إنقلاب باسيل على مبادرة برّي وأيامها السبعة…غيّر الاتجاه!
فاجأ رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل ليل الخميس الماضي، بعض الاطراف السياسية بالكلمة التي القاها خلال عشاء هيئة قضاء البترون في “التيار”، وخصوصاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، حين سارع الى تبديد الاجواء الايجابية، بعدما ردّ بالقبول على دعوة برّي الى حوار الايام السبعة، وإبقاء الجلسات الانتخابية الرئاسية مفتوحة، لكن خطاب باسيل الذي لم يرحم خلاله احداً، لا من المقرّبين ولا من المبعدين حمل معه السجالات والردود في نهاية الاسبوع، خصوصاً بعد رد النائب علي حسن خليل على كلامه قائلاً: “باسيل انقلب على المبادرة بعدَ أن شعر بحجم التجاوب الكبير معها، متهماً إياه بأنه يريد تعطيل الحوار، فانتقل الى نغمة الشروط والأولويات بنقاش عبثي، وهذا ليس غريباً على من يتقن فن تعطيل مصالح البلاد والعباد”.
الى ذلك أبدى نائب في كتلة “التنمية والتحرير” استياءه من موقف رئيس “التيار” تجاه حوار الرئيس برّي، بعدما كان اول مؤيديه وبدا متجاوباً وايجابياً، لكن ما الذي جرى؟ يقول النائب، ولماذا كل هذا التصعيد؟ رافضاً بشدة ما قاله باسيل “عن عودة تحالف الطيونة لتطيير فرصة الرئاسة”. ورأى أنّ هذا الرد السلبي جاء على خلفية موافقة الاكثرية على دعوة رئيس المجلس، لذا اراد التعطيل والعرقلة كما يفعل دائماً، الامر الذي يؤكد انّ باسيل يلعب على مجموعة حبال سياسية، وهذا لا يفيده ابداً لانّ جميع الاطراف باتوا على علم بما يفعل، ويرسم ويخطط في كل مرة، مشيراً الى انّ موقفه هذا عزّز رفض المعارضة وبعض النواب التغييريين والمستقلين لمبادرة الرئيس بري، المتهم من قبل الفريق الاخر بالعرقلة الرئاسية، فيما الحقيقة واضحة وأظهرت جيداً هوية المعرقلين للاستحقاق الرئاسي كما قال.
في سياق مغاير اعتبرت مصادر سياسية مراقبة لما يجري على الساحة اللبنانية، أنّ موقف باسيل الاخير لربما يكون له علاقة بالحوار القائم بينه وحزب الله، والذي لم يصل بعد الى باب مفتوح، خصوصاً في ما يتعلق بمناقشة مشروع اللامركزية الإدارية والمالية الموسّعة، والتي قال الطرفان عنها انها تحتاج الى العديد من المناقشات والمباحثات للوصول الى تفاهم بشأنها، لانّ لدى حزب الله اعتراضات تتعلق بتقسيم الأقضية والصلاحيات المالية. ورأت أنّ تصعيد رئيس “التيار” لم يأت من عدم، بل من انزعاجه من لقاء رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة ” النائب محمد رعد مع قائد الجيش العماد جوزف عون، اذ شعر بأنّ شيئاً ما يُحضّر ضده او بالاحرى رسالة من الحزب اليه، بأنه في حال لن يسير بدعم رئيس تيار “المردة ” سليمان فرنجية، سوف يتم الاتفاق على اسم قائد الجيش كمرشح توافقي، ولذا فهم باسيل الرسالة واراد ان يرد عليها بسحب موافقته على الحوار، في محاولة انقلابية على كل من يعمل ضده بالخفاء.
ولفتت المصادر المذكورة الى انّ باسيل لا يريد رئيساً في بعبدا، وكل ما يريده هو تمرير الوقت، ورأت انه لربما يفضّل وصول فرنجية الى بعبدا، بدلاً من قائد الجيش الذي سيسحب مناصري “التيار الوطني الحر” الى جانبه، اي سيستقطب شعبية باسيل التي تتضاءل منذ ان تسلّم رئاسة “التيار”. معتبرة أنّ هجومه على رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع و”لطشاته” عن التقسيم وتهجير مسيحيي المناطق الحدودية، يؤكد أنه عاد ليغرّد خارج سرب المعارضة، من ناحية عدم تأييده لمرشحها الرئاسي الوزير السابق جهاد أزعور، فيما وقبل ايام قليلة عاد ليؤكد انه سيسير بأزعور، وبأن ممثلين عن “التيار” يشاركون في اجتماعات القوى المعارضة، مما يعني انّ كل هذا التناقض يشير الى فشل ذلك التقارب، الذي لطالما وصفته معظم القوى السياسية اللبناينة بالصوري، وبالمسرحية التي لا ينخدع بها احد، حتى انّ النثائي الشيعي لم يصدّق ذلك التقارب في اي مرة.
وتختم المصادر المذكورة “بأنّ الحوار الوحيد الذي سيُبحث وبشكل ثنائي من دون ان يصل الى نتيجة، هو الحوار الذي دعا اليه الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، الذي سيزور لبنان ربما للمرة الاخيرة يوم غد الاثنين، وستكون ردّات الفعل على دعوته سلبية، وسيعود خائباً الى بلاده، فتأتي المبادرة القطرية في العشرين من الجاري، حاملة في جعبتها إيجابيات وفق ما سمعنا”.
صونيا رزق- الديار