“المراقب من بعيد” “وصاحب الدار … ورسائله الى المعنيين بـ”حقل بعبدا”!

خطف الأنظار لقاء الجبل الأخير، بين البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي وزعيم المختارة والدروز وليد جنبلاط، على الرغم من أن هذا اللقاء أكد المؤكد بتثبيت مصالحة الجبل التي أرساها البطريرك الراحل نصر الله بطرس صفير، لكنه اتخذ أبعاداً كثيراً خصوصاً بعد خطاب جنبلاط، الذي كان واضحاً وضوح الشمس من خلال تهجمه على البعض وتشديده على الحوار ومصلحة لبنان التي تعنيه.

واللافت مهاجمة جنبلاط الولايات المتحدة الأميركية وإيران من خلال جملة أسئلة طرحها على الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين ووزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان، اللذين زارا لبنان في الأيام الماضية وقاما بجولات سياسية وسياحية، فهل سينجحان في ترسيم “حقل بعبدا”؟

من منبر المختارة، قال جنبلاط بالفم الملآن: “يأتينا وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان بالتزامن مع زيارة رجل الترسيم آموس هوكشتاين، وكلاهما صرحا بتأييدهما لإنجاز الانتخابات الرئاسية، ممتاز، كيف؟ فهل يمكن ترسيم حقل بعبدا يا سيد هوكشتاين؟ وهل يمكن تسهيل الانتخابات يا سيد عبد اللهيان؟”.

إنطلاقاً من هذه السطور، انتقد جنبلاط أميركا وإيران بصورة صريحة، وحمّلهما مسؤولية عدم إيصال اللبنانيين الى حل جذري لإنهاء الشغور الرئاسي. وبحسب معطيات الحزب “التقدمي الاشتراكي” فان “كلام جنبلاط كان واضحاً وواقعياً، وطالب الطرف الأميركي والايراني بالافراج عن الرئاسة اللبنانية، معتبراً أن الاشتباك بينهما أساس في تأثيره على المعادلة اللبنانية، فمفاوضات الطرفين لها إنعكاسها المباشر على الداخل”.

وأكدت أوساط “التقدمي” عبر “لبنان الكبير” أن “كلام جنبلاط ليس موجهاً الى الأميركي والايراني وحسب، بل الى القوى الداخلية أيضاً، وموقفه سيادي صرف بمعزل عن الأطراف السياسية التي تعتبر نفسها سيادية أكثر من أي جبهة أخرى”.

وحول تأكيد جنبلاط التزامه بالحوار، رأت الأوساط أن “هذا ليس بجديد، فموقف جنبلاط من الحوار معروف منذ القدم، لكنه أكد أن الحوار يجب أن يكون محصوراً بالشق الرئاسي وليس حواراً حول المؤسسات أو اتفاق الطائف أو الدستور، اذاً حوار من دون شروط مسبقة ومقتصر على انتخاب الرئيس، كما أشار الى أنه على إستعداد للمساعدة في مهمة الرئاسة الصعبة ولكن ليست المستحيلة”.

اما بالنسبة الى صفة “المراقب من بعيد” التي أطلقها جنبلاط على نفسه، وخطابه الذي يؤكد أن كلمته لا تزال الكلمة الفصل في الاستحقاقات المهمة وتحديداً في موقف “التقدمي” و”اللقاء الديموقراطي”، فقالت الأوساط: “للمختارة مشهدية خاصة ووليد بيك، صاحب الدار وليس رئيس الحزب أو رئيس اللقاء الديموقراطي، لكن هذه الدار التي استضافت المصالحة كانت لديها مشهدية منذ يومين مماثلة للأيام السابقة. ولا يجب مهاجمة وليد بيك واعتبار أنه أخذ من صلاحيات تيمور، لأن هذا الكلام غير صحيح ومرفوض جملةً وتفصيلاً، وكل ما في الموضوع أنه صاحب الدار ويستذكر الأوضاع السابقة وقال عدة مرات بأنه مراقب من بعيد، وفعلاً بات هو مراقباً من بعيد”.

وعن “أصوات النشاز التي تعمل على نبش القبور”، شددت الأوساط نفسها على أن “هذه العبارة واضحة أنها موجهة الى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وهي ليست جديدة ومنذ مدة بدأت مع زيارة قبر شمون، وخطاب دير القمر، وموضوع الأجراس… والتيار يعتبر أن المصالحة غير مكتملة لأنها لم تحدث معهم ولم يكونوا بالدق اذ كانوا خارج لبنان، لكن هذه المصالحة حدثت تحت عباءة السلام التابعة لبكركي، وباسيل يعتبر نفسه معنياً بها”.

واعتبرت الأوساط أن خطاب جنبلاط يمكن إختصاره بسطر واحد “اعادة التأكيد على ثوابت المصالحة من جهة، وثوابت سياسة الحزب التقدمي حيال الأزمة اللبنانية من جهة أخرى”.

اية المصري- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة