الإجهاد يؤدي إلى اكتساب زيادة الوزن… على المدى الطويل!
يؤثر الإجهاد المتراكم سلبا ليس فقط في فقدان الوزن، بل وفي زيادة الوزن أيضا.
وتشير الدكتورة ناتاليا أوخانوفا، أخصائية علم الوراثة النفسي، إلى أن وزن الجسم يزداد بسبب التوتر العصبي المزمن من أجل الحماية الذاتية.
وتقول “يوصي الأطباء في هذه الحالة بضرورة استشارة طبيب نفساني أو معالج نفساني من أجل تشخيص أسباب التوتر النفسي وتغير الموقف تجاه الذات وتجاه المواقف الناشئة، وكذلك لتشكيل آليات دفاعية جديدة أكثر ملاءمة للحالة”.
وتضيف موضحة أنه غالبا ما يزداد وزن الشخص بسبب مشكلات نفسية مثل الشعور بعدم الأهمية والشعور بالضعف وعدم القدرة على الاحتماء ورهاب العلاقة الحميمة.
ووفقا لها، للحفاظ على رشاقة الجسم أو التخلص من الوزن الزائد يجب اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة واتباع نظام نوم ثابت. فإذا كان الشخص يهمل الراحة الجيدة ستحدث اضطرابات في الجسم تؤدي إلى زيادة الوزن.
وأكدت دراسة بريطانية حديثة أن الأشخاص الذين يعانون من الإجهاد المتكرر يكونون أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالسمنة على المدى الطويل. وأجرى الدراسة باحثون في كلية لندن الجامعية في بريطانيا ونشرت في دورية “أوبيزيتي” العلمية.
وراجع فريق البحث حالة 2527 من الرجال والنساء الذين تزيد أعمارهم عن 54 عاما، شاركوا في دراسة استمرت أربع سنوات.
وقام الباحثون بقياس مستويات “الكورتيزول” وهو هرمون يفرزه الجسم أثناء تعرضه للإجهاد، ووجدوا أن التعرض لكميات مرتفعة من هرمون “الكورتيزول” على مدى عدة أشهر يرتبط مع زيادة فرص إصابة الأشخاص بزيادة الوزن.
وأظهرت الأبحاث أيضا أن الأشخاص الذين يتعرضون للإجهاد يميلون إلى الإفراط في تناول الطعام وخاصة الأطعمة الغنية بالدهون والسكر والسعرات الحرارية المرتفعة، وهذه العوامل ترفع فرص الإصابة بالسمنة.
وقالت قائدة فريق البحث الدكتورة سارة جاكسون إن هذه النتائج تقدم دليلا واضحا على أن الإجهاد المزمن يرتبط مع زيادة فرص الإصابة بالسمنة.
وأضافت أن زيادة مستويات هرمون “الكورتيزول” مرتبطة أيضا مع زيادة الدهون حول البطن، وهذا عامل خطر يزيد فرص الإصابة بأمراض القلب والسكري والوفاة المبكرة.
كما أثبتت الدراسات أن عامل الضغط النفسي يرتبط مباشرة بزيادة في تناول الطعام لدى بعض الناس حيث يتأثر سلوكهم الغذائي. فيقصدون البراد أكثر أو تزيد شهيتهم لبعض الأطعمة، خاصة العالية بالنشويات والسكر والغنية بالسعرات الحرارية. ويلجؤون عادة إلى هذه الأطعمة لأنها تساهم في تحسين المزاج والشعور بالهدوء.
وتظهر الدراسات أن الدافع وراء الإسراف بالطعام بيولوجي وهو جزء من كيفية تجاوب النظام الجسدي للأفراد مع الضغط النفسي، حيث أن خلايا الذهن تؤثر مباشرة على سلوكهم الغذائي.
وفي فترة التوتر، تصاب هرمونات السعادة كالسيروتونين بخلل في تأدية وظيفتها، فتزيد الطاقة المتناولة من أجل الشعور بالرضى والتمويه عن النفس، مما يؤدي إلى زيادة في الوزن وغيرها من المشاكل كالإرهاق والقلق والإحباط والأرق.
ويتجاوب الأشخاص بطريقة مختلفة مع الضغط النفسي.
وتختلف معها كمية إفراز هورمون الضغط أو “الكورتيزول” في الجسم. وأظهرت الدراسات أن كلما زادت نسبة الكورتيزول في الدم، كلما زادت الشراهة والإسراف بتناول الطعام، خاصة السكريات البسيطة التي بدورها ترفع نسبة الأنسولين في الدم. إن ارتفاع نسبة الأنسولين في الدم يؤدي إلى مقاومة خلايا الجسم للأنسولين، مما يؤدي إلى تراكم الدهون بسبب عدم معالجة الخلايا للسكر بطريقة صحيحة.
العرب