تجدد الاشتباكات في مخيم عين الحلوة
تجددت الاشتباكات اليوم السبت في مخيم عين الحلوة جنوب لبنان بين حركة “فتح” ومسلحين منتمين لمجموعات متطرفة مما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى وعدد من المصابين.
وأفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” الرسمية في لبنان بأن حدة الاشتباكات تصاعدت في المخيم ظهر اليوم في حي حطين وجبل الحليب غرب المخيم، وسرعان ما امتدت إلى المحاور التقليدية في البركسات والطوارئ والبستان اليهودي.
وقتل شخص من حركة “فتح” وآخر من المجموعات المتطرفة فيما سقط مدني أصيب برصاص طائش في منطقة الغازية المجاورة للمخيم ويدعى حسين مقشر، وفق ما أوردت وكالة “المركزية” للأنباء اللبنانية.
كما جرح عدد من الأشخاص داخل المخيم وخارجه نتيجة الرصاص الطائش وانفجار القذائف الصاروخية، في وقت أخلي مستشفى صيدا الحكومي من جميع المرضى حفاظاً على سلامتهم.
ووسط الاشتباكات، شلت الحركة في الشوارع المتاخمة للمخيم وتراجعت بشدة داخل مدينة صيدا، إذ استخدم طرفا النزاع الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية وأسلحة القنص التي طاولت أماكن بعيدة من محاور القتال.
أولوية وقف إطلاق النار
وفي ضوء التطورات، أكد الجيش اللبناني أنه يعمل “على اتخاذ التدابير المناسبة والقيام بالاتصالات اللازمة لوقف هذه الاشتباكات التي تعرض حياة المواطنين الأبرياء للخطر، ويدعو جميع الأطراف المعنيين في المخيم إلى وقف إطلاق النار” وجميع المواطنين “إلى توخي الحيطة والحذر في المناطق المحيطة بالمخيم وعدم الاقتراب من أماكن الاشتباكات”.
كما اتصل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وتشاور معه في تطورات مخيم عين الحلوة، مشدداً على “أولوية وقف الأعمال العسكرية والتعاون مع الأجهزة الأمنية اللبنانية لمعالجة التوترات القائمة”.
وقال ميقاتي إن “ما يحصل لا يخدم على الإطلاق القضية الفلسطينية ويشكل إساءة بالغة إلى الدولة اللبنانية بشكل عام، خصوصاً إلى مدينة صيدا التي تحتضن الإخوة الفلسطينيين، والمطلوب في المقابل أن يتعاطوا مع الدولة اللبنانية وفق قوانينها وأنظمتها والحفاظ على سلامة مواطنيها”.
وتعقد هيئة العمل الفلسطيني المشترك والأحزاب اللبنانية اجتماعاً موسعاً اليوم في مقر الاتحادات في صيدا لبحث سبل تثبيت وقف إطلاق النار.
اندلاع الاشتباكات
وكان الهدوء التام ساد صباحاً في مخيم عين الحلوة بعد نجاح مساعي الجيش اللبناني والقوى اللبنانية والفلسطينية في وقف إطلاق النار منذ السابعة من مساء أمس الجمعة.
وفي الـ29 من يوليو (تموز)، اندلعت اشتباكات عنيفة استمرت خمسة أيام بين حركة “فتح” ومجموعات متطرفة في عين الحلوة، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وأودى التصعيد بحياة 13 شخصاً، غالبيتهم مسلحون وبينهم قيادي في “فتح” قتل في كمين.
وتجددت الاشتباكات مساء أول من أمس الخميس بعدما أعلنت هيئة تجمع ممثلين عن فصائل فلسطينية انقضاء المهلة المعطاة لتسليم المشتبه فيهم في قتل القيادي في “فتح” أبو أشرف العرموشي.
ولا تدخل القوى الأمنية اللبنانية المخيمات بموجب اتفاق ضمني بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات اللبنانية، وتتولى الفصائل الفلسطينية نوعاً من الأمن الذاتي داخل المخيمات عبر قوة أمنية مشتركة.
ويُعرف مخيم عين الحلوة بإيوائه مجموعات متطرفة وخارجين عن القانون، ويقطن فيه أكثر من 54 ألف لاجئ فلسطيني مسجلين لدى الأمم المتحدة، انضم إليهم خلال الأعوام الماضية آلاف الفلسطينيين الفارين من النزاع في سوريا.
وغالباً ما يشهد المخيم عمليات اغتيال وأحياناً اشتباكات، خصوصاً بين الفصائل الفلسطينية ومجموعات متطرفة.
اندبندنت