“جبهة البريستول” هلى تتجدد… ونعود سنوات الى الوراء؟
“جبهة البريستول” هلى تتجدد؟ سؤال بدأت قوى سياسية عدة تطرحه في الآونة الأخيرة نتيجة الأوضاع والتخبط والشلل القائم في كل مفاصل الدولة. هل سنعود سنوات الى الوراء؟ هذا ما يبدو، فكل شيء في لبنان بات وارداً خصوصاً في ظل هذا الشغور والفراغ في مواقع الدولة ومؤسساتها وإداراتها، ناهيك عن النكد السياسي وتفاقم الأمور بين المعارضة والممانعة لا سيما بعد دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى حوار السبعة أيام وبعده جلسات متتالية لانتخاب رئيس.
نجح اللبنانييون واتحدوا لاخراج الوصاية السورية، وبإمكانهم اليوم التوحد مجدداً من دون أي إصطفاف طائفي أو مذهبي والتوصل الى حل ينهي أزمة لبنان الرئاسية العالقة والحفاظ على الدستور وعدم المساس به أو خلق بدعات دستورية. وكثيرة هي اللقاءات التي كانت تحصل ومنها “البريستول” و”قرنة شهوان” وغيرها وتوحدت فيها قوى 14 آذار ونجحت في إخراج السوري من البلد، مع العلم أن موجة الاغتيالات يومها لم تتوقف وذهبت ضحيتها شخصيات كانت لها مكانتها المهمة في لبنان.
فهل الأوضاع بعد العام 2000 كانت أصعب من أوضاعنا اليوم؟ صحيح أن الاوضاع آنذاك كانت مقلقة وكان البلد تحت إحتلال سوري انتهك سيادته وحرمته، ومارس أبشع التصرفات تجاه الشعب اللبناني وفرض قيوده الخاصة عليه، لكن الأوضاع الاقتصادية والمالية في المقابل كانت جيدة، فالمؤسسات والمصارف تعمل بصورة منتظمة وكان لدينا رئيس للجمهورية ورئيس للحكومة، على عكس حالنا اليوم فنحن نعيش الأمرين في دولة غائبة بلا رئيس للجمهورية وحكومة تصريف أعمال عاجزة عن تصريف أعمالها، ووضع اقتصادي مهترئ والليرة اللبنانية تتخبط أكثر وأكثر، فهل في ظل كل هذه الأوضاع الصعبة التي تعصف بالبلاد يمكن أن تتشكل “جبهة البريستول” مجدداً بعد سيطرة النكد السياسي وتقافم الأوضاع بين المعارضة والممانعة؟
في هذا السياق، أكدت أوساط المعارضة عبر “لبنان الكبير” أن “جملة أفكار يجري طرحها في هذه الآونة مماثلة لجبهة البريستول، خصوصاً وأن هناك جواً رافضاً لحزب الله يوازي بل أكثر من الرفض الذي كان للوجود السوري وممارسات جيشه في لبنان”، معتبرةً أن “الأجواء أصبحت مشابهة تماماً وربما أكثر للقوى الرافضة لحزب الله وممارساته ومحاولته فرض قناعاته على باقي اللبنانيين، ومن هذا المنطلق، أجل الجو جاهز للبريستول وهناك محاولات وأطراف كثيرة من المجتمع المدني من السياسيين والمستقلين والأحزاب المعارضة للحزب تلتقي وتتحدث في هذا الموضوع”.
وأشارت هذه الأوساط الى أن “المعارضة بكل أطيافها تبحث في هذه الجبهة، ومنها: الكتائب والقوات وكتلة تجدد، بالاضافة الى بعض المستقلين والتغييريين، ناهيك عن وجود شخصيات سياسية مستقلة ليست في موقع القرار من روحية 14 آذار وجوها ومقربين من لقاء سيدة الجبل تتحاور معنا لاعادة تشكيل جبهة البريستول”.
وحول إمكان تقاطع “التيار الوطني الحر” في هذه الجبهة، شددت الأوساط على أن “التيار غير وارد وجوده أو مطروح ضمن هذه الجبهة، اما بالنسبة الى اللقاء الديموقراطي فيجري التواصل معه لكن موقفه غير واضح بعد في هذا الصدد”.
في المقابل، أشارت مصادر الحزب “التقدمي الاشتراكي” الى “أننا لن نصل الى جبهة البريستول مجدداً، فحينذاك كان هناك قرار بالانتفاضة العامة على عكس اليوم”.
ولفتت مصادر “القوات اللبنانية” الى امكان أن تُشكل جبهة تحت اسم “البريستول” أو غيرها، معتبرةً “أننا في خطر في هذا الواقع ونوع الاحتلال الممارس علينا نوع خبيث لأنه يمارس عبر لبنانيين وخلفهم موجودة ايران، لذلك العناوين تختلف عن السابق والهدف من المعركة يختلف، فنحن لا نطالب بمعاقبة طائفية بل نريد لبننة هذا الفصيل الذي يخطف لبنان وأن نحافظ على السيادة”.
اية المصري- لبنان الكبير