مبادرة قطريّة… وإسم توافقي جديد للرئاسة لا تعارضه الضاحية؟!
يتصدر الملف الرئاسي الحركة السياسية الداخلية، على وقع حركة ديبلوماسية لافتة وزخم التشاور، حيث بدا المشهد السياسي متخبطا بين حوارين وبين راغب ورافض، حيث فتح ايلول صفحاته على محطات ثلاث: الاولى مواقف الضيف الايراني التي اطلق الكثير منها، الثاني جولات الوسيط الاميركي السياحية والسياسية، والثالث ترددات دعوة بري واقتراحه الحواري القديم المتجدد.
ووسط زحمة المحطات والزيارات والقرارات، سجلت مصادر متابعة مجموعة من المؤشرات اللافتة، التي يمكن ان يركن اليها كلا الفريقين، المتفائل والمتشائم من مسار الامور ومصير الرئاسة، ابرزها:
– توقف الحوار بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك، على خلفية درس الاخيرة لطرح التيار حول نقطة الصندوق السيادي والصلاحيات التي ستناط به، خصوصا ان اقرار القانون في مجلس النواب علق الى حين البت بهذه النقطة.
– وصول موفد قطري الى بيروت في غضون الساعات المقبلة، حيث يحكى عن انه يحمل اسما جديدا للتوافق حوله، يحمل “بروفايلا” عسكريا “سياديا”، ولا تعارضه الضاحية.
– اقرار بكركي بضرورة السير بمبادرة رئيس مجلس النواب مع بعض التعديلات، رغم الاعتبارات المتعلقة “بمخالفتها” للآليات الدستورية، رغم ان بيان مجلس المطارنة الموارنة اهمل الاشارة الى تلك المبادرة. فهل نسف بيان المطارنة مفاعيل وعظة الاحد للبطريرك الراعي؟
– تصعيد رئيس حزب “القوات اللبنانية”، التي اعتبرت مصادر في الثامن من آذار، انه نتيجة “شم” معراب لتسوية ما يجري طبخها في الكواليس الدولية، رغم ان جهات داخلية وضعتها في اطار المناسبة الجماهرية.
– الاعداد لعقد اجتماع موسع يضم “التيار الوطني الحر”، “القوات اللبنانية”، “الكتائب اللبنانية” والمعارضة، لتقييم المرحلة السابقة وبحث الخطوات المقبلة، واهمها التعامل مع مبادرة الموفد الفرنسي.
– كشف مصادر عين التينة عن استمرار “ابو مصطفى” بمبادرته وعدم تراجعه عنها، خصوصا ان عدد النواب الموافقين والداعمين لطرحه تجاوز التسعين، وان الثنائي الشيعي ملتزم بعدم تطيير النصاب في الجلسات المتتالية لانتخاب الرئيس العتيد، ما يتيح انتخابه بخمسة وستين صوتا مع نصاب حضور ستة وثمانين نائبا. متى يوجه “الاستيذ” دعوته ووفق اي آلية؟ وهل ينتظر نتائج الزيارتين الفرنسية والقطرية، ونضوج الظروف المحلية والاقليمية والدولية، اذا نضجت؟
– زيارة التهنئة بمفعول رجعي، التي قام بها رئيس حزب “الكتائب” الى كليمنصو، واستذكار مصالحة الجبل ، عشية زيارة البطريرك الراعي، استكمالا لمساعي الصيفي لضم المختارة إلى حلف المعارضة الثلاثي على أبواب حوار الأيام السبعة، اذا ما عقد.
– تفاؤل تكتل “الاعتدال الوطني” بعد سلسلة اللقاءات التي عقدها مع أكثر من طرف، ومن بينها اطياف في المعارضة، خلصت إلى ما يشبه الحسم من أن الرئيس أصبح على الأبواب، إن لم يكن هذا الشهر ففي الشهر المقبل.
– تأكيد اوساط الايليزيه ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيعقد لقاء مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الهند يوم السبت المقبل، على هامش قمة دول العشرين، وان لبنان سيكون حاضرا بقوة خلال المباحثات، لا سيما الملف الرئاسي، خصوصا بعد اللقاء السعودي – الايراني.
وتختم المصادر ان اجواء فريق محور الممانعة تجزم ان ما يجري حاليا لا يعدو كونه تضييعا للوقت، فايلول لن يشهد الفرج كما يتوقع البعض، وان الامور ما زالت عالقة في انتظار الوضع الاقليمي، الذي لن تظهر بوادره قبل شهر تشرين الثاني، فالحواران الفرنسي والداخلي شكليان، لن يؤديا الى انتخاب رئيس للجمهورية، لان الافرقاء المحليين المعنيين به يناورون كلّ على طريقته، فيما الافرقاء الاقليميون والدوليون، باستثناء باريس، غير متحمسين له.
ميشال نصر- الديار