لبنان بين ماكرون وبن سلمان: خلال أيلول وتشرين الأول… إما اتفاقاً أو فراغاً مديداً!

لبنان بين ماكرون وبن سلمان.. والطريق الصعبة لرئاسة عون

يعود الملف اللبناني ليشهد حركة ديبلوماسية مكثفة، هدفها الدفع نحو الوصول إلى تسوية. لا يريد الفرنسيون الخروج من المشهد، ولا الإعلان عن فشل مبادرتهم. لذلك، يسعون إلى تفعيل الاتصالات والتحركات، من باريس مروراً بالهند (قمة مجموعة العشرين) وصولاً إلى نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. تعود باريس لمحاولة لعب دور الوسيط، إنطلاقاً من موازنة موقفها، والتخلي عن المعادلة التي طرحتها سابقاً، خصوصاً في ضوء تطورات كثيرة لا بد من التوقف عندها.

في الأساس، أجرى الفرنسيون سلسلة اتصالات بمسؤولين سعوديين وأميركيين لتجديد إطلاق تحركهم.

ماكرون وبن سلمان
بناء على هذه الاتصالات، كان هناك إصرار فرنسي على أن يحضر الملف اللبناني في اللقاء الذي سيعقد بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على هامش قمة مجموعة العشرين التي ستعقد في الهند. لذلك طلب الفرنسيون عقد اجتماع فرنسي سعودي في العاصمة الفرنسية، يضم فريق عمل الطرفين، للبحث بالملف وإطلاقه مجدداً، من دون أن يكون هذا الاجتماع التحضيري منفصلاً عن دور كل من الولايات المتحدة الأميركية ودولة قطر.

قبل وصول المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، الإثنين المقبل، سجلت سلسلة أحداث، أو تطورات. أبرزها على الساحة الداخلية هو اللقاء الذي عقد بين قائد الجيش جوزيف عون ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد. مثل هذا اللقاء لا بد أن يفرض نفسه على جدول الاجتماعات التحضيرية.

قائد الجيش..
عملياً يأتي لقاء قائد الجيش والحزب، قبل اجتماع باريس الفرنسي السعودي، وقبل زيارة لودريان، وقبل اجتماع ماكرون بن سلمان، وقبل اجتماعات لممثلين عن الدول الخمس المعنية بالملف اللبناني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بين 18 و26 ايلول. في موازاة التحضير لكل هذه اللقاءات، تؤكد مصادر ديبلوماسية أن هناك قراراً متخذاً بضرورة الوصول إلى انتخاب رئيس في لبنان وإعادة تكوين السلطة. فمن دون ذلك، الوضع سيستمر بالتدهور الذي لا يريده أي طرف، لا في الداخل ولا في الخارج.

على طاولة الاجتماع السعودي الفرنسي، لا بد أن يفرض لقاء الحزب وقائد الجيش نفسه، طالما أن جوزيف عون يحظى بموافقة خارجية. كما أن الفرنسيين يعتبرونه خياراً ممكناً في ظل الانسداد القائم. لقاء قائد الجيش والحزب، يحظى باهتمام استثنائي من قبل الدوائر الديبلوماسية والسفارات. إذ يقرأه الديبلوماسيون بأنه مؤشر سياسي على عدم وضع فيتو من قبل حزب الله على عون. ليس بالضرورة أن يذهب الحزب إلى التخلي عن ترشيح سليمان فرنجية، والذهاب للتصويت إلى قائد الجيش، ولكن يمكن له أن يرتضي انتخابه من قبل الآخرين، في حال حصل التوافق عليه.

الرؤية القطرية
إنطلاقاً من هذه القراءة، هناك من يشير إلى ضرورة مواكبة اجتماع باريس، والذي عملياً يتلاقى مع كل ما كانت تسعى إليه دولة قطر، عندما طرحت فكرة الوصول إلى تسوية حول قائد الجيش، وهذا ما من شأنه أن يعزز التحرك القطري.

في المقابل، هناك في لبنان من يعتبر أن السعي لانتخاب قائد الجيش لن يكون سهلاً وطريقه غير معبدة، في ظل رفض التيار الوطني الحرّ لذلك، مع الإشارة إلى أن الحزب لا يريد كسر باسيل. وبالتالي، لا بد من الذهاب للبحث عن مرشح بديل. من المبكر الجزم إذا كانت هذه التحركات ستقود إلى انتاج تسوية أو اتفاق، أم أن المراوحة هي التي ستبقى قائمة.

ما تسعى إليه قوى الداخل والخارج هو محاولة تلمس المسار الرئاسي ومآلاته بين شهري أيلول وتشرين الأول، إما اتفاقاً أو فراغاً مديداً.

منير الربيع- المدن

مقالات ذات صلة