن الدماء ووقف التدمير الممنهج للأحياء في المخيم، وأن العصبة تواصلت مع “الأمن الوطني في موقع الرأس الأحمر من أجل إخراجهم سالمين..”.

القتلى والجرحى
لم تتأخر فتح في إعلان رفضها وقف إطلاق النار قبل تسليم المتهمين باغتيال العرموشي ورفاقه أو القضاء عليهم. مع ذلك، سجل المخيم بعدها تراجعاً في حدة الاشتباكات لبعض الوقت قبل أن تعود وتشتد مع ساعات المساء بوتيرة أعلى.

وارتفعت حصيلة الإشتباكات في يومها الرابع إلى ستة قتلى بعد مقتل المدني الفلسطيني أيمن السبع، إثر سقوط قذيفة في حي حطين، فيما تخطى عدد جرحى الاشتباكات الخمسين جريحاً داخل المخيم وخارجه.

وبسبب استمرار الاشتباكات في عين الحلوة، أعلن محافظ الجنوب منصور ضو في بيان “إقفال الإدارات الرسمية العاملة في سرايا صيدا، حرصاً على سلامة المواطنين والموظفين في آن معاً”.

كما أعلن عدد من المؤسسات التربوية الرسمية والخاصة المواجهة للمخيم، وكذلك أعلنت مؤسسة مياه لبنان الجنوبي في صيدا، الإقفال غداً الإثنين للسبب نفسه.

المدن

مقالات ذات صلة