المراوحة سيدة الساحة رئاسيا: هل يعود لبنان إلى الكانتونات المغلقة تحت علم واحد!؟
مع أن شهر أيلول بدأ، لكن لا مؤشرات توحي بأن أمرا ما قد تغير. فالمراوحة سيدة الساحة رئاسيا، رغم المبادرة غير المنتظرة التي أطلقها الرئيس نبيه بري في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه. المبادرة، التي أثارت ردود فعل ومواقف متناقضة عند مختلف القوى السياسية، هناك اختلاف عميق في قراءة أبعادها ومراميها.
فقد حجبت دعوة رئيس المجلس للحوار ضمن مهلة سبعة ايام، مشروطا بجلسات انتخاب رئيس مفتوحة، الضوء عن زيارات المسؤولين الدوليين والاقلميين الى بيروت، والملفات التي طرحوها على اهميتها، خصوصا ان “عزيمة” ابو مصطفى اكتسبت اهميتها لجهة التوقيت والمضمون، التي جاءت لافتة، تزامنا مع لقاء سيجمع “التيار الوطني الحر”، “القوات” ، “الكتائب” و”التغييريين”.
فوفقا لمصادر المعارضة وصفت الدعوة بالملغومة، وبضربة المعلم لنجاحها في اصابة اكثر من عصفور في وقت واحد، فهي اربكت ميرنا الشالوحي في حوارها مع الحارة، وخوفها من تطيير نتائجه على الطاولة الاوسع، علما ان اللافت على هذا الخط، تسريب البرتقالي انه تبلغ من الاصفر عدم ممانعة عين التينة للامركزية الإدارية والمالية الموسعة بعدما فوتح بها، كما انها احرجت المعارضة في ظل موقف البطريرك الراعي الذي لم يكن بعيدا عن صيغتها، حيث سبق وعرض شيئا مشابها خلال لقائه المبعوث الفرنسي .
وتتابع المصادر بان الصيغة المطروحة تحتاج الى الدرس والى ايضاح بعض نقاطها، بالتحديد مسألة الجلسات المفتوحة، فهو لم يقل على دورات متتالية، بل قال جلسات متتالية، اي جلسة ثم يرفعها، ومن ثم يحدّد بعد فترة جلسة، ما يعني أن لا عامل ضاغط على الكتل النيابية لانتخاب رئيس جمهورية، معتبرة ان بنود البحث يمكن ان تمررها المعارضة وكذلك مدة الايام السبعة، ولكن تبقى الحاجة الى ضمانات.
ورأت المصادر نفسها ان الضمانات المطلوبة تكمن اولا في الالتزام بمهلة السبعة الايام، وعدم ممارسة الخديعة عبر تطيير الجلسات في حال انسحاب اي طرف، وثانيا والاهم ان تكون الدعوة الى جلسة انتخاب واحدة تبقى مفتوحة الى حين تصاعد الدخان الابيض، بعد الاتفاق على عدم انسحاب اي طرف من الجلسة وتطيير النصاب، تحت اي حجة او ظرف.
وكشفت المصادر ان المعارضة تملك طرحا مضادا ستبلغه الى الموفد الفرنسي لصيغة حوارية – انتخابية تحقق الحوار المنشود، لكن من منطلق احترام الدستور. يرتكز الطرح على دعوة بري الى عقد جلسات مفتوحة متتالية لانتخاب رئيس، على ان تنعقد بين جلسة الانتخاب والاخرى حلقات حوار داخل مجلس النواب لايجاد حل للازمة الرئاسية.
الدعوة الى جلسة انتخاب مفتوحة الى حين التوصل الى انتخاب رئيس، على ان تشهد حوارات ثنائية على هامشها وبين جولاتها، وهو الحل الانسب الذي يضمن مصالح الجميع.
اوساط موالية لمحور المقاومة رأت من جهتها، أن المبادرة تأتي في السياق نفسه لجهود لودريان، لكنها غير منسقة معه، الا انها جاءت في إطار جعلها مختلفة عن المبادرات السابقة، وتأخذ بعين الاعتبار الاجواء الاقليمية المستجدة، فابو مصطفى يتحمل مسؤولياته باعتباره رئيس البرلمان، لذلك يطرح الحلول والمبادرات، فاذا كانت النيات صافية ننتخب رئيسا للجمهورية هذا الشهر، وإذا لا فليتحمل من يعرقل ويرفض المبادرة مسؤولياته أمام اللبنانيين .
وختمت الاوساط معتبرة ان الموقف الرافض للمبادرة يجعلنا نضع علامات استفهام حوله ، والذي يبدو أنه مرتبط بمصالح وغايات شخصية، وأن الرئاسة يجب أن تكون محصورة به أو بحزبه أو فريقه السياسي، أو ما هو أخطر من ذلك أن هناك من يريد أن يستمر الشغور والفراغ لينعكس أكثر فأكثر على الانتظام العام في لبنان، ويؤدي إلى حالة من التحلل ليجد له أرضا خصبة بحسب تصوره لإحياء بعض الأحلام بالعودة إلى الكانتونات المغلقة ولو تحت علم واحد، وهذا أمر مرفوض ولن يحصل.
ميشال نصر- الديار